سياسة مجتمع اقتصاد

2010/04/07




خبر عاجل...السيد البرادعي رئيس مصر الجديد يقرر مايلي:


في يوم من أيام هذا الربيع الجميل الطويل قررت التخلص من نكد العيش بين المباني الصفراء الشاهقة ،والهروب من "زحمة"المرور واكتظاظ حركتها التي لا تهدأ في شوارع العاصمة التي حولتها منبهات السيارات إلى "سفارات إنذار" تشوش الأفكار،وتصم الأذان وتقطع حبل الوصل بين الرغبة في العمل وصاحبه وعزمت على الرحيل إلى إحدى مناطق الجمال ،والهدوء والسكينة بالشمال الغربي للبلاد التونسية لعلي أظفر بملاقاة الأصدقاء القدامى الذين ترتسم على محياهم دوما الابتسامة وحسن الضيافة فهم ليسوا كسكان العاصمة الذين لا تهدأ الشوارع من ذهابهم وإيابهم في وجوم وعجلة من أمرهم وكأنهم يسابقون الزمن إلى حيث اللانهاية .
المهم،وصلت إلى تلك الربوع فشعرت من الوهلة الأولى بالحمل الثقيل بدأ يخف إلى أن تلاشى مع مرور الساعات الأولى ومن شدة الراحة والسكينة أخذت على عاتقي التمديد في فترة "النقاهة"وترك الجمل بما حمل في مدينة الفوضى ،عاصمة الفكر والسياسة والأدب والعلوم...وصراع الأضداد...موطن الدبلوماسية، والأخبار المؤلمة الآتية من كل حدب وصوب...تتهاطل على مسامعك أينما كنت من وسائل الإعلام المختلفة،وعبر العلاقات الشخصية دون انقطاع...عندها قررت مقاطعة كل مصادر الإزعاج، وفررت إلى موطني الأصلي بين الآثار الرومانية والجبال الشاهقة وما بينهما ألف قصة وقصة يحفظها التاريخ والأجيال.
لم يمضي من إجازتي الوقتية سوى يومين كنت فيهما في حالة انقطاع تام عما يجري في العاصمة تونس،وفي العالمين العربي والدولي وكان هذا خيارا مني وبدافع لا يعلمه إلا الله .وبنما كنت جالسا مع أحد أصدقاء الدراسة القدامى في أحد الحقول الخضراء الساكنة والجميلة قطع صمت الطبيعة رنة هاتفي الجوال مصدر إزعاجي الوحيد في تلك الرحلة المجنونة فهو الذي لا تأتي منه سوى الأخبار التي تحبط العزائم "وتلخبط" الأفكار..تعمدت عدم الرد على اتصال الصديق والزميل المزعج لكنه أعاد الاتصال أكثر من مرة إلى أن أجبرني على فتح الخط والاستماع إلى ثرثرته المعهودة وأخباره الغير مرغوب سماعها.لكنه هذه المرة مباشرة دخل في عمق الموضوع لأنه يدرك مدى أهميته عندي لا وبل يكاد يكون هاجسي الوحيد كبقية شعوبنا الكادحة والمقهورة...
اخذ يقص علي آخر المستجدات فيما حصل خلال غيابي الطوعي متوسلا الاستماع له جيدا فوعدته بذلك عن مضض فراح قائلا:
لقد قرر الرئيس حسني مبارك تعيين محمد البرادعي نائبا له وبعد ساعات قليلة من ذلك، قرر الاستقالة وتعيين نائبه الجديد رئيسا لجمهورية مصر العربية خلفا له إلى أن يحين موعد الانتخابات المزمع إجراؤها سنة 2011 وبموجب هذا المرسوم الرئاسي أصبح السيد الأمين العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية رئيسا فعليا لمصر.
لم يتوقف عن ضخ المزيد من المعطيات،كما لم يتحمل عقلي ما أنا بصدد سماعه..بل أردف قائلا:
إن السيد محمد البرادعي الرئيس المعين قرر إلغاء اتفاقية الشؤم مع الكيان الصهيوني-كامب ديفيد- إذا لم تتوقف دولة الاحتلال عن الاستيطان في القدس والكف عن تهويد المقدسات الإسلامية هناك والتزامها بالشرعية الدولية...
قررت قطع الاتصال الهاتفي مع هذا الزميل الذي عهدت منه الصدق في الأخبار المحزنة...فهو لأول مرة يأتيني بنبأ عظيم لكن إصراره الكبير على مزيد إعلامي بما حدث زاد في رغبتي في التمتع بالذهول الجميل كجمال تلك الطبيعة الخلابة وصرت أسيرا له ولمعلوماته الحديثة والمفاجئة بل التي لا تصدق....لكنها باتت حقيقة. وأضاف:
إن السيد البرادعي قرر إزالة الجدار الفولاذي الرابط بين جياع ومشردي غزة ومصر القيادة الجديدة ،والشعب القديم الذي امتلأت به شوارع القاهرة فرحا وترحيبا بما كان أبعد من الحلم وأقرب إلى الوهم...وعزز البطل الجديد قراره هذا بفتح معبر رفح كليا وبشكل دائم من أجل عودة الحياة المفقودة للمرابطين في القطاع الذي كان بالأمس القريب محاصرا...
كما طلب في كلمته الأولى للشعب المصري والعربي من الزعماء العرب قطع كل أشكال التعاون والتنسيق مع الكيان الصهيوني وسحب كل الاعترافات السابقة باحتلاله ...بعد أن أمر بإغلاق وكر التجسس الإسرائيلي في القاهرة وطرد من أرض الكنانة مصر زعيم الموساد من أرضها الطيبة المعطاءة والولادة للأبطال....
أما ردود الفعل العربية والدولية الاولية وخاصة الصهيونية فكان معظمها يؤيد أطروحات الحلول للسيد البرادعي البطل القومي الجديد أما الصهاينة فارتعدت فرائس قادتهم وأصيبوا بالصدمة والذهول وعبر تسريبات إعلامية سيوافقون على مطالب المنقذ الجديد "والمهدي المنتظر".
وقد أتصل ملك الأردن مباشرة بالسيد البرادعي وأعلمه بأنه سيتخذ نفس الخطوات التي قررها العائد الجديد للوطن المحبوب مصر الغالية...
لم أتمالك نفسي من هول الخبر المفرح وقلت لمحدثي عبر الهاتف:
سأتصل بك لاحقا بعد مشاهدة الحدث عبر القنوات التي تشارك الملايين من العرب والمسلمين هذا العرس العربي الذي سيحول الفقر إلى غنى،بكاء الأطفال العرب اليتامى إلى ضحك ،الفرقة العربية إلى تجمع ووحدة،والهزائم إلى انتصارات،والبؤس والأحزان إلى أفراح ومسرات...ونهضت مسرعا لأتوجه إلى منزلي الريفي لمشاهدة ما أخبرت به فسقطت من فوق سريري حتى كدت أفقد عظامي التي كانت ترتعش فرحا،وابتهاجا.. فتمالكت عن نفسي وجمعت شتاتي وألتفت ابحث عن هاتفي المزعج الذي أيقظني من الحلم الجميل معلنا ساعة خروجي لمكابدة الحياة كبقية قطيع البشر في هذه الأمة التي لا تعرف إلا الأحلام.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية