سياسة مجتمع اقتصاد

2009/12/15

قادة المنطقة الخضراء على بركة من الدماء والأشلاء



هل الأربعاء الأسود هو يوم صادق البرلمان العراقي على "حصص الطائفية"...أم يوم إعلان حكومة المنطقة الخضراء على موعد الانتخابات التي ستجرى يوم 7 مارس المقبل، أم على دماء الأبرياء التي أغرقت الساسة الجدد في بلد الرافدين ورائحة الموت التي تنبعث من كل مكان! لقد أطلقوا على هذا اليوم "الأربعاء الأسود" فهل شاهد الشعب العراقي منذ 2003 تاريخ سقوط بغداد على يد" المغول الجديد "يوما أبيض بلا لون أحمر ،ولا نيران تلتهم الأجساد الطرية البريئة كما تلتهم النار الحطب وسط ضجيج وصراخ وتناحر بين عاشقي كراسي الذل والعار ،وهواة السياسة والسلطة والنفوذ تحت أمرة محتل عاث في عاصمة الرشيد فساد وإفسادا فقتل وشرد ونكل، وأرتكب كل الموبقات بحق من علموا أسياد هذا المحتل معني الحضارة والإنسانية فحول مدنهم إلى أشباح وخلفاء النسل الطيب الكريم إلى مشردين متسولين .. !
إن الدول والأنظمة تقاس بمدى استقلال قراها ورفاهية شعوبها ،وكرامة وأمن مواطنيها... لكن في العراق الجريح ،وفي زمن النكبة وتردي مبادئ الوطنية أصبح المقياس الأمني هو المعيار الذي يحدد أمال وطموحات النخبة في الإطباق على الشعب العراقي والتحكم في حياته ومصيره المجهول دون الأخذ في الاعتبار الحياة الكريمة لهذا الشعب البطل الذي أنهكته المذهبية المقيتة ،والانقسامات الداخلية حتى بين الطائفة الواحدة وسيطرت على مقدراته الذئاب والكلاب السائبة من كل حدب وصوب وأصبح يلهث وراء البقاء فقط لا لحسن البقاء....
لقد سيطر الوهم والجهل والجهالة على عقول وقلوب صناع الحروب وأذنابهم الذين عششت فيها رغبة حكم العراق ولو بقوة النار والحديد من أجل أن يعيشوا في أمن وأمان في "جنة الخلد" العراقية فارتكبوا المجازر الواحدة تلوى الأخرى في طول البلاد وعرضها وما حدث في الفلوجة ،الأنبار والكاظمية والعاصمة بغداد وحي الأعظمية... وغيرها يدل على معالم الجرائم دون أن يحققوا قيد أنملة من الأمن المفقود لهذا الشعب الذي تكالبت الأمم والمخابرات الدولية التي ترتع وتمرح وترتكب أقبح وأشنع الجرائم هناك من أجل تذويب العراق وهويته العربية الإسلامية التي تمثل قوة أحفاد صلاح الدين ...
مسكينة تلك الأرض الطيبة التي ارتوت من دماء أهلها في ظل الظمأ العربي ..وفقدت الكرامة والعنفوان بعد أن أصبحت في أوطاننا عملة للتجارة خاضعة للربح والخسارة في زمن أصبحت فيه الخيانات الوطنية موقف ،والتعامل مع الشيطان واجب و وجهة نظر ...ليس العيب أن نخطئ في سياساتنا وتوجهاتنا لكن العيب الكبير ان نستمر في الخطأ دون أن ندرك أن كل عيب تتبعه عيوبا أخرى ،وكل تنازل تلاحقه تنازلات وتنازلات ...وأن الأخطاء في حق الوطن لا يغفرها التاريخ ولا تمحوها مرور الأزمان...
إن من يظن أن المحتل وأعوانه ومساعديه، ومن لف لفهم ...يرغبون في استقرار العراق فهو واهم إلى درجة الجنون لأن المفسدين في الأرض كثر ،والراغبين في تفتيت الدول العربية والإسلامية وتحويلها إلى مجموعة من" الكانتونات" المتناحرة هو السبيل الوحيد في نظرهم لإخضاع شعوبها الثائرة والسيطرة المطلقة على ثرواتها في أمن وأمان ..وإعادة التقسيم الجغرافي ،والتفكير السياسي ،وتغيير التوجه العقائدي للمنظومة العربية الإسلامية على أسس جديدة تخفف عن عبء التصدي والمقاومة للمشاريع المستقبلية الخطرة التي ينسجون خيوطها في عواصم المال والنفوذ لتركيع هذه الأمة التي مازال للأسف الشديد معظم قادتها لا يشعرون بهذه المخاطر التي تهدد مستقبل أجيالها مما جعل البعض منهم ينخرطون في المشاريع" المحرمة" من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون...
لنعود للعراق الذي أدمعت من أجله العيون، وأدمت القلوب منذ أن كان سرحا فهوى نتيجة التواطؤ عليه إقليميا ودوليا من كل الجهات وسقط صريعا ،محتلا على يد هواة الحروب والدمار خلال فترة حكم بوش الأرعن للبيت الأبيض الذي حوله أسودا بغزوه ظلما وبهتانا للعراق العربي المسلم .حدث كل هذا من أجل ضمان مصالحهم ،وخلق موطأ قدم جديدة لهم في المنطقة انطلاقا من إحداث الفوضى والاضطراب الأمني في بلاد النهرين حتى لو كانت على حساب إراقة الدماء وتمزيق أشلاء البشر عبر تصفية الحسابات الداخلية والخارجية بين كل المتصارعين على "جثة هامدة" فاحتلت الأرض وانتهكت الأعراض ،وشرد الشعب الأبي ...وبدأت التناحرات الداخلية تنهش جسده المنهك فتحالفت كل الأطراف مع جهات أجنبية من أجل ضمان مقاعدها على رأس سلطة "وهمية" وقيادة "مبتورة" لبلد منهك ومحتل لا تحرك قادته ساكنا في المجالات الحيوية ،والأساسية في تسيير دواليب الحياة في العراق الذي سيطرت عليه لغة السلاح والتفجيرات الدموية ووقودها الفقراء، الجياع ،الأيتام والأرامل...

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية