سياسة مجتمع اقتصاد

2010/05/31

فرصة الفصل الأخير......الشركاء في العدوان،فضحتهم مواقف تركيا أردوغان






مرة أخرى ،يمعن الكيان الصهيوني النازي في إجرامه وعنصريته،وإرهابه... ويزيل القناع،و ورقة التوت من على عورة قبح سياسته وعدوانيته. ويكشر عن أنيابه التي فتك بها بالبشر والحجر ومزق بها كل الشكوك في عدم انتمائه للإنسانية والأخلاق البشرية...وبكل وقاحة لا مثيل لها اعتدى على القيم الدولية وكل الشرائع السماوية والوضعية وأقدم على ارتكاب جريمة بشعة على البشرية جمعاء في هذه المعمورة وليس على النشطاء الدوليين الذين رفضوا الظلم الصهيوني والتواطؤ الدولي وقرروا مساندة شعب يموت تحت الحصار منذ أكثر من 35 شهرا بالتمام والكمال ويذكرنا بحصار برلين خلال أربعينات القرن الماضي لكن شتان بين نتائج وطرق المعالجة بين الحصارين .
إنها عنصرية بشعة وقذرة تنم عن الصورة الحقيقية لأصل وفصل هؤلاء المرتزقة الذين تجمعوا من كل مكان على ارض فلسطين المغتصبة واحتلوا أجزاء من الأراضي العربية بعد قتل الآلاف من الأبرياء ومرت كل جرائمهم بسلام وأمان وسط صمت وجبن عربيين غير مفهومين أو مبررين.وكذلك تواطؤ دولي مفضوح ومعلن في معظم الأحيان دون خجل أو حياء ودفنت كل التقارير الدولية التي وثقت جرائم الحرب الصهيونية إلى أجل غير معلوم على غرار تقرير غولدستون الذي خرج فعليا من التداول من أجندات كل الفعاليات الحقوقية ،والمؤسسات الرسمية الدولية فكانت هذه النتيجة.
جاءت هذه الجريمة لتعزز سلسلة الجرائم الصهيونية الشنيعة وتكشف المستور العربي والدولي ...ونحن نقولوا عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم...ففوائد وإيجابيات هذا الاعتداء الهمجي والقتل المباشر لمدنيين دوليين في المياه الإقليمية الذين ذنبهم الوحيد أن إنسانيتهم طغت على إنتماءاتهم الوطنية ،ومعتقداتهم الدينية لأن من بينهم من هم غير عرب أو مسلمين.وأمام هذا الإرهاب الدولي الغير مسبوق الذي تجاوز كل الحدود والأخلاق والأعراف المتفق عليها دوليا .علينا أن نقف على الأسباب والدوافع التي فتحت الأبواب للكيان الصهيوني أن يعيث في كرامة المجتمع الدولي قهرا وقتلا وإفسادا وتحقيرا...
أولا :لقد ارتكبت ما تسمى بدولة الصهاينة- إسرائيل- جرائم وحشية بحق الإنسانية جمعاء فقتلت ونكلت وشردت واعتدت على كل القوانين الدولية خلال كل مراحل صراعها مع أصحاب الحق من الدول العربية والإسلامية وفازت فوزا عظيما بتغطية دولية لم يتحقق مثلها خلال كل الحروب الماضية في التاريخ المعاصر وعجزت كل المنظمات الدولية والهيئات الأممية عن ملاحقة القتلة والمفسدين في الأرض بعدم هيمنت عليه الولايات المتحدة الأمريكية (رأس الشر والفتنة،ومظلة شركاؤهم في الاحتلال والحصار).
ثانيا:منذ الإعلان عن تسيير أسطول الحرية باتجاه غزة المحاصرة تحركت حكومة العدو الصهيوني وأعلنت الحرب على هذه المبادرة وهددت وتوعدت منظمي هذه الرحلة بعواقب الأمور. لكن في المقابل ساد صمت غريب ورهيب ،ومخيف من طرف كل الأسرة الدولية( المعتدي عليها) ولم تتحرك لا المجموعة العربية والإسلامية، ولا حلفاء المرتزقة لدعم وحماية هذه المبادرة الإنسانية وتوفير الأمن والأمان مسبقا لهؤلاء المنظمون الأبرياء العزل ودعم ووصولهم للقطاع.ولم تتلق الدولة العبرية المحتلة تحذيرات ومواقف صارمة وقوية من المجتمع الدولي من أجل لجم عربدتها ونواياها المعلنة في التعامل مع القافلة بل تركوها تسرح وتمرح ،وتقرر هي –إسرائيل- بمفردها مصير المحتجزين والقتلى، والجرحى وكأنه ضوء أخضر تلقته مجانا من (العربان،والغربان) .ومن هنا تعتبر كل الأنظمة التي صمتت قبل الاعتداء شريكة مباشرة في النتائج.
ثالثا: لم يحظى الحدث على أهميته وخطورة مخلفاته بتغطية إعلامية عربية أو دولية مكثفة ما عدى بعض القنوات العربية المناضلة وفي مقدمتها شبكة قنوات الجزيرة ،تليها قناة العالم والمنار والأقصى وجريدة القدس العربي في الإعلام المكتوب مما سهل مهمة الصهاينة وشجعهم على ارتكاب المجزرة البشعة والوحشية ومن هنا يكشف الضعف العربي خصوصا شعبيا ورسميا فحتى دور المنظمات والهياكل المنبثقة عن المجتمعات المدنية وكل المثقفين تقاعسوا عن أدوارهم ولم يتحركوا بالشكل المطلوب الذي يساعد على ووصول القافلة لشواطئ غزة بسلام .ولذا يعتبر الجميع شركاء في العدوان بطريقة أو بأخرى خاصة والتاريخ حافل بالإجرام الصهيوني .وكل العقلاء على قلتهم تصوروا مسبقا هذا المصير وكنت من الذين نبهوا مسبقا على الفايس بوك وغيره للمخطط الصهيوني الهادف إلى أكثر مما حصل.
رابعا:لقد أقرت دولة الاحتلال والإجرام منع وصول القافلة مهما كانت النتائج وذلك لقطع مثل هذه التحركات من جذورها وتضمن عدم تكرارها مستقبلا.وهذا ليس في أدبيات الصهاينة فقط بل على الأجندات السياسية لبعض الأنظمة العربية التي تشارك فعليا في الحصار على شعبنا المناضل في فلسطين وخاصة المرابطون في قطاع العزة .وما حصل بالأمس القريب مع الرحلة التي قادها جورج غالوي وما تعرضت له في المياه المصرية وفي معبر رفح (المغلق مصريا) أكثر من دلالة على أن المتورطين في تلك غير بعيدين عما حصل لقافلة الحرية بل هناك من يتمنى أن يستيقظ يوما فيجد غزة أرضا بلا شعب.
أخيرا :ليس العيب في دولة الميز العنصري والإرهاب المنظم بل كل العيب فمن ترفرف فوق أوطانهم علم الذل والعار ،وأوكار التجسس في بلدانهم عامرة بالمخططات الجهنمية،وبعناصر الموساد الإسرائيلي "المبجلين" على من يتلقون العذاب والتعذيب من الفلسطينيين في بعض السجون العربية القريبة من تل أبيب وغزة الصبر والصمود...وإلا هل من المعقول أن تصدر بعض الإدانات العربية الخجولة في مثل هكذا حدث إجرامي لا يمت لأخلاق الدول المحترمة بصلة؟!إنها فضيحة في سلة العرب.
إنها فرصة تاريخية وأخيرة لفك الحصار على قطاع غزة ومحاصرة الكيان الصهيوني دوليا وتقديم مجرمي الحرب للعدالة(إن كانت هناك عدالة وقائمون عليها).ومساندة الدور التركي الذي كسبته المجموعة العربية وأزداد ووضوحا ونضجا بعد جريمة الصهاينة بحق من قرروا الموت بالرصاص الإسرائيلي بدلا عن الذل والإستكانة. وأصبحت صور القائد الفذ أردوغان معلقة على جدران البيوت العربية عوضا عن صور زعماء الأمة سبب نكبتها وتخلفها، واحتقار أعداءها لها.

2010/05/11

باسم حرية التعبير..تذبح القيم والأخلاق من الوريد إلى الوريد على الفايس بوك







"الفايس بوك"هذا العالم الافتراضي الرحب الذي أخترع ليكون وسيلة للتخاطب والتواصل بين مكونات شعوب المعمورة ،وتقصير المسافات بين الناس،ووسيلة من وسائل التبليغ والإعلام،والإطلاع على ما يحدث في مشارق الأرض ومغاربها تحول عند بعض "المستعربين"الذين يدعون المعرفة و"التفتح"وغمرتهم الحضارة الغربية بقشورها،وسلخت القيم العربية الإسلامية من عقولهم وأجسادهم... ،وتركتهم حفاة عراة على "الفايس بوك"يعرضون ما جادت به قريحتهم من "كلام الظلام"،ومفردات سوقية من قمامة لغة الضاد،خاصة من أصيبوا بعقدة الشهرة فلم يجدوا بديلا عن تلك الأساليب التعبيرية المتخلفة،وطرق "الهمز واللمز" التي تجاوزها الزمن ،وألقت بها التطورات في مزابل التاريخ فألتقطها البعض من المرضى النفسانيين وعادوا بها إلى واجهة التخاطب عبر أحدث التكنولوجيات التي أحدثها الغرب ،ومرغها هؤلاء في الحضيض.
مسكينة هذه التكنولوجيا التي أصبحت تسب من لم يحسن استعمالها واستغلالها صباحا مساء...ويوم الأحد .وتندب حظها الغابر الذي جعلها بين أيادي تعودت على التمسح ،والتملق والضرب على الأكتاف.وعندما فشلوا في ذلك للوصول إلى مبتغاهم قرروا الانقلاب والتراجع إلى الوراء لعل أضواء الشهرة بالكلمات التدميرية الوقحة عبر الفايس بوك تسعفهم بقليل من الضوء في عتمتهم.وتعيد لهم الثقة بأنفسهم المريضة ،والأمل في الحياة في "جنة خلد المبدعين،والمناضلين"دون أن يدركوا أنهم يدمرون العقول والقلوب لشباب هذه الأمة المسكينة التي تتألم في صمت.
لقد تحول الفايس بوك"عن أهدافه السامية واضحي مجزرة لذبح الأخلاق الحميدة العربية الأصيلة،وحقلا لهتك أعراض الناس بالكذب والبهتان في معظم الأحيان ،ومسرحا للتمثيل بالقيم الإنسانية النبيلة،وسحلها كما تسحل جثث المناضلين والشرفاء في أوطاننا العربية بشتى الطرق ،ومن مختلف الجهات دون أن نسمع تلك الأصوات "النشاز" التي تعتدي على قيمنا العربية الإسلامية الفاضلة بكلام منافي للأخلاق وخاصة عندما يصدر على لسان بعض النساء "المتفتحات غربيا".اللواتي جعلن هذا الحق المشترك "الفايس بوك" مرتعا مريعا لتمرير الأفكار المسمومة،والتبشير بقيم أخلاقية ليست من أدبياتنا التربوية المحترمة ،ولا علاقة لها لا من بعيد ولا من قريب بحرية التعبير والديمقراطية وحقوق الأفراد والمجموعات كما يتوهمون.
فما أحوجنا إلى نشر ما يفيد البلاد والعباد على الفايس بوك كما يفعل الكثيرون من شعبنا وأمتنا.

2010/05/09

عبث القدر...مستوطنون يذلون العالم.

رحم الله الفنان القدير عبد الحليم حافظ عندما غنى" قالت يا ولدي لا تحزن الحب عليك هو المكتوب" قال أيضا "وستعود يوما يا ولدي مكسور الجناح..."ونحن نقول لا تحزني أيتها الأمة فالمفاوضات المذلة على أرضك وشرفك بزعامة "الزعماء" هي المكتوب ولا تستسلم أيتها الشعوب على أرضك الطيبة لأن اللاهثين وراء "سراب الوسطاء" والصهاينة سيعودون مكسوروا الأجنحة خائبين يجرون أذيال الخيبة التي تعودوا على مذاقها منذ "مدريد"وسيحل محلهم من آمنوا بربهم وبحقوقهم وقرروا أن لا يتنازلوا عن حبة تراب من أرضهم المعطاءة والولادة للمحررين الأبطال، وقطرة ماء من مياههم ،وذرة كرامة من كرامتهم.
ها قد تدحرج العرب من قمم شروطهم،ونزلوا تحت الحضيض الذي كانوا منغمسين فيه إلى حد الخيانة والعمالة وقرروا المشي سيرا على الأقدام حتى بيت الطاعة الصهيو- أمريكية- وقدموا تضحيات الشعوب العربية من أجل القضية الفلسطينية على طبق من ذهب بلا مقابل لقاتل الأمس ،ومجرم اليوم ،ومبيد مستقبل أجيالنا القادمة. ومنحوا مجرمي الحرب فرصة أخرى مجانا لمزيد إضاعة الوقت لاستكمال كل المخططات التي ترسمها إدارتي أوباما وناتنياهو للمنطقة بأكملها.
غريب أمر بعض "المستعربين"بعد أن كانوا يبحثون ولو بجهد قليل عن الحلول لأهم قضايانا أصبحوا يبتكرون المخارج لتخليص الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية من مأزقهما وبإقرارهم الموافقة على "المفاوضات الغير مباشرة" مع من تسمى "إسرائيل" يخلصون حكومة تل ابيب من تفكك داخلي نتيجة الضغوط الدولية التي تتعارض مع الاستحقاقات الداخلية ،ويرفعوا عنها اللوم والعتب دون أن تقدم على أرض الواقع أي تنازل حتى لحفظ ماء وجه من شرعن بالنيابة عن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي كفرت بكل أساليب التفاوض مع الثعالب الماكرة في الأراضي المغتصبة .وأعادوا الثقة الزائفة للولايات المتحدة بأنها مازالت هي الراعية "للسلام العالمي" والفاتقة الناطقة بكل ما يجري في المنطقة والعالم وليس هناك سواها من يقدر على جمع الأضداد وهي – أمريكا- التي ركعت كما سجد العرب امام غطرسة وصمود حكومة الميز العنصري في فلسطين المحتلة. وبذلك قطعوا الطريق عن المقاومة الرافضة لهذا الأسلوب القديم المذل،وكذلك عن بقية التحركات الدولية الضاغطة على حكومة ناتنياهو من أجل الاستجابة لمتطلبات الحل النهائي وإيقاف سرطان الاستيطان،والقضاء على المقدسات الإسلامية...
سؤال يدعو للسخرية من كل الذين خططوا لهذه "المفاوضات الفضيحة"في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة بوادر مخاض إيجابي وعلى رأسهم حكومة أوباما. هو كيف تنازل الجميع عربا "ومستعربين"وراعية هذه الأكذوبة أمريكا وكل المجتمع الدولي عن الشروط السابقة التي فرضها أوباما وأتباعه من أجل بدء ما تسمى بالمفاوضات ؟! ويحيلنا هذا السؤال إلى استفهام آخر هوهل تشعر حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بالخجل بعد أن طأطأ الجميع رؤوسهم أمام إصرار حكومة الإرهاب في إسرائيل على تنفيذ برامجها المعادية للسلام، والمعارضة لكل الشرائع الدولية وتدخل "وكر المفاوضات" كما تريده ؟!.فالجميع يهرول خلف إسرائيل وهي المسرعة في خطاها لمزيد تعقيد الأوضاع ،وكسب أكثر ما يمكن من بؤر الاستيطان الخبيثة.ثم كيف سيضمنون نتائج مقبولة لهذه المفاوضات مع من خضع الجميع لمشيئتها وأرغمت الجميع على القبول بما أصرت عليه وكان لها ذلك.فأمريكا التي عجزت على تليين موقف حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل من أجل إيقاف عمليات تهويد المقدسات ،ووقف الإخطبوط التوسعي في الضفة الغربية،وتخفيف الحصار عن القطاع المنكوب بالحرب الصهيونية. كيف لها أن تفرض على حكومة المرتزقة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وإقرار حق العودة للاجئين وغير ذلك من الواجبات المعقدة التي لم تستجيب لها الحكومات الصهيونية السابقة ولن تحققها القادمة.
ثم لنفترض أن هذه المفاوضات ستفضي إلى نتائج ترضي إسرائيل ومن تفاوض معها فهل سيرضى الشعب الفلسطيني بكل مكوناته بهذه النتائج ؟!والجميع على يقين مسبقا أن إسرائيل لن تقدم حتى الفتات لسكان الأرض الأصليين بهذه "المفاوضات" المذلة والسخيفة،والفاشلة سلفا.وسيعود الوضع إلى ما قبل الصفر.وسيستمر إذلال المستوطنون للعالم.
حقيقة إنها خسارة كبرى هذه "المفاوضات العبثية" لمجهودات دولية وإقليمية لو تدعمت لتقدم الوضع نحوى الحلول العادلة كالتي تحركها تركيا وسوريا وقطر بمعاضدة حركات التحرر الوطني وكل الشعوب العربية والإسلامية .لكن إصرار محمود عباس وبعض من حركة فتح بدعم بعض العرب الذين فقدوا البوصلة تماما سيعيدون كل المشاكل إلى مربع الذل الأول وسيستمر الاستهتار بحقوق شعب عربي مسلم اغتصبت أرضه.. أرض الإسراء والمعراج يناضل منذ أكثر من 60 سنة لإعادة حقوقه لا غير ومن ورائه أمة دفعت الكثير من مالها وجهدها طوال فترة الصراع مع العدو الصهيوني قبيح المنشأ. ولم تجني من وراء ذلك سوى هذا العبث والقهر والإذلال من طرف حفنة من المستوطنين المرتزقة الذين بنوا امجادهم الوهمية ،ودولتهم النووية المزعومة على أنقاض الشرعية الدولية التي غابت عن سماء المنطقة المنكوبة كما غاب،وغيب أملنا في عودة من يعيشون في الأحلام والأوهام إلى الواقعية السياسية،والحقائق التاريخية.