سياسة مجتمع اقتصاد

2009/12/04

لا مقدسات إسلامية بعد تهويد القدس...

إنطلقت عملية تهويد القدس منذ اندلاع ثورة "البراق"عام 1929 في القدس الشريف بسبب محاولة اليهود الاستيلاء على الحرم الشريف وجرت حينها مواجهات دموية في حائط المبكى أسفرت عن مقتل 78 فلسطينيا و120 يهوديا. ومنذ ذلك الحين ومحاولات تهويد القدس مستمرة بكل الوسائل الصهيونية و والعرب والمسلمين يقدمون التنازلات تلوى الأخرى بحق القدس دون أن يعلموا أن من يتنازل مرة عن استحقاقات وطنية وقومية مهمة سيتنازل في المستقبل مرات ومرات... عن طواعية أو سيرغم على شرب ماء البحر....هذه واحدة من الحكم والقواعد العربية التي ثبتت صدقيتها في تاريخنا الإسلامي الموشح بالسواد في القرن العشرين وحتى ألآن...
لقد تنازل العرب عن كل شىء حتى لم يبق لهم ما يتنازلون عنه بعد أن نهبت ثروات شعوبهم الكادحة ،وشرد معظمها يعيش تحت الخيام وفي الشتات وقتل منها الآلاف وراحت الكرامة والشهامة العربية والإسلامية في غياهب النسيان ...وتنازل المسلمون بمحض إرادتهم عن الانتهاكات التي حصلت بحق القرآن الكريم ومقدساتهم الشريفة وعلى رأسها القدس إلى درجة يندى لها جبين موتى المقابر، مما سهل فتح الصفحة الأولى من الكتاب الأسود...

بعد استفتاء "الخدعة" الذي أفرزت نتائجه رفض 57.5 بالمائة من المستفتين حول بناء المآذن بالجوامع التي ستبنى مستقبلا على الأراضي السويسرية ،سقطت آخر ورقة توت عن عورات دعاة "حوار الحضارات" وتقارب الأديان ،"وحقوق المعتقدات"... جاءت الخطوة الخبيثة هذه المرة من جنيف عاصمة السلام ،ومخزن المال العربي المنهوب والمهرب في بنوكهم... والفقراء والجياع في أوطاننا المنكوبة يلهثون وراء السراب الذي شيده بعض القادة ... فتعمقت جراحنا المفتوحة بعد أن دنسوا القرآن الكريم وألقى به صناع الحروب وقتلة الأبرياء والمحتلين لأراضي الغير بدون وجه حق في مراحيضهم ونحن ننظر بلا حراك كقطيع من الأغنام الهزيلة التي تبحث عن المرعى في سنوات الجفاف العجاف....حصل كل هذا بسبب إهمالنا للقدس الشريف وصمتنا عن تدنيس أرض المعراج....
حين قدم العرب والمسلمين استقالتهم الجماعية من جبهة الدفاع عن القدس الشريف وتركوها لرب حتى يحميها ...عاث فيها الصهاينة عبثا بالقتل والتهجير لأهلها وأقاموا تحتها الحفريات ،وزرعوا حولها المستوطنات حتى أصبحت مهددة بالانهيار والاندثار من أجل تهويدها والاستيلاء عليها في صمت وهدوء ،وسكينة...عند ذلك تكالبت الأمم على خنق الإسلام والمسلمين فأصبحت حتى مقدساتنا لا قيمة لها كما لا قيمة لنا عندهم،ولا وزن لنا لديهم ... فتتالت الخطوات الخبيثة وتعرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأبشع أنواع التنكيل عبر الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك التي نسجت عن منوالها عدة دول أروبية أخرى بعد أن دنس أعداء الأمة القرآن الكريم ...دون أن يحرك ساكنا أولائك الذين صنعوا من " الكرة" قضية "تجيش" لها الحكام والساسة والمثقفين بكل عزم وإصرار للدفاع عن كرامتهم المرتبطة ارتباطا وثيقا فقط "بالجلد المدور" أما القدس بالنسبة لهم ليست قدسنا ...وكرامة مقدساتنا ليست في سلم ألواوياتهم... ولم تدرج على أجندة "حضرة" خططهم وبرامجهم...و المؤسف هو لحاق الشعوب العربية والإسلامية بكل ألوان طيفها بركب المعركة بلا وعي أو إدراك دون أن يأخذوا في الحسبان أن ضياع القدس والمقدسات الإسلامية،والقضية الفلسطينية بداية النهاية لهم ولنا جميعا....
لقد أصبح العرب والمسلمون محاصرين في كل مكان يتعرضون لأبشع أنواع المضايقات عبر المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد حقوقهم، وممتلكاتهم، ومقدراتهم عن طريق علمنة كل الشعوب الإسلامية لأنهم –أعداء الأمة – يدركون جيدا أن فصل الدين عن الدولة هو السبيل الوحيد للقضاء على كل أشكال المقاومة والممانعة نتيجة استخلاصهم للعبر من الإنجازات التي حققتها حركات المقاومة الإسلامية في كل من فلسطين المحتلة ولبنان والعراق وأفغانستان والصومال... لأن جميعها أفشلت المشاريع الصهيو- أمريكية لتفتيت المنطقة وإخضاعها بالكامل لهيمنتهم اعتمادا على العقيدة الإسلامية في المقاومة.مثلما أعتمد معظم القادة العرب على العلمانية في حكمهم الشيء الذي جعل هؤلاء الزعماء يتقاعدون مبكرا عن الدفاع عن الهوية ،ويتركون المقدسات الإسلامية مستهدفة في كل مكان من العالم دون أن يشعروا بحجم المخاطر والتحديات التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة . كما حركات المقاومة ذات التوجهات العقائدية التي أصبحت الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه في كل المعادلات والحلول الدولية وخاصة الإقليمية منها لأن جهة الصمود الإسلامية أصبحت العقدة النفسية التي تربك السياسات الغربية ولنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في صراعها على حقوقها مع قوات الاستكبار العالمي أكبر شاهد ودليل على ذلك...

1 تعليقات:

Blogger H.B.J يقول...

شوف ساعات عندك الحق الكلنا قلوبنا محروقه و نشعر بالعجز ازاء ما يجري في الشرق الاوسط
لكن لم افهم ماهي استراتيجيتك لكي نصل لهدفنا الا وهو استرجاع حقوقنا كعرب و مسلمين

هل تعتبر ايران مثالا يحتذى و فيها اعتداء عل الحريات الفرديه و قتل للمتظاهرين في الشواع و ولاية فقيه تحتكر التكلم باسم الله عز و جل ؟

الجمعة, ديسمبر 04, 2009

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية