سياسة مجتمع اقتصاد

2011/02/09

بعد ثورة الكرامة....الاستحقاقات والتحديات في تونس

نحن في الأسبوع الثالث من ثورة التحرير،والكرامة في تونس...أعظم ثورة عربية ستحول النظم الكارتونية العربية إلى أوراق تحترق،وفي رعب مستمر لكن على شباب الثورة وكل مكونات المجتمع المدني أن يدركوا جيدا الخطوات السياسية والشعبية المقبلة وأن لا تلقي بظلالها الثورات القديمة في أمريكا وأوروبا على الفكر السائد في الثقافة الثورية العامة بأن تلك الثورات لم تحقق الحرية والديمقراطية إلا بعد عقود من الزمن...لكن ليس ذاك الزمن هو هذا...وليس تلك الشعوب هي ذاتها أمام علوم متقدمة ووسائل اتصال وتواصل حديثة وأفكار متعددة،مستنيرة وروح وطنية عالية تجمع بين الثورة ونجاحها بسلام وبأخف الأضرار وفي أقل وقت ممكن فهذه الثورة نموذجية فكيف لا تكون نتائجها أيضا فريدة من نوعها حتى تغير النظريات السائدة وتزيل الخوف والهواجس من نفوس الشعوب العربية الأخرى المتوجسة من النتائج عندما تثور على جلاديها وتكون دافعا لها لا محبطة لنفوسهم.
كما كانت الثورة التونسية الأنظف والأشراف لأنها حققت إنجاز التغيير بأفضل الوسائل الحضارية تطورا وهي خلع واحد من الأباطرة المستبدين في الوطن العربي بالثورة الشعبية السلمية لكن لا يجب أن يصل الشعب إلى مطالبه بوسائل تعرقل ولا تقدم وتضر ولا تنفع، وتفسد الإنجازات ولا تصلحها وتحميها...فالشعب التونسي اليوم أمام امتحان صعب ومعقد وحساس جدا نتيجة الوضع الأمني الهش وأنفلات المليشيات وممارساتها المسمومة التي كانت تتمعش من النظام البائد...لأن البلاد مازالت ترتعش ومضطربة وأي خطأ سياسي أو أمني من هنا أوهناك ممكن يغير بوصلة الثورة إلى اتجاه معاكس لا نرغب فيه ...فالتحديات اليوم كبيرة والصعاب عديدة،والمخاوف والهواجس موجودة ومن ينكرها أو يتجاهلها فهو الغبا والجهل بعينيهما وعلى الجميع بمختلف مواقعهم التعقل والتبصر والالتزام بالحكمة والمسؤولية حتى تصل هذه الثورة لشاطئ الأمان وتكون دافعا ومحفزا لبقية الشعوب الأخرى من أجل قطع دابر الحكام الظالمون الخونة للأوطان والعباد في عالمنا العربي الذي تم بيعه في أسواق النخاسة الدولية وتاجر بكرامة شعوبنا في أوكار السياسة الدولية وفي دهاليز وزواريب المؤامرات الخبيثة على حقوقنا المشروعة وثرواتنا المهدورة، وقضايانا العادلة...
فالشعب التونسي اليوم عليه استحقاقات ومسؤولية أكثر من أي وقت مضى ومن هذه المسؤوليات هي أن تدرك كل نخبه حقيقة الواقع المعقد ولا تتسرع في البحث عن النتائج السياسية والاجتماعية وأن تمارس دورها بعقلانية في كل التحركات والاحتجاجات والمحاسبات وأن تبتعد عن" الشخصنة " وأتباع أسلوب النقمة والاجتثاث وردود الأفعال العصبية ويعني ذلك الالتزام بالعمل على المسارين السياسي والشعبي في مرحلة ثانية وعدم اللجوء للشارع كوسيلة للحكم وتنفيذ القصاص والإقصاء عن طريق العنف والحرق والعبثية الفئوية، والسلوك العشوائي تحت أسم الثورة والحرية، والكرامة الوطنية، والحقوق المشروعة وما شابه ذلك لأن البلاد اليوم في حاجة أن نعطيها أكثر مما نأخذ منها .فالواقع الذي علينا أن يفهمه الجميع جيدا هو أن الحزب الحاكم المخلوع مارس عبر 23 سنة من الحكم عمليتين غاية في الخطورة على المجتمع المدني فهو أعتمد على ذبح المعارضة وطمسها بالكامل وأفقدها دورها وقواعدها ومن جانب آخر ورط معظم النخبة والمسئولين في الدولة بالانتماء الطوعي ولقسري للتجمع الدستوري "اللا ديمقراطي"وأصبح المجتمع المدني المتبقي مهمش وفاقد للثقافة السياسية التي تنمو بالحراك السياسي داخل المجتمع وعندما سقط النظام برمته وقع اكتشاف معظم النخب والإطارات العلمية والاقتصادية والسياسية قد سقطت في مستنقع الحزب الحاكم منها من هم متورطون في جرائم سرقة وأختلاسلات ومشاكل أخرى ومنهم من هم ينتسبون "للتجمع بالانتماء فقط ونتيجة للنقمة الشعبية على هذا الحزب الحاكم تم الرفض الشعبي لكل منتسب أن يتولى مناصب إدارية وقيادية مسؤولة ومن هنا أنطلق الاضطراب والارتباك وسادت لغة التحكم والرفض في الشارع لكل مسؤول يشتبه فيه بالانتماء سابقا للنظام .وأصبحت الجماهير هي التي تتولى عزل من لا يروق لها بالقوة وهذا مكمن الخطر في المستقبل.
فالمسؤولية باتت على عاتق الجميع وهم:
أولا: على الحكومة المؤقتة أن توضح عدة نقاط غامضة ومبهمة بالنسبة للشعب منها موقفها بعد حل التجمع الدستوري الديمقراطي "الحزب الحاكم القديم" وكيف ستتعامل مع قياداته المتورطة في الفساد المالي والإداري وهم مندسون في كل المراكز الحيوية والحساسة في أجهزة الدولة لأن هذا الحزب كان ولايزال يثير غضب الشارع ونقمته ثم أن تتحرى جيدا هذه الحكومة في تعييناتها لمسئولين محليين جهويين خاصة في سلك "الولاة والمعتمدين" لما لهذان المسلكين الإداريين من نفوذ ومن سمعة سيئة في النظام القديم وعلى هذه الحكومة الموقتة أن توسع دائرة التشاور مع كل الأطراف الاجتماعية من منظمات وأحزاب وفعاليات من أجل ضمان القبول الشعبي للمعينين على رأس الإدارات والمؤسسات ذات الأهمية للمواطنين كما على وزارة الداخلية أن تتحرك بسرعة للحد من نشاط "التجمعيون" القدامى حتى لا يتصادمون مع الجماهير التي باتت تعرفهم بالأسماء والصفات وسجلهم القديم كما عليها محاربة الجريمة والمجرمين بكل صرامة لأنهم يروعون الناس ويذهب ظن عامة الناس بأن هؤلاء المجرمين من النظام القديم وعلى هذه الحكومة عدة نقاط أخرى يطالبها الشعب بتوضيحها على غرار الموقوفين من عائلة الطرابلسي السارقة لأموال الشعب ومن إجرام منهم بالقتل وتكوين العصابات.
ثانيا :مسؤولية أحزاب المعارضة والنخب المستقلة الذين عليهم أيضا مسؤولية جسيمة من بينها الحد من وضع العصي في الدواليب لأغراض شخصية وحزبية والعمل على تحقيق هذه الأهداف بكل الوسائل بما فيها الشارع ولو على حساب الأمن العام ومصالح الناس ومن ذلك تنتشر الفوضى ولغة القوة وعرض العضلات في الشارع من هذا وذاك وتتعطل بذلك دواليب البلاد وتتوقف المبادرات ،الخطوات السياسية وأن لا يعتمدوا كثيرا على طلبات الشارع في مواضيع معينة التي تطرح على "الفايس بوك" وغيره لأن عامة الناس تجهل السياسة ولا يعرفون الواقع عن قرب وعلى هذه النخب لعب دور مهم جدا وهو القيام بتحركات توعوية محليا وجهويا من أجل ضبط الشارع والجماهير وتسييرها في الاتجاه الصحيح حتى تشارك بالانضباط في العملية الديمقراطية والحرية المنشودة وفق معايير مدروسة تحقق للبلاد المكاسب التي اندلعت من أجلها ثورة الكرامة والحرية بشكل فعال ومجدي ومؤثر وذلك عبر تكوين لجان مثقفة تقوم بهذا الدور التحسيسي.
ثالثا : على المجتمع المدني أن يفهم فيئاته المنفلتة و كل فرد منها أن الالتزام بالضوابط القانونية ،والحفاظ على ممتلكات الدولة والخاصة والحفاظ على الأمن العام هو المخرج الرئسيي للثورة بنجاح وذلك بعدم محاسبة المسؤولين المرفوضين والمنبوذين والمخطئين شعبيا والقصاص منهم في الشارع لأن هذه الحالة ستحول البلاد إلى غابة من القرارات والحلول والتعقيدات الأمنية والاجتماعية والسياسية وهذا مثلا ما حصل من حرق واعتداءات يومي السبت والأحد في ولاية الكاف شمال البلاد وفي ولاية قبلي من جنوب البلاد أنجر عنه وفاة أشخاص وجرح العشرات وهذه النتيجة كان بالإمكان تفاديها وحل نقاط الخلاف بالعقل والقانون وليس بمنطق القوة.
رابعا:إن وسائل الإعلام المحلية ورغم خطواتها المهمة إلا أنها مازالت تتلمس خطوط تحريرها ولم تتوضح لها الصورة بعد ومعظمها مازال ينتظر زوال الضبابية السياسية حتى يتبين لها الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الوضع كما لا يزال يسودها الخوف والارتباك نتيجة الضغط الشعبي ولم تتحمل مسؤولية التوعية بكل جرأة ومصداقية حتى يعلم المواطن العادي أين تكمن حقوقه ومربط واجباته.وهذا لا يعفي وسائل الإعلام والإعلاميين من مسؤولياتهم ووضع الأصبع على الداء والخلل والتنبيه،ووضع الاستحقاقات والمطالبات الشعبية الخاصة بالسياسة أمام الجميع دون تردد حتى يكون الإعلام هو نبض الشارع والمعبر عن هواجسه ألأولى .
إعلامي تونسي

2010/10/11

ليبرمان ...بعد تطاوله على العرب يدوس أوروبا.







قررت أن أقوم بجولة مكوكية دون أن أغادر مكاني هذا فالصولات والجولات....والرحلات حول العالم ليست لي،أو من اختصاصي بل هي لمن خلقوا لها ولأجلها...وهذه الدورات حول العالم هي من اختصاص الأثرياء ومن حقهم فقط ،أو لفئة معينة من السياسيين والدبلوماسيين (وما أكثر جعجعتهم بلا طحين)أما أنا العبد الفقير من عامة شعوبنا التي تلهث وراء الخبز الحاف... وفي أحيان كثيرة بعرق الذل والهوان...والبعض الآخر لا يتمتع بثروات بلاده وأرضه ،ويمنعون عنه حتى النظر إلى أين تذهب هذه الأموال خاصة النفطية منها،وفي جيوب من تستقر...والأدهى والأمر يمنعون هؤلاء الفقراء من الدفاع حتى على أوطانهم وليس على لقمة عيشهم...ليس هذا هو المهم رغم أنه الأهم في واقعنا الحاضر المر،و الأليم.
أولا :الأدهى والأمر ان كل الأصوات الشريفة والمناضلة بصدق من أجل حقوق الشعوب العربية والإسلامية وقضاياها المصيرية كاحتلال أراضيها،أو حقها في التقسيم العادل للثروة كما المحافظة على مقدرات هذه الشعوب وفق مبادئ الحقوق والواجبات في ظل قوانين محترمة للدساتير تنح بموجبها الحرية للأشخاص والجماعات في التعبير عن مشاكلها وهمومها والمطالبة بمعالجتها من طرف الأنظمة التي لا أعلم أحيانا أين هي من هذه الشعوب والعيش الكريم.تخنق وتلاحق وتسجن في اغلب الأحيان ...وتغلق في وجهها كل منافذ التعبير الحر عن هموم الأمة خاصة في ظل تكاثر الإعلام الأصفر المدمر لمستقبلنا وذبح الإعلام المعارض والصادق الشريف.وأين هي كذلك من الحق الديمقراطي،وحقوق البشر التي حولوها الأسياد في معظم أقطارنا إلى قطيع من الأغنام لا حول لها ولا قوة ،وتم بسابق إصرار تهميش المنظمات ا،والأحزاب المنبثقة عن المجتمع المدني فأصبح بالملعب فريق واحد يسجل في كل الشباك كما يحلو له وضاع البقية وسط الضجيج لا يعلم الواحد منا اليمين من اليسار...وهل هو من فوق أم من تحت... وبذلك ضاعت كل الحقوق ولم يبق سوى الواجبات المملاة بلغة القوة...ويا ليتها كانت واجبات وطنية حتمية بل أوامر قمعية علينا القيام بها حتى إن لم نسطع ذلك ،ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.سأخرج من هذا المستنقع...إلى مستنقعات أخرى وصلنا إليها جراء ما سلفنا ذكره.وهذه محطات رحلتي المرهقة.

*المحطة رقم واحد.
مدينة سرت الليبية أن دارت أكبر "حفلة قبل" جمعت المحتفلون على كومة من مصائب هذه الأمة(وغاب عنها الفاعلون الحقيقيون وهم حركات المقاومة في فلسطين والذين لم ولن تنفذ قراراتهم إلا بموافقتهم ورضاهم المشروط بعدالة الحلول) والتقوا بحرارة.. أم ببرود وجمود هذا لا أعلمه...بل كل الذي حصل ربما اعلم منه الأهم والمهم وهو أن القادة العرب المحترمين وسيادتهم، وفخامتهم عزموا بعد جهد جهيد على بلورة موعد لعقد قمة عربية استثنائية بعد أن منيت (مفاوضاتهم مع إسرائيل بالفشل والخذلان) وكان لهم ذلك واجتمعوا...فتحاوروا...تناقشوا وأكلوا وشربوا...ثم قرروا إعطاء فرصة جديدة لراعية السلام في الشرق الأوسط (ماما أمريكا) من أجل مزيد إضاعة الوقت...عفوا، من أجل مزيد التريث وعدم قلب الطاولة على "الأسد" نتنياهو ومن خلفوه ومن دعموه و"أستأ سدوه"...ولم يتفقوا فهل كان بإمكانهم خلط الأوراق من جديد ووضع الأسرة الدولية المتهالكة أمام الواقع المستحدث وتمزيق الورقة منكودة الحظ التي كتب عليها "مبادرة السلام العربية" والدعوة إلى وقف جميع أنواع التفاوض والتعامل مع الكيان الصهيوني الذي أجبرهم قادته على الاجتماع فورا بعد أن وصلت مهزلة المفاوضات المباشرة إلى المزبلة ...لكن تمخض الجمل فولد "تأجيلا وشهرا آخر"...أما أهم المواضيع التي بإمكانها أن تكون حجر الزاوية في الحلول للصراعات القائمة في منطقتنا "كرابطة دول الجوار المقترحة"أطلق عليها أعداءها النار قبل أن تبدأ القمة "القمقومة" "الموقرة" فأردوها قتيلة مرة أخرى...ووضع ملف الدول الفاعلة التي بإمكانها تقديم أفضل المساعدات لمجهوداتهم" والتأثير على الرباعية وما لف لفها، ومن هذه القوى تركيا وإيران.لكن هيهات فهل بإمكانهم شق عصا الطاعة الأمريكية والإسرائيلية هذا هو مربط الفرس العربي الذي لم تفك وثاقها قمم...وقمم...حتى أصبنا بالهم والغم.. من أسطوانات الأبيض والأسود في عصر الألوان والأقمار الصناعية التدميرية والتجسسية...سأخرج حالا من هذه المحطة المقرفة.
* المحطة الثانية.
السؤال الذي تعسف على أفكاري وشردها وجعلني ضحية كضحايا الحروب المتعددة والمتنوعة التي شنت على هذه الأمة ومازالت أراضيها مغتصبة وجزء مهم وكبير من شعوبها مشردة في الملاجئ والشتات،والمخيمات...والبقية يعيشون حالة اغتراب داخل أوطانهم...المهم هو هذا السؤال:هل عجزت كل المنظومة الدولية بقوانينها ونفوذها وجبروتها على لجم حفنة من المرتزقة وإجبارهم على المثول للشرائع الدولية،أم أن العكس هو الصحيح بعدما أصبحت هذه الأسرة الدولية تعيث فيها الصهيونية القبيحة فسادا وإفسادا وتركيعا وتشنيعا...؟
كيف لا يحق لنا طرح هذا التساؤل بمرارة عندما تتزامن أحداث من كل حدب وصوب لتجتمع كلها ضد حقوق شعوبنا الكادحة والمقاومة رغم ما أصابها من ضعف وتراخي...فتفشل القمة العربية مرة أخرى فشلا ذريعا وبل على العكس كشفوا فيها خلافاتهم واختلافاتهم وأكدوا بما لا يدعوا للشك أنهم غير قادرين على الخروج قيد انملة من عنق زجاجة "أمركتهم" ومصالحهم الشخصية الضيقة وأهمها إما البقاء على كراسي الحكم مدي الحياة للبعض، أو من أجل تمرير عملية التوريث للبعض الآخر التي تناور بها أمريكا وإسرائيل –ورقة التوريث العربي - من أجل الوصول للغايات والأهداف المرسومة سلفا لمستقبل المنطقة وكل الدول العربية التي يتنازع،ويتصارع على خيراتها وثرواتها القوى الإمبريالية والشر وطمس هوية شعوبها أمريكا القارة العجوز أوروبا التي عاثت في كرامتها ما تسمى دولة الاحتلال الإسرائيلي سابقا على لسان شارون ومعاونيه،واليوم على لسان المرتزق ليبرمان وزير خارجية الكيان الغاصب الذي تطاول على كل من وزير الخارجية الفرنسي كوشنار،وميجيل موريتانوس وزير خارجية إسبانيا خلال حفل العشاء الذي أقامته الخارجية الإسرائيلية على شرفهما وبلا خجل أو حياء...وبدون ردة فعل منهما قال لهما بعظمة لسانه الوسخ كأصله وفصله " إن إسرائيل لن تكون تشيكوسلوفاكيا العام 2010"
وزعم ليبرمان المستوطن الذي قدم إلى فلسطين المحتلة حافي القدمين "أن المجتمع الدولي يحاول تعويض فشله فى أفغانستان والسودان وكورية الشمالية، من خلال التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية خلال عام، حيث قال للوزيرين: "من المفضل أن تتحدثوا مع الدول العربية عما سيحصل فى العراق فى العام 2012، بدلا من ممارسة الضغط على إسرائيل والذى قد يؤدى إلى انفجار مثلما حصل فى العام 2000".

وأضاف ليبرمان "إنه لا يتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يحل كل مشاكل العالم، إلا أنه يتوقع أن يقوم بحل تلك القائمة على أراضى أوروبا.في الوقت الذي يصرح فيه كوشنير بعدم موافقة أوروبا بنقل الملف الفلسطيني لمجلس الأمن بدعوى الحفاظ على عملية السلام...فأي عملية سلام هذه يا سيد كوشنير وعن أي سلام تتحدث ربما في كوكب زحل او عشتروت...؟ الم تسمع جيدا" ثوركم الهائج" المسعور نتنياهو كيف يجدد طلبه القديم الداعي لاعتراف الفلسطينيين بدولة يهودية وهو المطلب الإسرائيلي منذ 48 ولم يتحقق رغم كل الفتك بالشعب الفلسطيني وتدمير كل مقومات حياته....أليس هذا يا حكام القارة العجوز وحكامنا أيضا وضع عربة السلام عبر المفاوضات قبل الحصان الهزيل.....أليس من الأجدر أن تطالب ياسيد كوشنير بنقل القضية للمحاكم الدولية والمنظمات الأممية بعد الذي سمعته من ليبرمان... عوض الوقوف ضد هذا القرار ...لكننعلم جيدا أنكم علينا أسود وعلى إسرائيل نعاج.

ولم يكتفي بذلك هذا المعتوه ليبرمان بل قال أيضا: "فى العام 1938 صالحت أوروبا هتلر بدلا من دعم تشيكوسلوفاكيا، وضحت بالأخيرة بدون أن تكسب شيئا، وإسرائيل لن تكون تشيكوسلوفاكيا العام 2010، وتصر على مصالحها الحيوية"، على حد قوله .
*المحطة الثالثة والأخيرة هنا:
بعد أن قررت حكومة الفصل العنصري في تل أبيب سن قانون الولاء لإسرائيل لطالبي الجنسية الإسرائيلية سيكون ضحاياه بدرجة أولى أهلنا في اراضي 48 وأخوتنا في الضفة الغربية لم يأخذ هذا الضغط النازي العنصري من العرب ومعظم الإعلام العربي الحيز الكافي للتصدي للإجرام الصهيوني المتعدد والمستمر ...كيف لا وقد انتهكت الحكومات المتعاقبة في ما تسمى إسرائيل كل حقوق العرب وضربت بعرض الحائط كل القوانين الدولية وشنت الحروب القذرة على هذه الشعوب المنكوبة بنكبة معظم زعماء العالم دون رادع، وخرجت ككل مرة بسلام. في الوقت الذي تعالت فيه أصوات قتلة داخل تل أبيب رافضة لقانون الولاء والقسم على غرار مهندسة الحرب على غزة ولبنان تسيبي ليفني واعتبرت هذا الإجراء-المواطنة-بالقول:
.(وهذا طبعا ليس حبا فينا وفي الفلسطينيين)بل هي معارك داخلية بين واليمين واليسار المتطرفين في
"لقد تحولت إسرائيل من دولة يهودية ديمقراطية إلى مسخرة سياسية
إسرائيل.
.فهل سيأتي اليوم الذي نستنجد فيه بأصوات إسرائيلية للدفاع عن حقوقنا والتصدي لمثل هذه القوانين الجريمة ؟وإلى محطات أخرى طالما نحن المحطة وهم الركاب.


إعلامي تونسي

2010/05/31

فرصة الفصل الأخير......الشركاء في العدوان،فضحتهم مواقف تركيا أردوغان






مرة أخرى ،يمعن الكيان الصهيوني النازي في إجرامه وعنصريته،وإرهابه... ويزيل القناع،و ورقة التوت من على عورة قبح سياسته وعدوانيته. ويكشر عن أنيابه التي فتك بها بالبشر والحجر ومزق بها كل الشكوك في عدم انتمائه للإنسانية والأخلاق البشرية...وبكل وقاحة لا مثيل لها اعتدى على القيم الدولية وكل الشرائع السماوية والوضعية وأقدم على ارتكاب جريمة بشعة على البشرية جمعاء في هذه المعمورة وليس على النشطاء الدوليين الذين رفضوا الظلم الصهيوني والتواطؤ الدولي وقرروا مساندة شعب يموت تحت الحصار منذ أكثر من 35 شهرا بالتمام والكمال ويذكرنا بحصار برلين خلال أربعينات القرن الماضي لكن شتان بين نتائج وطرق المعالجة بين الحصارين .
إنها عنصرية بشعة وقذرة تنم عن الصورة الحقيقية لأصل وفصل هؤلاء المرتزقة الذين تجمعوا من كل مكان على ارض فلسطين المغتصبة واحتلوا أجزاء من الأراضي العربية بعد قتل الآلاف من الأبرياء ومرت كل جرائمهم بسلام وأمان وسط صمت وجبن عربيين غير مفهومين أو مبررين.وكذلك تواطؤ دولي مفضوح ومعلن في معظم الأحيان دون خجل أو حياء ودفنت كل التقارير الدولية التي وثقت جرائم الحرب الصهيونية إلى أجل غير معلوم على غرار تقرير غولدستون الذي خرج فعليا من التداول من أجندات كل الفعاليات الحقوقية ،والمؤسسات الرسمية الدولية فكانت هذه النتيجة.
جاءت هذه الجريمة لتعزز سلسلة الجرائم الصهيونية الشنيعة وتكشف المستور العربي والدولي ...ونحن نقولوا عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم...ففوائد وإيجابيات هذا الاعتداء الهمجي والقتل المباشر لمدنيين دوليين في المياه الإقليمية الذين ذنبهم الوحيد أن إنسانيتهم طغت على إنتماءاتهم الوطنية ،ومعتقداتهم الدينية لأن من بينهم من هم غير عرب أو مسلمين.وأمام هذا الإرهاب الدولي الغير مسبوق الذي تجاوز كل الحدود والأخلاق والأعراف المتفق عليها دوليا .علينا أن نقف على الأسباب والدوافع التي فتحت الأبواب للكيان الصهيوني أن يعيث في كرامة المجتمع الدولي قهرا وقتلا وإفسادا وتحقيرا...
أولا :لقد ارتكبت ما تسمى بدولة الصهاينة- إسرائيل- جرائم وحشية بحق الإنسانية جمعاء فقتلت ونكلت وشردت واعتدت على كل القوانين الدولية خلال كل مراحل صراعها مع أصحاب الحق من الدول العربية والإسلامية وفازت فوزا عظيما بتغطية دولية لم يتحقق مثلها خلال كل الحروب الماضية في التاريخ المعاصر وعجزت كل المنظمات الدولية والهيئات الأممية عن ملاحقة القتلة والمفسدين في الأرض بعدم هيمنت عليه الولايات المتحدة الأمريكية (رأس الشر والفتنة،ومظلة شركاؤهم في الاحتلال والحصار).
ثانيا:منذ الإعلان عن تسيير أسطول الحرية باتجاه غزة المحاصرة تحركت حكومة العدو الصهيوني وأعلنت الحرب على هذه المبادرة وهددت وتوعدت منظمي هذه الرحلة بعواقب الأمور. لكن في المقابل ساد صمت غريب ورهيب ،ومخيف من طرف كل الأسرة الدولية( المعتدي عليها) ولم تتحرك لا المجموعة العربية والإسلامية، ولا حلفاء المرتزقة لدعم وحماية هذه المبادرة الإنسانية وتوفير الأمن والأمان مسبقا لهؤلاء المنظمون الأبرياء العزل ودعم ووصولهم للقطاع.ولم تتلق الدولة العبرية المحتلة تحذيرات ومواقف صارمة وقوية من المجتمع الدولي من أجل لجم عربدتها ونواياها المعلنة في التعامل مع القافلة بل تركوها تسرح وتمرح ،وتقرر هي –إسرائيل- بمفردها مصير المحتجزين والقتلى، والجرحى وكأنه ضوء أخضر تلقته مجانا من (العربان،والغربان) .ومن هنا تعتبر كل الأنظمة التي صمتت قبل الاعتداء شريكة مباشرة في النتائج.
ثالثا: لم يحظى الحدث على أهميته وخطورة مخلفاته بتغطية إعلامية عربية أو دولية مكثفة ما عدى بعض القنوات العربية المناضلة وفي مقدمتها شبكة قنوات الجزيرة ،تليها قناة العالم والمنار والأقصى وجريدة القدس العربي في الإعلام المكتوب مما سهل مهمة الصهاينة وشجعهم على ارتكاب المجزرة البشعة والوحشية ومن هنا يكشف الضعف العربي خصوصا شعبيا ورسميا فحتى دور المنظمات والهياكل المنبثقة عن المجتمعات المدنية وكل المثقفين تقاعسوا عن أدوارهم ولم يتحركوا بالشكل المطلوب الذي يساعد على ووصول القافلة لشواطئ غزة بسلام .ولذا يعتبر الجميع شركاء في العدوان بطريقة أو بأخرى خاصة والتاريخ حافل بالإجرام الصهيوني .وكل العقلاء على قلتهم تصوروا مسبقا هذا المصير وكنت من الذين نبهوا مسبقا على الفايس بوك وغيره للمخطط الصهيوني الهادف إلى أكثر مما حصل.
رابعا:لقد أقرت دولة الاحتلال والإجرام منع وصول القافلة مهما كانت النتائج وذلك لقطع مثل هذه التحركات من جذورها وتضمن عدم تكرارها مستقبلا.وهذا ليس في أدبيات الصهاينة فقط بل على الأجندات السياسية لبعض الأنظمة العربية التي تشارك فعليا في الحصار على شعبنا المناضل في فلسطين وخاصة المرابطون في قطاع العزة .وما حصل بالأمس القريب مع الرحلة التي قادها جورج غالوي وما تعرضت له في المياه المصرية وفي معبر رفح (المغلق مصريا) أكثر من دلالة على أن المتورطين في تلك غير بعيدين عما حصل لقافلة الحرية بل هناك من يتمنى أن يستيقظ يوما فيجد غزة أرضا بلا شعب.
أخيرا :ليس العيب في دولة الميز العنصري والإرهاب المنظم بل كل العيب فمن ترفرف فوق أوطانهم علم الذل والعار ،وأوكار التجسس في بلدانهم عامرة بالمخططات الجهنمية،وبعناصر الموساد الإسرائيلي "المبجلين" على من يتلقون العذاب والتعذيب من الفلسطينيين في بعض السجون العربية القريبة من تل أبيب وغزة الصبر والصمود...وإلا هل من المعقول أن تصدر بعض الإدانات العربية الخجولة في مثل هكذا حدث إجرامي لا يمت لأخلاق الدول المحترمة بصلة؟!إنها فضيحة في سلة العرب.
إنها فرصة تاريخية وأخيرة لفك الحصار على قطاع غزة ومحاصرة الكيان الصهيوني دوليا وتقديم مجرمي الحرب للعدالة(إن كانت هناك عدالة وقائمون عليها).ومساندة الدور التركي الذي كسبته المجموعة العربية وأزداد ووضوحا ونضجا بعد جريمة الصهاينة بحق من قرروا الموت بالرصاص الإسرائيلي بدلا عن الذل والإستكانة. وأصبحت صور القائد الفذ أردوغان معلقة على جدران البيوت العربية عوضا عن صور زعماء الأمة سبب نكبتها وتخلفها، واحتقار أعداءها لها.

2010/05/11

باسم حرية التعبير..تذبح القيم والأخلاق من الوريد إلى الوريد على الفايس بوك







"الفايس بوك"هذا العالم الافتراضي الرحب الذي أخترع ليكون وسيلة للتخاطب والتواصل بين مكونات شعوب المعمورة ،وتقصير المسافات بين الناس،ووسيلة من وسائل التبليغ والإعلام،والإطلاع على ما يحدث في مشارق الأرض ومغاربها تحول عند بعض "المستعربين"الذين يدعون المعرفة و"التفتح"وغمرتهم الحضارة الغربية بقشورها،وسلخت القيم العربية الإسلامية من عقولهم وأجسادهم... ،وتركتهم حفاة عراة على "الفايس بوك"يعرضون ما جادت به قريحتهم من "كلام الظلام"،ومفردات سوقية من قمامة لغة الضاد،خاصة من أصيبوا بعقدة الشهرة فلم يجدوا بديلا عن تلك الأساليب التعبيرية المتخلفة،وطرق "الهمز واللمز" التي تجاوزها الزمن ،وألقت بها التطورات في مزابل التاريخ فألتقطها البعض من المرضى النفسانيين وعادوا بها إلى واجهة التخاطب عبر أحدث التكنولوجيات التي أحدثها الغرب ،ومرغها هؤلاء في الحضيض.
مسكينة هذه التكنولوجيا التي أصبحت تسب من لم يحسن استعمالها واستغلالها صباحا مساء...ويوم الأحد .وتندب حظها الغابر الذي جعلها بين أيادي تعودت على التمسح ،والتملق والضرب على الأكتاف.وعندما فشلوا في ذلك للوصول إلى مبتغاهم قرروا الانقلاب والتراجع إلى الوراء لعل أضواء الشهرة بالكلمات التدميرية الوقحة عبر الفايس بوك تسعفهم بقليل من الضوء في عتمتهم.وتعيد لهم الثقة بأنفسهم المريضة ،والأمل في الحياة في "جنة خلد المبدعين،والمناضلين"دون أن يدركوا أنهم يدمرون العقول والقلوب لشباب هذه الأمة المسكينة التي تتألم في صمت.
لقد تحول الفايس بوك"عن أهدافه السامية واضحي مجزرة لذبح الأخلاق الحميدة العربية الأصيلة،وحقلا لهتك أعراض الناس بالكذب والبهتان في معظم الأحيان ،ومسرحا للتمثيل بالقيم الإنسانية النبيلة،وسحلها كما تسحل جثث المناضلين والشرفاء في أوطاننا العربية بشتى الطرق ،ومن مختلف الجهات دون أن نسمع تلك الأصوات "النشاز" التي تعتدي على قيمنا العربية الإسلامية الفاضلة بكلام منافي للأخلاق وخاصة عندما يصدر على لسان بعض النساء "المتفتحات غربيا".اللواتي جعلن هذا الحق المشترك "الفايس بوك" مرتعا مريعا لتمرير الأفكار المسمومة،والتبشير بقيم أخلاقية ليست من أدبياتنا التربوية المحترمة ،ولا علاقة لها لا من بعيد ولا من قريب بحرية التعبير والديمقراطية وحقوق الأفراد والمجموعات كما يتوهمون.
فما أحوجنا إلى نشر ما يفيد البلاد والعباد على الفايس بوك كما يفعل الكثيرون من شعبنا وأمتنا.

2010/05/09

عبث القدر...مستوطنون يذلون العالم.

رحم الله الفنان القدير عبد الحليم حافظ عندما غنى" قالت يا ولدي لا تحزن الحب عليك هو المكتوب" قال أيضا "وستعود يوما يا ولدي مكسور الجناح..."ونحن نقول لا تحزني أيتها الأمة فالمفاوضات المذلة على أرضك وشرفك بزعامة "الزعماء" هي المكتوب ولا تستسلم أيتها الشعوب على أرضك الطيبة لأن اللاهثين وراء "سراب الوسطاء" والصهاينة سيعودون مكسوروا الأجنحة خائبين يجرون أذيال الخيبة التي تعودوا على مذاقها منذ "مدريد"وسيحل محلهم من آمنوا بربهم وبحقوقهم وقرروا أن لا يتنازلوا عن حبة تراب من أرضهم المعطاءة والولادة للمحررين الأبطال، وقطرة ماء من مياههم ،وذرة كرامة من كرامتهم.
ها قد تدحرج العرب من قمم شروطهم،ونزلوا تحت الحضيض الذي كانوا منغمسين فيه إلى حد الخيانة والعمالة وقرروا المشي سيرا على الأقدام حتى بيت الطاعة الصهيو- أمريكية- وقدموا تضحيات الشعوب العربية من أجل القضية الفلسطينية على طبق من ذهب بلا مقابل لقاتل الأمس ،ومجرم اليوم ،ومبيد مستقبل أجيالنا القادمة. ومنحوا مجرمي الحرب فرصة أخرى مجانا لمزيد إضاعة الوقت لاستكمال كل المخططات التي ترسمها إدارتي أوباما وناتنياهو للمنطقة بأكملها.
غريب أمر بعض "المستعربين"بعد أن كانوا يبحثون ولو بجهد قليل عن الحلول لأهم قضايانا أصبحوا يبتكرون المخارج لتخليص الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية من مأزقهما وبإقرارهم الموافقة على "المفاوضات الغير مباشرة" مع من تسمى "إسرائيل" يخلصون حكومة تل ابيب من تفكك داخلي نتيجة الضغوط الدولية التي تتعارض مع الاستحقاقات الداخلية ،ويرفعوا عنها اللوم والعتب دون أن تقدم على أرض الواقع أي تنازل حتى لحفظ ماء وجه من شرعن بالنيابة عن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي كفرت بكل أساليب التفاوض مع الثعالب الماكرة في الأراضي المغتصبة .وأعادوا الثقة الزائفة للولايات المتحدة بأنها مازالت هي الراعية "للسلام العالمي" والفاتقة الناطقة بكل ما يجري في المنطقة والعالم وليس هناك سواها من يقدر على جمع الأضداد وهي – أمريكا- التي ركعت كما سجد العرب امام غطرسة وصمود حكومة الميز العنصري في فلسطين المحتلة. وبذلك قطعوا الطريق عن المقاومة الرافضة لهذا الأسلوب القديم المذل،وكذلك عن بقية التحركات الدولية الضاغطة على حكومة ناتنياهو من أجل الاستجابة لمتطلبات الحل النهائي وإيقاف سرطان الاستيطان،والقضاء على المقدسات الإسلامية...
سؤال يدعو للسخرية من كل الذين خططوا لهذه "المفاوضات الفضيحة"في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة بوادر مخاض إيجابي وعلى رأسهم حكومة أوباما. هو كيف تنازل الجميع عربا "ومستعربين"وراعية هذه الأكذوبة أمريكا وكل المجتمع الدولي عن الشروط السابقة التي فرضها أوباما وأتباعه من أجل بدء ما تسمى بالمفاوضات ؟! ويحيلنا هذا السؤال إلى استفهام آخر هوهل تشعر حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بالخجل بعد أن طأطأ الجميع رؤوسهم أمام إصرار حكومة الإرهاب في إسرائيل على تنفيذ برامجها المعادية للسلام، والمعارضة لكل الشرائع الدولية وتدخل "وكر المفاوضات" كما تريده ؟!.فالجميع يهرول خلف إسرائيل وهي المسرعة في خطاها لمزيد تعقيد الأوضاع ،وكسب أكثر ما يمكن من بؤر الاستيطان الخبيثة.ثم كيف سيضمنون نتائج مقبولة لهذه المفاوضات مع من خضع الجميع لمشيئتها وأرغمت الجميع على القبول بما أصرت عليه وكان لها ذلك.فأمريكا التي عجزت على تليين موقف حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل من أجل إيقاف عمليات تهويد المقدسات ،ووقف الإخطبوط التوسعي في الضفة الغربية،وتخفيف الحصار عن القطاع المنكوب بالحرب الصهيونية. كيف لها أن تفرض على حكومة المرتزقة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وإقرار حق العودة للاجئين وغير ذلك من الواجبات المعقدة التي لم تستجيب لها الحكومات الصهيونية السابقة ولن تحققها القادمة.
ثم لنفترض أن هذه المفاوضات ستفضي إلى نتائج ترضي إسرائيل ومن تفاوض معها فهل سيرضى الشعب الفلسطيني بكل مكوناته بهذه النتائج ؟!والجميع على يقين مسبقا أن إسرائيل لن تقدم حتى الفتات لسكان الأرض الأصليين بهذه "المفاوضات" المذلة والسخيفة،والفاشلة سلفا.وسيعود الوضع إلى ما قبل الصفر.وسيستمر إذلال المستوطنون للعالم.
حقيقة إنها خسارة كبرى هذه "المفاوضات العبثية" لمجهودات دولية وإقليمية لو تدعمت لتقدم الوضع نحوى الحلول العادلة كالتي تحركها تركيا وسوريا وقطر بمعاضدة حركات التحرر الوطني وكل الشعوب العربية والإسلامية .لكن إصرار محمود عباس وبعض من حركة فتح بدعم بعض العرب الذين فقدوا البوصلة تماما سيعيدون كل المشاكل إلى مربع الذل الأول وسيستمر الاستهتار بحقوق شعب عربي مسلم اغتصبت أرضه.. أرض الإسراء والمعراج يناضل منذ أكثر من 60 سنة لإعادة حقوقه لا غير ومن ورائه أمة دفعت الكثير من مالها وجهدها طوال فترة الصراع مع العدو الصهيوني قبيح المنشأ. ولم تجني من وراء ذلك سوى هذا العبث والقهر والإذلال من طرف حفنة من المستوطنين المرتزقة الذين بنوا امجادهم الوهمية ،ودولتهم النووية المزعومة على أنقاض الشرعية الدولية التي غابت عن سماء المنطقة المنكوبة كما غاب،وغيب أملنا في عودة من يعيشون في الأحلام والأوهام إلى الواقعية السياسية،والحقائق التاريخية.

2010/04/07




خبر عاجل...السيد البرادعي رئيس مصر الجديد يقرر مايلي:


في يوم من أيام هذا الربيع الجميل الطويل قررت التخلص من نكد العيش بين المباني الصفراء الشاهقة ،والهروب من "زحمة"المرور واكتظاظ حركتها التي لا تهدأ في شوارع العاصمة التي حولتها منبهات السيارات إلى "سفارات إنذار" تشوش الأفكار،وتصم الأذان وتقطع حبل الوصل بين الرغبة في العمل وصاحبه وعزمت على الرحيل إلى إحدى مناطق الجمال ،والهدوء والسكينة بالشمال الغربي للبلاد التونسية لعلي أظفر بملاقاة الأصدقاء القدامى الذين ترتسم على محياهم دوما الابتسامة وحسن الضيافة فهم ليسوا كسكان العاصمة الذين لا تهدأ الشوارع من ذهابهم وإيابهم في وجوم وعجلة من أمرهم وكأنهم يسابقون الزمن إلى حيث اللانهاية .
المهم،وصلت إلى تلك الربوع فشعرت من الوهلة الأولى بالحمل الثقيل بدأ يخف إلى أن تلاشى مع مرور الساعات الأولى ومن شدة الراحة والسكينة أخذت على عاتقي التمديد في فترة "النقاهة"وترك الجمل بما حمل في مدينة الفوضى ،عاصمة الفكر والسياسة والأدب والعلوم...وصراع الأضداد...موطن الدبلوماسية، والأخبار المؤلمة الآتية من كل حدب وصوب...تتهاطل على مسامعك أينما كنت من وسائل الإعلام المختلفة،وعبر العلاقات الشخصية دون انقطاع...عندها قررت مقاطعة كل مصادر الإزعاج، وفررت إلى موطني الأصلي بين الآثار الرومانية والجبال الشاهقة وما بينهما ألف قصة وقصة يحفظها التاريخ والأجيال.
لم يمضي من إجازتي الوقتية سوى يومين كنت فيهما في حالة انقطاع تام عما يجري في العاصمة تونس،وفي العالمين العربي والدولي وكان هذا خيارا مني وبدافع لا يعلمه إلا الله .وبنما كنت جالسا مع أحد أصدقاء الدراسة القدامى في أحد الحقول الخضراء الساكنة والجميلة قطع صمت الطبيعة رنة هاتفي الجوال مصدر إزعاجي الوحيد في تلك الرحلة المجنونة فهو الذي لا تأتي منه سوى الأخبار التي تحبط العزائم "وتلخبط" الأفكار..تعمدت عدم الرد على اتصال الصديق والزميل المزعج لكنه أعاد الاتصال أكثر من مرة إلى أن أجبرني على فتح الخط والاستماع إلى ثرثرته المعهودة وأخباره الغير مرغوب سماعها.لكنه هذه المرة مباشرة دخل في عمق الموضوع لأنه يدرك مدى أهميته عندي لا وبل يكاد يكون هاجسي الوحيد كبقية شعوبنا الكادحة والمقهورة...
اخذ يقص علي آخر المستجدات فيما حصل خلال غيابي الطوعي متوسلا الاستماع له جيدا فوعدته بذلك عن مضض فراح قائلا:
لقد قرر الرئيس حسني مبارك تعيين محمد البرادعي نائبا له وبعد ساعات قليلة من ذلك، قرر الاستقالة وتعيين نائبه الجديد رئيسا لجمهورية مصر العربية خلفا له إلى أن يحين موعد الانتخابات المزمع إجراؤها سنة 2011 وبموجب هذا المرسوم الرئاسي أصبح السيد الأمين العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية رئيسا فعليا لمصر.
لم يتوقف عن ضخ المزيد من المعطيات،كما لم يتحمل عقلي ما أنا بصدد سماعه..بل أردف قائلا:
إن السيد محمد البرادعي الرئيس المعين قرر إلغاء اتفاقية الشؤم مع الكيان الصهيوني-كامب ديفيد- إذا لم تتوقف دولة الاحتلال عن الاستيطان في القدس والكف عن تهويد المقدسات الإسلامية هناك والتزامها بالشرعية الدولية...
قررت قطع الاتصال الهاتفي مع هذا الزميل الذي عهدت منه الصدق في الأخبار المحزنة...فهو لأول مرة يأتيني بنبأ عظيم لكن إصراره الكبير على مزيد إعلامي بما حدث زاد في رغبتي في التمتع بالذهول الجميل كجمال تلك الطبيعة الخلابة وصرت أسيرا له ولمعلوماته الحديثة والمفاجئة بل التي لا تصدق....لكنها باتت حقيقة. وأضاف:
إن السيد البرادعي قرر إزالة الجدار الفولاذي الرابط بين جياع ومشردي غزة ومصر القيادة الجديدة ،والشعب القديم الذي امتلأت به شوارع القاهرة فرحا وترحيبا بما كان أبعد من الحلم وأقرب إلى الوهم...وعزز البطل الجديد قراره هذا بفتح معبر رفح كليا وبشكل دائم من أجل عودة الحياة المفقودة للمرابطين في القطاع الذي كان بالأمس القريب محاصرا...
كما طلب في كلمته الأولى للشعب المصري والعربي من الزعماء العرب قطع كل أشكال التعاون والتنسيق مع الكيان الصهيوني وسحب كل الاعترافات السابقة باحتلاله ...بعد أن أمر بإغلاق وكر التجسس الإسرائيلي في القاهرة وطرد من أرض الكنانة مصر زعيم الموساد من أرضها الطيبة المعطاءة والولادة للأبطال....
أما ردود الفعل العربية والدولية الاولية وخاصة الصهيونية فكان معظمها يؤيد أطروحات الحلول للسيد البرادعي البطل القومي الجديد أما الصهاينة فارتعدت فرائس قادتهم وأصيبوا بالصدمة والذهول وعبر تسريبات إعلامية سيوافقون على مطالب المنقذ الجديد "والمهدي المنتظر".
وقد أتصل ملك الأردن مباشرة بالسيد البرادعي وأعلمه بأنه سيتخذ نفس الخطوات التي قررها العائد الجديد للوطن المحبوب مصر الغالية...
لم أتمالك نفسي من هول الخبر المفرح وقلت لمحدثي عبر الهاتف:
سأتصل بك لاحقا بعد مشاهدة الحدث عبر القنوات التي تشارك الملايين من العرب والمسلمين هذا العرس العربي الذي سيحول الفقر إلى غنى،بكاء الأطفال العرب اليتامى إلى ضحك ،الفرقة العربية إلى تجمع ووحدة،والهزائم إلى انتصارات،والبؤس والأحزان إلى أفراح ومسرات...ونهضت مسرعا لأتوجه إلى منزلي الريفي لمشاهدة ما أخبرت به فسقطت من فوق سريري حتى كدت أفقد عظامي التي كانت ترتعش فرحا،وابتهاجا.. فتمالكت عن نفسي وجمعت شتاتي وألتفت ابحث عن هاتفي المزعج الذي أيقظني من الحلم الجميل معلنا ساعة خروجي لمكابدة الحياة كبقية قطيع البشر في هذه الأمة التي لا تعرف إلا الأحلام.

2010/03/11

من ينام بين القبور...عليه أن يتحمل الكوابيس والأحلام المزعجة.

عبر التاريخ القديم،والمعاصر ظلت تحكم العلاقات الدولية، المصالح والمنافع المتبادلة...لكن حجم هذه المطامح يتحدد وفق معايير،ومفاهيم محددة. تختلف من دولة إلى أخرى حسب الثقافة المعتمدة لتحقيق مكاسب أكبر وأنفع.. ونتيجة لذلك برز علم التفاوض السياسي والاجتماعي، والاقتصادي كبديل للحروب بعد أن كان احتلال الدول القوية للدول الضعيفة من أجل السيطرة على ثرواتها واستغلالها لصالح شعوبها وفرض هيمنتها العسكرية على الشعوب المقاومة للاحتلال وابتزازه-المحتل- لمقدراتها.. فنشط أسلوب التفاوض كخيار إستراتيجي في معظم الحالات بإمكانه في نظر الدول ذات النزعة الاستعمارية الإمبريالية أن يحقق الأهداف المنشودة. فأخذ يتطور "ويتقنن" المنهج الجديد –المفاوضات- بين الدول العظمى التي اقتسمت فيما بينها الدول الضعيفة في كل من آسيا وإفريقيا ومعظم دول الشرق الأوسط والخليج العربي واحتلت كل دولة قسما من هذه الأقطار خصوصا قبيل الحرب العالمية الأولى وبالتحديد منذ اتفاقية "سايكس بيكو" –بازانوف-التي أبرمت عام 1916 وتنص على الاتفاق سريا بين فرنسا وبريطانيا بمصادقة روسيا على اقتسام "الهلال الخصيب" سوريا ولبنان والعراق..لتحديد مناطق النفوذ في غرب أسيا بعد أن تهاوت الإمبراطورية العثمانية التي كانت مسيطرة على هذه المنطقة في الحرب العالمية الأولى.
لقد أصبح أسلوب التفاوض العرف الجاري بين الدول في كل أنواع التعاملات السياسية والتجارية ...وغيرها. وتدريجيا تحول إلى علم أبدع فيه المنظرون ،وأستغله رجال السياسة والاقتصاد في الغرب للاستيلاء على لقمة عيش الفقراء، وسرقة حقوق ومقدرات الضعفاء..واغتصاب ثوابت الشعوب والأوطان التي لم يتعلم المشرفين عليها بعد، فنون هذه المباريات التفاوضية ،التي يمكن أن نسميها "الحرب الناعمة"وعدم قدرتهم على تحديد الأبعاد السلوكية للأطراف المقابلة ونواياهم في التفاوض وأهمية المواضيع المطروحة للحوار من أجلها ..فالأطراف العربية المفاوضة يعتمدون في تفاوضهم على التوجه الشمولي"البديهي"الذي عادة لا يقدم أو يؤخر كثيرا في حل المشاكل والصراعات الدامية.. مما أنجر عن هذا السلوك التفاوضي الضعيف، و سوء هذا الفهم... ضياع نقاط قوة السياسة لديهم، وانعكست سلبا تلك العقلية على المفاوض التجاري العربي فيخسر صفقات كبرى، ومهمة في عالم المال والأعمال ..وتراجع عائدات الصفقات التجارية المبرمة مع الغر ب وتفكك المجتمعات في الوطن العربي ونتيجة لذلك ذهبت ثرواتها وحقوقها-الشعوب العربية- هباء منثورا...
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت لغة "الحوار والمفاوضات" تطغى على مسرح أحداث فك الاشتباكات السياسية والعسكرية...بين الدول والأقطاب لكن هذا الخيار لم يفلح ولم يأتي أكله في أمهات القضايا الدولية . خاصة إذا تعلق الأمر بالمواضيع العربية وبصورة أدق في علاقات هذا المحور بالكيان الصهيوني مما جعل تقريبا كل المفاوضات والحوارات معلقة أو تراوح مكانها لعقود طويلة مما يستدعى طرح سؤالين هامين هما ما هي أسباب فشل لغة الحوار والمفاوضات بين العرب وخصومهم كما أصدقاؤهم ،ثم هل العرب يمتلكون من المعارف بعلوم التفاوض ما يساعدهم على كسب نتائج مهمة من وراء هذه "الخدعة" الغربية التي استغلوها لأحكام الطبق على هذه الأمة الحزينة..؟
أما الذين يلهثون وراء المفاوضات الحالية يدركون أو يتجاهلون أنها بوضعها الراهن في هذه الظروف لن تؤدي إلا لمزيد من الخراب في وضع المنطقة المتهرئة.. وفي اقتصادها المصادر من الغرب... وكذلك في مجتمعاتنا المفككة والتي بدأت تفقد هويتها لأن "المفاوضات " بالضرورة الحتمية يجب أن تتوفر لها الأجواء الملائمة وعناصر قوة رادعة تكون داعمة لموقف المفاوض العربي الطرف الضعيف دوما فيها ..وهذا ليس بالضرورة كذلك تحريك الجيوش وتجهيز المقاتلات،والبوارج الحربية.. بل لدينا –العرب والمسلمين- ما تسمى عناصر قوة "الحرب الناعمة" التي إذا أحسنا استغلالها واستعمالها يمكننا استرجاع الحقوق والكرامة المسلوبتين.
بعد مغادر الاحتلال الدول المحتلة في أواسط القرن الماضي عمد إلى إرغام "زعماء الانتفاضة" حينها على إبرام مع معظمها اتفاقيات ومعاهدات فيها كثير من التنازلات وتحدد مستقبل العلاقة مع المحتل وتضمن الولاء والتبعية له وتحفظ حقوقه على المدى البعيد مما نشبت عن ذلك حروبا باردة بين أقطاب الاستعمار من أجل اقتسام "الكعكة "العربية والإسلامية والسيطرة على كل الثروات التي ضحت شعوبنا بالغالي والنفيس من أجلها لكن هذه المرات ليس بقوة السلاح والاحتلال بل بسلاح أكثر فتكا وعدوانية دون أن تراق قطرة دم واحدة وهو سلاح "المفاوضات والحوار" الذي فكك المنظومة العربية التي أصبحت دولها موالية لهذا القطب والأخرى لقطب مقابل وهذا الذي جرنا إلى معارك كبيرة غير قادرين على الخروج منها بسلام وانساقت القيادات العربية في مفاوضات مع الأصدقاء والأعداء لم تجني من ورائها إلا مزيدا من الهزائم وبيع مقدرات شعوبها بأبخس الأثمان وراحت إلى الأسواق الغربية منتجات بلداننا الهامة بلا فائدة محترمة مثل القطاع النفطي نتيجة الاشتباكات الخاطئة بالحقل الثقافي العربي ،وظواهر الحوار السائدة في تفاعلاتنا التي تتسم في أحيان كثيرة بالنزوع إلى "المباراة الصفرية"اللاتفاوضية..وانعدام عمق الإحساس بأسس ثقافة التفاوض ..فأصبح الجانب العربي تنقصه أساليب استيعاب هذه الثقافة الآنية والمستقبلية ،والتفاعل الإيجابي معها والإسهام في تطويرها بدلا من التبعية لمن تمرسوا في ترسيخ قواعد وأسس علم التفاوض السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأبدعوا في المناورات التفاوضية كما في العسكرية...مما فرض على العرب بهذه المفاوضات العبثية الفاشلة "النوم بين قبرين" قبر القتل بالسلاح وقوة النار...أو قبر "السلام الوهم"الذي أعدوه لنا سلفا...
وما يشد الإنتباه في كل نتائج المفاوضات العربية في كل المجالات مع الغرب وخاصة فيما يخص المواضيع السياسية والجغرافية المعقدة هو التنازل عن أهم أركان الموضوعات المطروحة للتفاوض مثل ما حصل في تسمى "اتفاقيات سلام" بعد "جولات ماروطونية" سرية وعلنية من المفاوضات نكتشف فيما بعد النقاط السوداء والجوفاء التي أحدثها المفاوض العربي مع خصومه .وهذا ما حصل في معاهدة "كامب ديفيد" "وواد عربة""وأوسلو" ومفاوضات السلطة الفلسطينية مع المحتل بدعم عربي كلها باءت بالفشل الذر يع ،والتنازلات المذلة...والقائمة تطول بالاتفاقيات المخجلة التي أنتجتها مفاوضات ضعيفة لمفاوضين أضعف...ومن هنا على من ينام بين القبور عليه أن يتحمل الكوابيس والأحلام المزعجة.