سياسة مجتمع اقتصاد

2009/11/06

مذابح الإعلام على أعتاب الديكتاتوريات....

المرة الألف أو المليون تذبح الصحافة العربية والإسلامية على أعتاب الديكتاتوريات ،وأعداء حرية التعبير في وطننا العربي المنكوب والبائس.... في ظل متغيرات دولية ليس لنا من سلاح نقاوم به المفسدون في الأرض بعدما تخلت الجيوش عن دورها والساسة عن حمايتنا على الأقل بدبلوماسيتهم "الناعمة "...لقد قرر أعداء الحرية غلق قناة العالم ومنعها من البث على القمرين الناي لست والعربسات ولم تمنع من البث على الأقمار الغربية .جاءت هذه الخطوة القبيحة لتكشف مرة أخرى زيف وبهتان الذين يتشدقون بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وهم في الحقيقة أبعد من ذلك بكثير عن شعاراتهم الجوفاء ،وأمام عجزهم ،وكشف عوراتهم لم يجدوا بدا سوى ردة الفعل الخبيثة كما تعودنا منهم فعمدوا إلى تكميم أفواه صرح إعلامي أظهر انحيازه لقضايا الأمة ومصيرها المر والمجهول...

في ظرف سياسي يتهاوى أمل تطورنا وتقدمنا ووحدتنا والبحث عن حلول جذرية لمشاكل مصيرنا المشترك يوما بعد يوم ،وأزمات اقتصادية خانقة وإطباق إسرائيلي وغربي على هذه الأمة المسكينة يسارع البعض من أصحاب القرار لذبح وسائل الإعلام من الوريد للوريد دون أن يبالوا أو يستحوا... ،وبدأت حملة مسعورة وشعوا غير مسبوقة خلال الفترة الأخيرة الماضية على الإعلاميين العرب ووسائلهم في طول البلدان العربية وعرضها في حين يتقدم الإعلام الغربي وخاصة الإسرائيلي بوتيرة كذلك لا سابق لها من أجل تقدم بلدانهم وتطويرها وتحديثها تحت قبة إعلام حر يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت وفي الضفة العربية المقابلة يجري قمع الصحفيين ومصادرة حقوقهم وأرائهم بشكل مقنن وفي أغلب الأحيان بطريقة همجية مفضوحة الأهداف والغايات ...
وإذا عدنا للوراء قليلا واستحضرنا اجتماع وزراء الإعلام العرب والقرارات التي تمخضت عنه ومجملها ظاهرا وباطنا الضرب من حديد لمن تخول له نفسه التطاول على "الأسياد" وأثارت حفيظة البعض القليل من الدول العربية وكل الحقل الإعلامي نستنتج أن خطة غلق قناة العالم جاءت إطار تفعيل تلك المقررات ونحن نعلم علم اليقين أنهم غير قادرين على أكثر من ذلك...
لا غرابة في فيما فعله أعداء الحرية الإعلامية ،ومصادرة الرأي الآخر لأن صدورهم ضيقة كرؤيتهم للتحولات التي تجري من حولنا وهم في قصورهم ومنتجعاتهم ينعمون فلا يريدون من إعلامي أو وسيلة إعلام حرة أن تزعجه أو تفسد عنه حياته السعيدة على رأس قيادة شعب بائس وفقير وحزين....
هذه الخطوة الأولى على درب معاقبة ومحاسبة كل إعلامي ووسيلة إعلام تخرج عن بيت الطاعة العربية التي أوصلتنا إلى هذا الدرك الأسفل من التردي الذي لم يبقى فيه سوى بعض وسائل الإعلام العربية والإسلامية التي تبحث عن إنارة طريق شعوبنا وأمتنا وتكشف لها بعض المخططات الجهنمية التي تحاك ضدنا من أجل العودة بنا إلى العصور الغابرة ،لأن حتى الغرب الذي يتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة التي يعيشونها في بلدانهم بأحقية إلا لغايات في نفس يعقوب لأنهم يدركون أن الساسة والقادة العرب لا يحتملون هذه المفاهيم والاستحقاقات الداخلية التي لم يتعودوا عليها وبذلك سيحدث شرخا كبيرا بين مكونات مجتمعاتنا مما يسهل عليهم عمليات الضغط على الحكومات من أجل تنفيذ ما يطلب منهم في أمن وأمان ... وإلا لماذا أوقفوا قناة المنار عن البث بأقمارهم الصناعية، ومخططهم الجهنمي لقصف قناة الجزيرة إبان الحرب على العراق...
.لقد أصبح واضحا اليوم أن برنامج أغلب الحكومات العربية المتمثل في ضرب كل الأصوات الإعلامية الحرة التي يعتبرونها "نشاز" رغم أن الأمة اليوم في مفترق طرق كلها مكللة بأشواك من صنع الامبرياليين والديكتاتورين ومن يواليهم ومخاضها عسيرا لأن الجنين المرتقب يبدو ميتا وعلى الإعلام العربي أن يقول إنه حي يرزق إذا قال حكامنا ذلك...وإذا لم يتعقلن هؤلاء المانعين لحرية الإعلام وحق الإعلاميين في التعبير وفق أخلاقيات المهنة سيصبح أغلب مدبري المكائد لصاحبة الجلالة على ما فعلوا نادمين....

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية