سياسة مجتمع اقتصاد

2009/12/21

أكثر من سؤال عن اعتراف أقبح من الذنب...



اعتراف توني بلير بحقيقة الجريمة ، و بعظمة لسانه أقر بأنه كان يخطط لغزو العراق العربي المسلم حتى لو لم تتوفر حقيقة امتلاكه لأسلحة محرمة دوليا.. .صحيح أنه ربما كان تصريحه بمثابة الصدمة للبعض الذين مازالوا يعيشون على أوهام وأحلام "عدالة الغرب" "ومصداقيتهم" لكن هذه الحقيقة لم تكن مفاجأة لمن خبروا السياسة البريطانية التي ارتمت في أحضان المغول الجديد الولايات المتحدة الأمريكية التي عشش في أوكار البيت الأبيض ومراكز القرار هناك مجموعة كبيرة من الصهاينة و "المتصهيينين "وسيطروا على منابع ومنافذ الحلول لمشاكل المنطقة العربية الحزينة ...ونسجوا خيوط الاعتداءات والمؤامرات ليلا نهارا من أجل تركيع وترويع الشعوب العربية والإسلامية المغلوبة على أمرها وكان لهم ذلك دون عناء او معاناة في ظل وضع عربي بلغ مستوى الرداءة فيه عنان السماء...
لقد كشف الاعتراف القبيح لتوني بلير الحقيقة الغائبة عن الذين علموا بالمخططات الجهنمية التي تحاك ضد العراق منذ نهاية حرب الخليج سنة 1991 الذي حولوه بعدها إلى هياكل وأشباح وشعبه إلى ضحايا ومشردين.. خبزه اليومي الألم وماؤه دماء تنهمر بلا هوادة ذنبه الوحيد في ذلك هو أنه شعب عربي أبي..لم يقبل بالذل والقهر والاستيلاء على ثرواته كما رفض و يرفض اغتصاب حقوق أمته التي عاثت بها وبكل ما تملك وريثة أجداد توني بلير في فلسطين المحتلة –إسرائيل – التي من أجلها يهون الغالي والنفيس الأوروبي والأمريكي ولا أمن لنا بعد غياب أمنها ولا حقوق لنا قبل حقوقها في تهويدنا وتفتيتنا وحصارنا وقتلنا وتشريدنا...
السؤال المهم الذي بات من الأوكد الإجابة عنه حتى تكتمل الصورة، ويتضح المشهد وتتضح بقية الحقيقة والنوايا من وراء هذا الاعتراف الذي يخفي وراءه عدة أهداف ومشاريع وغايات طبعا تنذر بالخطر كالعادة على مستقبلنا المظلم هذا السؤال هو لماذا أعترف بلير بهذه الحقيقة الآن بالذات ؟ثم مالذي دعاه للأصداح بتلك النوايا التي كانت مبيتة من أجل احتلال العراق ؟ وهذا يجرنا إلى سؤال آخر أكثر عمقا هو ما هو تأثير هذا الاعتراف على مجريات الأحداث الساخنة في المنطقة وخصوصا في الشارع العراقي ودماء الأبرياء الزكية تسيل ،وأشلاء الضحايا تتطاير إلى يومنا هذا نتيجة تلك الحماقة والجنون والتهور السياسي والعسكري الذي ارتكبوه في بلاد الرافدين ؟
لقد وضع تصريح بلير حدا للقراءات المختلفة حول غزو العراق الذي تواطأ فيه أغلب أبناء جلدتنا قبل صناع الحروب والغرب تحت شماعات التضليل والخيانات التي تثير مرة أخرى أكثر من سؤال سيظل معلقا ينتظر إجابات من عالمنا العربي والإسلامي قبل غيرهما، أولها هل كانت الحكومات العربية تعلم بأسباب وأهداف غزو العراق الحقيقية التي أقرها بلير ؟ إن كانت على علم لماذا لا تتحرك حينها وتمنع الكارثة التي عادت بالوبال علينا جميعا ؟ وإن كانت لا تعلم أين هذه الحكومات مما يحاك ضد شعوبها وقادتها ومقدراتها... ؟ كما يحولنا مباشرة هذا الإعتراف إلى البحث عن إجابات أخري لسؤال لا يقل أهمية عن الأسئلة التي طرحناها وهو ألم يدرك " السيد" توني بلير أن هذا الاعتراف القبيح يمثل تحديا جديدا لأمتين العربية والإسلامية وشعبيهما ،وستطفو من جديد على الساحتين كراهية وحقد أكثر لأمريكا وبريطانيا اللتان عاثتا في مصالحنا منذ القدم فسادا وإفسادا وتحقيرا...؟

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية