سياسة مجتمع اقتصاد

2010/01/21

الجدار والفولاذ مفردات متجددة...ومقولة عمر المختار نحن لا نستسلم..ننتصر أونموت

رب ضارة نافعة...ومصائب قوم عند قوم فوائد..خلال الأسابيع الماضية ومن تحت الركام والأنفاق والحصار ...انتفضت مصطلحات من لغة "الضاد" وأعلنت التمرد والعصيان على كل المفردات المرادفة ،والمضادة بعدما نفض عنها الغبار وأصبحت تتصدر الواجهة الأمامية في اللغة العربية ترددها كل الألسن وتكتبها كل الأقلام ...ويوظفها الشعراء ..في النثر والهجاء..لكن الفرق بين هذا "المولود الجديد " والمصطلحات الخشبية والسطحية التي ملأت الدنيا.. الأولى تكتب بالحبر والماء...والثانية بالدموع والدماء...
"الجدار "و"الفولاذ" وما أدراك من الفولاذ والجدار...هذان الاسمان أصبحا منذ فترة أشهر من نابليون بونابرت ،وصلاح الدين الأيوبي وعنترة ابن شداد...وهارون الرشيد ...وحتى من الظاهر بيبرس...وجمال عبد الناصر.. وجورج تاون.. لمكرهما وخبثهما والهدف المسموم من وجودهما رغم منافعهما في عالم البناء والتشييد العمراني لكن في حالتهما الحالية عنوانان بارزان في التهديم والتدمير...لأن كلاهما يمتلك قوته في جسمه وعقله لا يخطط إلا للقتل والتشنيع ...وكأننا نفتقد في هذه الأمة لقاتل جديد ،ومجرم حرب من نوع أخر أكثر فتكا من فيروس" أنفلونزا الخنازير"ومن عدوانية ف16 الصهيونية والفسفور الأبيض وما لف لفهما من وسائل التخريب والدمار...
لقد رفضت هذه التسميات الرجوع إلى مكانها الأصلي والطبيعي وتأخذ مكانها في عالم البناء والتعمير...بدلا من أن تكون أداة للقتل والتجويع ونشر الفضائح في كامل أرجاء المعمورة... خصوصا وأن المكان التي تروح عن نفسها فيه هو بالقرب من غزة المدمرة التي مازالت أرضها تئن وتتألم من ركام البنايات وجدران البيوت المهدمة التي تكتم أنفاس تلك الأرض الطيبة منذ أكثر من سنة وسكانها في العراء أمام أنظار ومسامع العالم "الحر" دون أن تتحرك وتنتقل تلك الجدران الأسمنتية،و الفولاذية مئات الأمتار فقط لتقيم وتشيد بيوت الغزاويين وتدخل البهجة والفرح والسرور على ناسها الطيبين المسالمين والشرفاء المدافعين عن أرضهم وحقوقهم العادلة بصدور عارية رفضت أن تحميها الجدران المنتصبة في البحر وفي أعماق الأرض من والفولاذ الأمريكي مدفوع الثمن من عرق الشعب المصري وضرائب الكادحين هناك، ولم يرحمهم الغاز الخانق في أنفاق حياة الفقراء...
نعم لقد أصبح مصطلح "الجدار" رمزا مبينا للعار،و أشهر من عنوان الكرامة والعروبة والقومية والوطنية تداولا بين الكرام والألسن والأقلام..."والفولاذ "بدوره جدارا فاصلا وفاروق بين الشعوب العربية والإسلامية وحرب أكتوبر المجيدة التي حجب ضوء الشمس عن منجزاتها الخالدة وحول مصر الحضارة والقومية العربية إلى عنوان وحيد اسمه "الجدار الفولاذي والحصار.."ويتصدر مصطلح"الجدار"و الفولاذ" أعمدة الصحف ونشرات الأخبار، وحديث الشارع في كل مكان. ورغم ذلك صمد هذا "الجدار الفولاذي"وأبى أن يتزحزح ويتوقف عن عدوانيته ووحشيته،ويخرج قليلا من قاموس من صنعوه وأشهروه ..بعد أن أستلهم قوته وصموده من صمود السياسات العربية الخاطئة، والمواقف المتشددة ،والخذلان المستمر، والتواطؤ المفضوح...
نعم أزيح الستار العربي عن مفردات من لغتنا العربية "لغة القرآن والسنة"التي ترمز للأخوة والتضامن والتسامح ،والحوار..ونحن في هذه الظروف الحالكة التي يسودها الفقر والتصحر لكل ما هو عربي وقومي، وآنساني ، وإسلاميي لسنا بحاجة إليها في مكان غير مكانها لأنها تدمر ولا تعمر...وتفضح ولا تستر...وتذل ولا ترفع ...وتفرق ولا تجمع ..وتقتل ولا تحي ...وتقهر ولا تنصر...وتجوع ولا تشبع...وتجرح ولا تداوي..و..و
نعم للذين يعلمون والذين يتجاهلون لقد أصبحت هذه"المسميات" تثير الغضب والاشمئزاز،والحقد والكراهية للذين أظهروها في عالم السياسة وأقحموها عنوة في أجندات الانبطاح...وفوق وتحت طاولات المفاوضات في الغرف السوداء في واشنطن وتل أبيب الهدف منها التجويع، والترويع ،والتركيع ..لكن على ما يبدو أن هؤلاء الذين ينظرون للمرآة من الخلف،ويغردون خارج السرب ومستمرون في العناد والتكبر،والتعالي على الضعفاء والفقراء الذين لا حول ولا قوة لهم على صناع الخيانة والفتن في وطننا العربي المنكوب بسبب سياستهم الرديئة..و لم يفهموا ويتعلموا بعد المقولة الشهيرة لعمر المختار "نحن لا نستسلم...ننتصر أو ن موت"

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية