سياسة مجتمع اقتصاد

2010/02/10

المجزرة البشعة في نيجيريا...وشكوك تستر المخابرات الدولية عنها !

مجزرة بشعة في نيجيريا...ومذبحة بشرية على الهوية...ومرة أخري تكشف وسائل الإعلام عن دورها الكبير في فضح انتهاكات حرمة الإنسان التي يتستر عليها المجرمون في مشارق الأرض ومغاربها ...وما بثته "قناة الجزيرة" من صور حصرية تحصلت عليها بطرقها الإعلامية الخاصة يثبت حاجة العالم العربي والإسلامي لإعلام من هذا المستوى ...لأنها عملية تصفية مروعة لقتل مسلمين بطريقة وحشية تخالف كل القوانين والأخلاقيات،والأعراف الإنسانية والدولية ..وما عمليات الإعدام التي يرتكبها هؤلاء القتلة في إفريقيا السمراء ما هي إلا واحدة من أساليب حكم الإعدام التي سادت هذا العالم أبطالها جنودا وعساكر يقيمون المحاكم على طريقتهم وينفذون ببنادق الذل والخيانة والجهل والجهالة...أحكاما بالإعدام على من يرغبون في قتلهم ...من أجل القتل لا غير...ومثل هذه الطرق الانتقامية الحقيرة التي تثير النقمة والاشمئزاز، والاحتقار من الذين فقدوا القيم والأخلاق والإنسانية...تجعل أصحاب الضمائر الحية تتوقف عندها وتحلل هذه الظواهر المقرفة التي أصبحت سائدة في هذا العالم ومعظمها ترتكب بحق مسلمين أو عرب وفي أغلب الأحيان ضحاياها أبرياء.
إن الجريمة ضد الإنسانية التي أرتكبها الجيش النيجيري بدم بارد بحق أبناء الوطن وبالتحديد من المسلمين كانت ستدفن في مقابر جرائم التاريخ المنسي وتسجل "ضد مجهول" "ولا من شاف ولا من دري" لولا وسائل الإعلام القوية التي تبحث عن الحقيقة أينما كانت ،وتطلع الرأي العام العالمي على الصور البشعة التي تغطيها سياسة الكيل بمكيالين ولا تعير اهتماما إذا تعلق الأمر بالعرب والمسلمين الذين أصبحوا هدفا لبنادق أعداء الأمة ولإنسانية...
ما جرى خلال الصيف الماضي بحق جماعة "بوكا حرام" في نيجيريا ليس عملا معزولا ،أو حادثة فردية لا تخص إلا أصاحبها وإنما هي عمليات مقننة وممنهجة ومخططة على نطاق واسع وتكشف الوجه الإجرامي الخفي لمن يبيتون للمسلمين نوايا القضاء على هذه" الملة" وإذا لم تكن كذلك فكيف تمر تلك الجرائم الوحشية ،والإعدامات الجماعية في الشوارع دون أن يعلم بها أحد في هذا العالم الذي أصبح قرية بفضل التكنولوجيا الإعلامية التي أصبحت منتشرة في كل قرية ومدينة من هذا الكون ،علاوة على المخابرات الدولية التي لا تترك شاردة ولا واردة لم تتطلع عليها في أي دولة من دول العالم مما يجعل العقلاء لا يصدقون أن مثل تلك الجرائم لم يعلم بارتكابها أحد بعد أشهر من اقترافها وبقيت خفية إلى أن فضحتها" قناة الجزيرة "المشكورة على ذلك .
ومن هذا المنبر نطرح عدة إستفهامات على المجتمع الدولي الإجابة عنها وخاصة المسلمين في كل مكان أهمها هو لماذا دوما ضحايا المجازر البشعة عربا ومسلمين !وتمر مرور الكرام وكأن شيئا لم يحدث! ..ويتم دفنها والتغطية عليها أما إذا تعلق الأمر بحالة واحدة بحق شخص غير عربي أوغير مسلم فتقوم الدنيا ولم تقعد، وتتدخل من أجله كل قادة العالم ومثقفيه،وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية وأحيانا تباد دولا بأكملها من أجل شخص أو بضعة أشخاص ولنا ما حصل في لبنان عندما أختطف حزب الله الرهائن من أجل مبادلتهم بمعتقلين عرب في السجون الإسرائيلية التي دمر قادتها لبنان وبعده غزة بغطاء دولي من أجل جندي وحيد مرتزق ومحتل وإلى اليوم يتباكون عليه وكل العالم يطالب بإطلاق سراحه وأصبح "شاليط" أشهر من جورج تاون ،ونوبل، وتشرشل.. أو حتى من هتلر... في الوقت الذي يهان ويعذب ألاف الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي تحت أنظار ومسامع المجتمع الدولي ،شأنهم شأن الشعب العراقي الذي أبيد منه الملايين من الأبرياء كلما قتل أجنبي محتل هناك تثور ثائرة الطغاة ويعلنون حالات الاستنفار للأخذ بثأره وتصير المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية لا هم لهم إلا التنديد والاستنكار والمطالبة بالقصاص..
ثم نسال أين الحكومة النيجيرية مما حدث هل يعقل أن تتم مثل تلك الإعدامات في الشوارع وفي واضحة النهار دون أن تعلم بذلك !فإن كانت تعلم دون أن تتدخل وتحاسب القتلة على المذبحة البشرية فهي متورطة في "جرائم ضد الإنسانية وعلى المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات ذات العلاقة وخاصة المسلمين في كل العالم المطالبة بجر الحكومة النيجيرية والقتلة إلى المحاكم الدولية ومقاضاتهم وهذا أقرب الفرضيات للحقيقة. أما إذا كانت لا تعلم فالجريمة أفضع وأشنع..ورب عذر أقبح من ذنب.. لأن حكومة لا تعلم بما يقوم به عناصر من أمنها وعسكرها ضد الشعب المدني والمعارضين لا يجب أن تكون راعية لتلك البلاد وحاكما لها، وعليها الرحيل وبل يجب أن تحاكم من أجل عدم توفير الأمن لمواطنيها.. خاصة والقارة السمراء أصبحت مرتعا للقتل العشوائي والعصابات المسلحة داخل وخارج النظام العام والضحايا كالعادة من أتباع رسول الله . ولا هم للغرب سوى ابتزاز ثروات القرن الأفريقي وترك شعوب هذه القارة تتخبط في الفقر والقتل والأوبئة..وهذه الجريمة الوحشية وضعت المصداقية المتهرئة للغرب ودعاة حقوق الإنسان على المحك.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية