سياسة مجتمع اقتصاد

2010/01/10

أمة ضائعة ..بين الاستفتاءات، والفتاوى ،والفتن...

موجة عارمة، من الاستفتاءات الخبيثة، والفتاوى الرديئة الخاطئة ..والفتن المسممة...كلها قاتلة لحاضر الأمة ومصيرها ...اكتسحت جميعها مواقع الأنظمة.. ،فتناسلت استفتاءات الأنظمة العنصرية لشعوبها كغطاء شعبي لقهرنا وتبديدنا وتهجير جالياتنا من أوطانهم بعدما سيطروا على أوطاننا بالسياسة والسلاح...على غرار ما قامت به سويسرا حول بناء المآذن... ومؤخرا حركة البحث عن الهوية الفرنسية الغاية منه تهميش مسلمي عاصمة الأنوار التي ستتحول بهذه السياسة "عاصمة الظلمة "..أما فتاوى بعض "علماء ديننا"التي تظهر "فتاواهم القاتلة" من المساجد والشوارع والجامعات الإسلامية العريقة في تعليم أصول الدين الإسلامي..معظمها تنسجم مع تلك الاستفتاءات الغربية في الأهداف والغايات دون أن يدرك مطلقوها ذلك. لأنهم استجابوا لدوافع أصحاب مواقع القرارات السياسية العربية بعد أن أصيبت بعض أنظمتنا بالتبلد السياسي والخرف العمري.. وعجزوا عن تسيير دواليب شعوبهم الفقيرة من غنائهم..والصامتة خوفا من بطشهم... واتخاذ إجراءات بناءة وعاجلة لإصلاح ما أفسدته سياستهم المترهلة داخل أوطانهم المفككة والمضطربة بعدما وضعوها على فوهة بركان سينفجر عند أول محطة استحقاق وطني قادم ..وبعد أن توضح الشذوذ السياسي الخارجي لبعض هذه الأنظمة على غرار النظام المصري الذي فقد البوصلة وأصبح الإرباك ،والارتباك هو العلامة الفارقة في كل القرارات المصيرية التي تتعلق بمواضيع دقة في الحساسية والخطورة على الداخل المصري وخارجه على حد السواء.. فالتجأت الحكومة لتسخير الدين وعلماء الأزهر لتغطية الأخطاء السياسية الفادحة.. بعد أن أعلنت الحرب منذ عقود عن الإسلام السياسي وحاربت الإخوان المسلمين هناك وإلى اليوم تلاحقهم وتشدد الخناق عليهم وترفض "أسلمة السياسة"لكن في السياسة المموهة لا حلال، ولا حرام ثابت عند الساسة، فالحرام على غير السياسيين حلال عليهم عند الضرورة "لأن تركيبة الفكر السياسي في الوطن العربي متغير وغير مستقر فيعتمد قادة الحكم على قاعدة" الضرورات تبيح المحظورات"لكن هذا لوحدهم دون غيرهم فاستنجدت "بمفتي البلاط"لعلهم يساعدوها على الخروج من مأزق بناء جدار"الفصل العنصري" و"قافلة شريان الحياة" وما رافقهما من عار وفضائح لن يمحوها مرور الزمن بسهولة من أرشيف قيادة حسني مبارك الذي لم يفكر على ما يبدوا في خروج مشرف له من رئاسة مصر العظيمة برجالها وطاقاتها البشرية التي بإمكانهم تغيير مجرى التاريخ والجغرافيا في العالم العربي والإسلامي لكن هيهات...تجري رياح السياسة بما لا تشتهي الشعوب الحية في وطننا العربي الذي يتألم في صمت ويموت قطرة...قطرة...بالأنفاق الحقيقية الخطيرة الذي دخلته اعتباطا ،وتحديا للانتقادات الغير مسبوقة التي وجهت للنظام المصري إلا عندما أبرمت اتفاقية الشؤم في "كامب ديفد" التي تعرضت لها هذه الحكومة وعجزت عن الخروج منه بعد ما صبت الشعوب العربية والإسلامية بكل مكوناتها ونخبها ،ومعظم إعلامها الحر جام غضبهم على السياسة العشوائية المصرية التي قرر القائمون عليها من أجل الطبخات التي تحضر للانتخابات الرئاسية المقبلة الهروب إلى الأمام دون علم أو إدراك لنتائج سياستها الإقليمية المدمرة للشعب المصري بدرجة أولى...
لقد تحولت الفتن السياسية ،والمؤامرات والدسائس إلى مواقع دينية أخرى كانت في نظر الشعوب الإسلامية مقدسة لكن بعد استغلالها لتمرير مشاريع معادية للأمة وإعطائها صبغة شرعية ،بدأت تفقد هذه المؤسسات الدينية شرعيتها ومكانتها وهيبتها... وتحولت إلى مرابض للتشريع الديني المزيف ..
يحدث كل هذا داخل الأمة وهي التي لا زالت تعاني من المؤامرات المتتالية في ظل الهجمة الغربية المنظمة بدقة والمحبوكة بشكل جيد التي تشنها أنظمة وهيئات صهيونية من أجل خنق الإسلام والمسلمين وحصر تحركاتهم ونفوذهم في زوايا ضيقة ،من أجل تسهيل عملية الانقضاض على الهوية العربية الإسلامية وتذويبها ،قبل تهويد المقدسات الإسلامية واندثارها وخاصة القدس الشريف لأنهم يدركون القيمة الثابتة للمسلمين تجاه ثالث الحرمين الشريفين الذي لن يستقيم سلام مع الكيان الصهيوني ولن يسعد بالأمن طالما يسيطر على القدس ويخطط للانقضاض على موقع الإسراء والمعراج وهو بإمكانه تحقيق ذلك إذا أستمر وضع العرب والمسلمين على هذا الحال "وأيمة المسلمين"أصابتهم عدوى"أنفلونزا السياسة "وصاروا يتقاذفون بالفتاوى والفتاوى المضادة وكأن لكل فريق منهم إسلامه وقواعده وأصوله...
لقد فقد الدين الإسلامي هالته وقدسيته واحترامه من طرف الغرب بعدما تلاعبت به السياسة والسياسيين وتخلوا عن الدفاع عنه من التجاوزات التي يتعرض إليها لكنهم يعودون إليه من أجل شرعنة "قبح سياستهم وأفعالهم"مما جعل المعركة حامية الوطيس بين علماء دين صادقين شرفاء لا غاية لهم من" فتاويهم"إلا إصلاح الأمة ولم شملها،والحفاظ على وحدتها... وبين من يدعون في العلم الإسلامي معرفة فعلموا لكنهم تجاهلوا وبخداعهم هذا تختلط أوراق الدين بالسياسة وتفتح المجال للفتنة بين المسلمين الذين فرقتهم السياسة القذرة ،وفتحت المجال أمام كل من هب ودب ليدلي بدلوه في بئر الدين الذي حولوه إلى مستنقع يصطادون في مائه العكر الكثيرون من "جامعاتنا الإسلامية الموقرة"وإلا كيف يوجد هناك من يعارض وينتقد الشيخ العلامة يوسف القرضاوي الذي تخصص له الحكومة الأمريكية مراكز بحث ومتابعة لكل كتاباته، وخطبه، وفتاويه..لأنهم يدركون صدقيته وتأثيره في العالم الإسلامي بعد أن أفتى بعدم شرعية "جدار المذلة والفتنة" الذي يبنى على الحدود المصرية مع أهلنا وأخوتنا في القطاع المحاصر،فحتى محمود عباس الذي أدعى أنه أكثر من حماس "أسلمة وتدينا" فلماذا لا نراه يدرس في جامع الأزهر وهو المقرب من حاكمه ومفتيى هذا المعلم ،والصرح الإسلامي المشهود له سابقا بالاستقلالية والحيادية السياسية وكذلك بالقيمة التعليمية للدين الإسلامي الحنيف ،وزاد التسابق والتلاحق بين الأيمة وعلماء الدين يوجهون لبعضهم "لطمات الفتاوى" التي ستخلق فتن بين شعوبنا العربية والإسلامية لا تحمد عقباها على غرار ما حصل بين أيمة سعوديين وعراقيين ركب الساسة على هذه الفتاوى لإشعال الحرب بين السنة والشيعة بدلا من إطفاء الحريق الذي سيلتهمهم قبل غيرهم...

1 تعليقات:

Blogger laabed يقول...

أعتبر نجاح الفتاوي و تاثيرها في العالم العربي نتاج لفشل المشروع التربوي الذي صنع مجتمعات قاصرة تنتظر بعض الشيوخ لتقرير مصيرها،جالياتنا في الغرب التي لم تستطع الإنصهار فيه بل تقاد بفتاوى من بلد المنشأ ولم تستطع الدفاع عن الفكرة من خلال صندوق الإقتراع مما جعل التصادم حتمي

الأحد, جانفي 10, 2010

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية