سياسة مجتمع اقتصاد

2010/05/09

عبث القدر...مستوطنون يذلون العالم.

رحم الله الفنان القدير عبد الحليم حافظ عندما غنى" قالت يا ولدي لا تحزن الحب عليك هو المكتوب" قال أيضا "وستعود يوما يا ولدي مكسور الجناح..."ونحن نقول لا تحزني أيتها الأمة فالمفاوضات المذلة على أرضك وشرفك بزعامة "الزعماء" هي المكتوب ولا تستسلم أيتها الشعوب على أرضك الطيبة لأن اللاهثين وراء "سراب الوسطاء" والصهاينة سيعودون مكسوروا الأجنحة خائبين يجرون أذيال الخيبة التي تعودوا على مذاقها منذ "مدريد"وسيحل محلهم من آمنوا بربهم وبحقوقهم وقرروا أن لا يتنازلوا عن حبة تراب من أرضهم المعطاءة والولادة للمحررين الأبطال، وقطرة ماء من مياههم ،وذرة كرامة من كرامتهم.
ها قد تدحرج العرب من قمم شروطهم،ونزلوا تحت الحضيض الذي كانوا منغمسين فيه إلى حد الخيانة والعمالة وقرروا المشي سيرا على الأقدام حتى بيت الطاعة الصهيو- أمريكية- وقدموا تضحيات الشعوب العربية من أجل القضية الفلسطينية على طبق من ذهب بلا مقابل لقاتل الأمس ،ومجرم اليوم ،ومبيد مستقبل أجيالنا القادمة. ومنحوا مجرمي الحرب فرصة أخرى مجانا لمزيد إضاعة الوقت لاستكمال كل المخططات التي ترسمها إدارتي أوباما وناتنياهو للمنطقة بأكملها.
غريب أمر بعض "المستعربين"بعد أن كانوا يبحثون ولو بجهد قليل عن الحلول لأهم قضايانا أصبحوا يبتكرون المخارج لتخليص الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية من مأزقهما وبإقرارهم الموافقة على "المفاوضات الغير مباشرة" مع من تسمى "إسرائيل" يخلصون حكومة تل ابيب من تفكك داخلي نتيجة الضغوط الدولية التي تتعارض مع الاستحقاقات الداخلية ،ويرفعوا عنها اللوم والعتب دون أن تقدم على أرض الواقع أي تنازل حتى لحفظ ماء وجه من شرعن بالنيابة عن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي كفرت بكل أساليب التفاوض مع الثعالب الماكرة في الأراضي المغتصبة .وأعادوا الثقة الزائفة للولايات المتحدة بأنها مازالت هي الراعية "للسلام العالمي" والفاتقة الناطقة بكل ما يجري في المنطقة والعالم وليس هناك سواها من يقدر على جمع الأضداد وهي – أمريكا- التي ركعت كما سجد العرب امام غطرسة وصمود حكومة الميز العنصري في فلسطين المحتلة. وبذلك قطعوا الطريق عن المقاومة الرافضة لهذا الأسلوب القديم المذل،وكذلك عن بقية التحركات الدولية الضاغطة على حكومة ناتنياهو من أجل الاستجابة لمتطلبات الحل النهائي وإيقاف سرطان الاستيطان،والقضاء على المقدسات الإسلامية...
سؤال يدعو للسخرية من كل الذين خططوا لهذه "المفاوضات الفضيحة"في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة بوادر مخاض إيجابي وعلى رأسهم حكومة أوباما. هو كيف تنازل الجميع عربا "ومستعربين"وراعية هذه الأكذوبة أمريكا وكل المجتمع الدولي عن الشروط السابقة التي فرضها أوباما وأتباعه من أجل بدء ما تسمى بالمفاوضات ؟! ويحيلنا هذا السؤال إلى استفهام آخر هوهل تشعر حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بالخجل بعد أن طأطأ الجميع رؤوسهم أمام إصرار حكومة الإرهاب في إسرائيل على تنفيذ برامجها المعادية للسلام، والمعارضة لكل الشرائع الدولية وتدخل "وكر المفاوضات" كما تريده ؟!.فالجميع يهرول خلف إسرائيل وهي المسرعة في خطاها لمزيد تعقيد الأوضاع ،وكسب أكثر ما يمكن من بؤر الاستيطان الخبيثة.ثم كيف سيضمنون نتائج مقبولة لهذه المفاوضات مع من خضع الجميع لمشيئتها وأرغمت الجميع على القبول بما أصرت عليه وكان لها ذلك.فأمريكا التي عجزت على تليين موقف حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل من أجل إيقاف عمليات تهويد المقدسات ،ووقف الإخطبوط التوسعي في الضفة الغربية،وتخفيف الحصار عن القطاع المنكوب بالحرب الصهيونية. كيف لها أن تفرض على حكومة المرتزقة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وإقرار حق العودة للاجئين وغير ذلك من الواجبات المعقدة التي لم تستجيب لها الحكومات الصهيونية السابقة ولن تحققها القادمة.
ثم لنفترض أن هذه المفاوضات ستفضي إلى نتائج ترضي إسرائيل ومن تفاوض معها فهل سيرضى الشعب الفلسطيني بكل مكوناته بهذه النتائج ؟!والجميع على يقين مسبقا أن إسرائيل لن تقدم حتى الفتات لسكان الأرض الأصليين بهذه "المفاوضات" المذلة والسخيفة،والفاشلة سلفا.وسيعود الوضع إلى ما قبل الصفر.وسيستمر إذلال المستوطنون للعالم.
حقيقة إنها خسارة كبرى هذه "المفاوضات العبثية" لمجهودات دولية وإقليمية لو تدعمت لتقدم الوضع نحوى الحلول العادلة كالتي تحركها تركيا وسوريا وقطر بمعاضدة حركات التحرر الوطني وكل الشعوب العربية والإسلامية .لكن إصرار محمود عباس وبعض من حركة فتح بدعم بعض العرب الذين فقدوا البوصلة تماما سيعيدون كل المشاكل إلى مربع الذل الأول وسيستمر الاستهتار بحقوق شعب عربي مسلم اغتصبت أرضه.. أرض الإسراء والمعراج يناضل منذ أكثر من 60 سنة لإعادة حقوقه لا غير ومن ورائه أمة دفعت الكثير من مالها وجهدها طوال فترة الصراع مع العدو الصهيوني قبيح المنشأ. ولم تجني من وراء ذلك سوى هذا العبث والقهر والإذلال من طرف حفنة من المستوطنين المرتزقة الذين بنوا امجادهم الوهمية ،ودولتهم النووية المزعومة على أنقاض الشرعية الدولية التي غابت عن سماء المنطقة المنكوبة كما غاب،وغيب أملنا في عودة من يعيشون في الأحلام والأوهام إلى الواقعية السياسية،والحقائق التاريخية.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية