سياسة مجتمع اقتصاد

2009/04/30

في بداية القرن 21 العالم يصرخ أزمات ...

يبدو أن بداية القرن 21 إلى حد الآن غير جيدة، وغير موفقة...إن لم نقل كارثية إذا قيمنا حجم الأحداث المأسوية في العشرية الأولى من هذا القرن.حيث أفتتح بعدة حروب، ومذابح بشرية سيبقى العالم يعاني من مخلفاتها و رواسبها المؤلمة و الحزينة...لعقود طويلة إذا لم نعمل من أجل أن تندمل الجراح...

استقبل العالم بداية هذا القرن بأحداث 11 سبتمبر ذلك الهجوم الذي فتح أبواب جهنم على دول عديدة وصلت شرارة لهيبه الحارق كل القارات وأحدث شرخا عميقا في العلاقات الدولية المتوترة بطبيعتها نتيجة سياسة المكيالين التي اتبعها الغرب تجاه القضايا العربية التي عانت مخلفات الحروب المتتالية التي دمرت من جرائها دول وشردت شعوبا بعد أن مات منها الملايين و جرح كذالك من البشر الملايين...

أول الدول المنكوبة هي أفغانستان التي زادتها الحرب فقرا على فقرها و بؤسا على بؤسها...

بعد الحرب على العراق و ما خلفه الغزو من ألام و جراح لم ولن تندمل بعد، ودخل هذا البلد العربي الذي كان شامخا، و مرفوع الرأس معتزا شعبه بالانتماء إلى تلك الأرض الطيبة، كما كانت تعتز به الأمة فأصبح خرابا و دمارا...وكانت هاتين الحربين وما خلفتهما من تفكك عربي واحتراق شعرة معاوية التي كانت تربط هذه العلاقة بين الأخوة في كل شيء . و كأن الأمة لم تكفيها أزماتها فشنت إسرائيل حربا على لبنان بعدما خربت وهدمت فلسطين ومات أبو عمار غدرا... وما إن انتهت من تدمير لبنان، وقبل أن تلتقط المجموعة الدولية و خاصة المجموعة العربية أنفاسها حتى شنت هجوما بربريا وحشيا على غزة مرة أخرى لتنهي ما تركه شارون قبل أن يدخل غرفة الإنعاش الاصطناعي...

لم تكن تلك الحروب وويلاتها الوحيدة التي أنهكت العالم وأدخلته في بؤرة نزاع بارد محوره و المفعول بهما سوريا و إيران اللتان تعكرت و تدهورت علاقتهما ببعض الدول العربية...وما خلفته من تناحر عربي-عربي لم ينتهي بعد...

كل تلك الأحداث المؤلمة في فترة تعتبر وجيزة بمقياس الزمن...زادتها أنفلونزا الطيور اضطرابا و هلعا في عدة دول. وما إن خفت وطأتها وبدأت تتراجع، حتى ظهرت الأزمة المالية التي انجر عنها تدهور اقتصادي عالمي امتدت أزمته الخانقة لتغطي المعمورة التي ما زالت نار المشكلة تلتهم أكبر الأقطاب الاقتصادية التي صدرت هذه العدوى أو" فيروس الإفلاس الاقتصادي" و الركود التجاري إلى كامل أرجاء البسيطة... والعواقب والنتائج لا زالتا في علم المجهول...

وخلال الأيام الفارطة ظهرت أزمة جديدة، أو لنقل كارثة صحية جديدة هذه المرة بفعل الخنازير، التي أبت إلا أن تشارك في صنع الأزمات وتتصدر قائمة الأحداث، والمنابر، وخطب جميع السياسيين و الاقتصاديين، يترأسهما الطاقم الطبي الدولي الذي على عاتقه مسؤولية البحث عن العلاج لداء أنفلونزا الخنازير،وسبل الوقاية من عدواه والتصدي له ، والحد من انتشار هذا الوباء القاتل الذي يهدد بجدية البشرية قاطبة...

إنها بحق كارثة لا يجب أن يستهان بها، لمدى خطورتها خاصة أن هذا الداء معدي و ينتقل عبر الهواء، كما ستؤثر سلبا على الاقتصاد الدولي المنهك أصلا، و تعطل حركة التجارة الدولية البطيئة بطبيعتها، وخاصة قطاع النقل الذي سيكون الضحية الأولى نتيجة الركود في حركة التنقل بين البلدان، الذي فرضه الخوف المشروع من العدوى خصوصا مسالك التنقل إلى أو عبر الدول التي ضرب فيها هذا الوباء - أنفلونزا الخنازير- الذي حل كضيف غير مرغوب فيه... في وقت يعيش فيه العالم أصعب اختبار نتيجة الأزمة المالية التي لم تبقى وحيدة على أجندة التحديات...لعالم يصرخ أزمات في بداية هذا القرن...


0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية