سياسة مجتمع اقتصاد

2009/07/18

كلينتون وكشف الأوهام والمخططات.....

قبل مجيء أوباما على رأس الدولة التي تقود العالم ومصدر قهرنا وتفككنا وهزائمنا المتتالية والمتلاحقة منذ تفردها بالسيطرة والتوحش على العالم الذي عملت على إخضاعه وجعله تابعا لهيمنتها منذ الحرب العالمية الأولى ولم يكفيها ما فعلته بنا خاصة منذ مطلع التسعينات فقتلت وفتكت وشردت من شعوبنا التي سالت من دمائها ما يغرق اللقيطة إسرائيل التي شاركتها جرائمها بأكثر وحشية وعدوانية وتغولت في منطقتنا العربية التي أصبحت ذليلة ومهزومة ومطأطئة الرأس والأعلام ما عدي الثلة الشريفة المقاومة ومن والاها ولم ينبطحوا ولن يكونوا كذلك فصفق وهلل من تعودوا على التصفيق حتى عند تشييع جنائزنا التي قتلها صمت الصامتين وجبن الجبناء وتواطئ المتواطئون وظنوا أن يوم الفتح المبين آتي من بلاد العم سام وأن عربدة إسرائيل في طريقها للزوال ليس بقوة سواعدنا المفتولة وبأسلحتنا التي ينتظرها سوق الخردة بفارغ الصبر وبعقولنا التي جمدها وكبلها هواة التجميد والتكبيل. بل بالحماسة التي خاض بها الكهل الإفريقي الأسمر انتخابات الرئاسة الأمريكية، وفاز بها وأستمر بعدها بوتيرة تنخفض امال الحلول العادلة التي ظلت معلقة طويلا، وترتفع حسب الأحداث والأوضاع والمتغيرات والقضايا العربية على حالها. بل تزداد تعقيدا وتفككا وخاصة القضية المركزية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي-
لقد قلنا عنها في عديد المقالات في صحف مختلفة ومازلت مصرا على أن الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما لن يستطيع فرض حلولا لا تقبلها إسرائيل، بل سيزداد تعنتها إلى درجة الخضوع الأمريكي لمشيئتها ومخططاتها، ولو بأوجه تمويه أخرى ومناورات جديدة تحافظ بها الحكومة الأمريكية على ماء وجهها أمام الشعوب العربية والإسلامية التي فقدت الأمل تماما في تغيير السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل التي قصفت سنة 67 عمدا ومع سابق التخطيط البارجة الأمريكية ليبرتي قبالة السواحل الإسرائيلية التي جاءت لمراقبة الوضع في المنطقة والتجسس على كل من يتدخل في منطقة الصراع وعلى متنها عشرات من الضباط والمختصين في فك شيفرات أغلب اللغات ومات منهم عددا وجرح عددا آخر من الأمريكان الذين كانوا هم وقادتهم في واشنطن على يقين بأن الهجوم متعمدا رغم معرفة إسرائيل بأن السفينة أمريكية وتحمل الأعلام الأمريكية،ورغم ذلك عجز ثماني رؤساء أمريكان سابقين على فتح مجرد تحقيق في الحادث رغم المطالبات بذلك من طرف أجهزة عليا ومؤثرة في القيادة الأمريكية وما ظهور وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون هذه الأيام وتطالب الحكومات العربية بتهيئة شعوبها لقبول إسرائيل في المنطقة إلا كشف غير مباشر على عجز أمريكا أمام إسرائيل وعدم قدرتها على إقناع الصهاينة بإيقاف الاستيطان وحل الدولتين على أساس عادل وعدم استعدادها للتصادم مع ربيبتها أو حتى مجرد ضغط عليها يؤدي إلى برود وفتور في علاقتهما.
لقد كشفت السيدة كلينتون في خطابها الأخير زيف الأحلام والأوهام التي أرادوا إقناعنا بها لأن الذاكرة العربية تبدو قصيرة ولم يتعلم بعض الساسة في منطقتنا العربية المنكوبة أن أمريكا لم ولن تغير سياستها وتعاملها مع الكيان الصهيوني من أجل العرب وقضياهم التي يعرفون – الأمريكان -جيدا وعلى يقين بأنها عادلة لكنهم – العرب- مازالوا يبحثون عن شبه موقف موحد وتوجه مشترك تجاه قضايا مصيرية لا تحتمل مزيدا من التشرذم والتأجيل لأن التعامل الأمريكي وسياستها الخارجية تعتمد أساسا على مصالحها لا غير وهي التي ترى في الحفاظ على هذه المكاسب والمصالح في هيمنة وسيطرة وغطرسة إسرائيل على المنطقة برمتها وليس في العرب التي لا ترى أنهم قادرون على ضمان ما كسبته وما حققته من سيطرة بالسياسة والمناورات وفي أغلب الأحيان بقوة النار مثل ما فعلت في العراق من ثرواتنا العربية التي أصبحت معظم شعوبها تعيش على الفتات المتبقي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .
كما حمل خطاب كلينتون عدة إشارات لا تخلو من دلالات خطيرة ،وعميقة لا تبشر بخير إلى جانب ما سلف ذكره فالخطاب تضمن رسالة موجهة للعرب مفادها لا تتشددوا كثيرا في المطالبة بالحقوق المشروعة التي تنادي بها حركات المقاومة ومن يواليها وفي نفس الوقت وأمام الوضع الإيراني الذي بات على حافة الهاوية بين الاضطرابات الداخلية التي إذا تعقدت الأزمة ستستغلها إسرائيل وأمريكا لتوجيه ضربة قاسمة لإيران تحقق من ورائها هدفين لطالما تمنتهما قوتا الشر في هذا العالم –أمريكا وإسرائيل-وهما تدمير المنشآت النووية الإيرانية وإسقاط الحكومة الحالية التي أصبحت في وضع محرج وخطير وغير قادرة على الصمود إذا اندلعت الفوضى الشعبية التي يحضرونها عبر أدواتهم في الداخل الإيراني بعد الهجوم العسكري الذي تطبخ عملياته ونتائجه بين ثنائي التوتر في هذا العالم وبذلك يتحقق هدف ثالث لا يقل أهمية عن الأول وهو عزل القوى المدعومة من إيران مثل سوريا وحركات المقاومة وتصبح هذه القوى الممانعة تفتقد لسند قوي ورئيسي مما يسهل على هؤلاء الغزاة والمحتلين ومن يساندهم في مخططاتهم الجهنمية جعلها –القوى الممانعة – فريسة سهلة لم يبق أمامها سوى الامتثال للأوامر التي تأتيهم من إسرائيل والخونة والعملاء في المنطقة العربية التي يتمن البعض فيها تحقيق هذا السيناريو أكثر من الصهاينة أنفسهم
ومن هنا يبدأ الفصل الجديد من التغييرات في المواقف، والسياسات والخطط المرسومة لمستقبل المنطقة محوره الأساسي لتنفيذها يعتمد على مدى استقرار الوضع الداخلي في إيران التي أصبح واضحا أنها تمسك بكل خيوط الحلول والمعارك الدبلوماسية والعسكرية والتشابكات، وعلى أكثر من اتجاه إن لم نقل في كل مناطق الاضطراب والنزاع سوى في أفغانستان أو في العراق كما في قضايا الشرق الأوسط التي صارت فيها إيران لاعبا أساسيا ومحوريا لا يمكن تجاهله أو إقصائه ، وهذا الموقع الذي أخذته الجمهورية الإسلامية في مسرح أهم الأحداث الدولية وعرقلتها لعدة مشاريع وحلول كانت ستكون بمثابة الكارثة على المنطقة وعلى العالم مثل مخطط الشرق الأوسط الجديد هي التي عمقت العداوة بينها –إيران – والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من جهة، وحلفائهما الذين أصبحت تدخلات إيران في قضايا كانت حكرا عليهم تمثل لهم هاجسا وكابوسا مخيفا ومرعبا من جهة أخرى لأن هؤلاء –المستعربين- كذلك لهم مصالح ومخططات لا يستطيعون تنفيذها بهدوء وسلام في ظل تنامي الدور الإيراني وتعاطف معظم الشعوب العربية والإسلامية والحركات التحرر العربي معها ومستعدة لمساندتها إذا ما تعرضت لاعتداء من الصهاينة أو أمريكا وهذا ما سيحدث إذا ما راهن أعداء إيران على الفوضى الداخلية بعد أن يتهيأ لها المناخ المناسب قبل إتمام المهمة بهجوم عسكري يدمر أحلام وأمال الذين تعتبرهم قوى أللإمبريالية والديكتاتورية في العالم المتشددين في إيران وتعتبرهم حجر العثرة أمام تحقيق مزيدا من المكاسب والثروات والنفوذ في المنطقة العربية وتركيع شعوبها بالذل والهوان بعد أن فقدا –أمريكا وإسرائيل- الأمل في تطويعها، وكسب ودها، ومحو الكره العميق الذي ترسخ في ذهن وفكر وثقافة هذه الشعوب ،نتيجة المآسي والمصائب التي حلت بها من جراء سياستهما العمياء.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية