سياسة مجتمع اقتصاد

2009/03/30

هل يأتي الغيث بعد "القطر" ... رغم " الوتر " ا

إختتمت القمة العربية أشغالها في قطر ، وخرج عمر موسى كعادته ليعلن البيان الختامي و على وجهه الإنشراح بدل علامات الإحباط التي تعود الرأي العام العربي ملاحظتها على محياه ، تضمن البيان مشاريع ومواقف تدعو للأمل والتفاؤل اللذان يجب أن لا نبالغ فيهما حتى تتضح معالم تنفيذ ما أتفق عليه الزعماء العرب خاصة فيما يخص المصالحة العربية العربية التى تعتبر الدافع الأساسي لتنفيذ تلك المقررات إذا تحققت فعليا وأكتملت بقية التباينات التي مازالت تنخر العمق العربي ، فالمصالحة أو لنقل اللقاء الذي جمع بين الزعيم معمر القذافي والملك عبدالله خطوة مهمة ، جاءت من قطر التي أصبحت "نقطة اللقاء والإلتقاء" للمختلفين والمتخاصمين
صحيح أن ملامح الإتفاق العربي - العربي - يبدو واضحا رغم إنتهاء القمة قبل نهاية الوقت المحدد لها رغم الملفات المعقدة والشائكة ، ولم يتناول القادة العرب ملف الإقتصاد العربي والإتفاقيات التي تقررت تحت مظلة الجامعة العربية سابقا وبقيت تلفظ أنفاسها وتصرخ ولا من مجيب من العرب وجامعتهم الموقرة التي زادها العرب في ميزانيتها لعلها تساهم في تعزيز ،وتنفيذ المقررات السابقة واللاحقة . التي أقروها منذ ميلاد الجامعة العربية
إن أبرز ما قرروه المجتمعين في الدوحة ، هو رفض قرار المحكمة الدولية الذي نص على تقديم الرئيس عمر البشير للمحاكمة وجلبه إلى "حضرتها " ومن هنا إلى أن يبدأ تنفيذ مأتفقوا عليه زعماءؤنا في قمة " الوتر" أو المبتورة زمنيا سننتظر كما إنتظرنا سابقا......-
تزامنت نهاية القمة مع تشكيل حكومة العدو الصهيوني التي سوف لن تكون لا أسوأ ولا أفضل من سابقاتها فكلهم قتلة ومحتلين ، وليس لهم رغبة في السلام ، بل غايتهم نسف الفلسطينين من الوجود وبعدهم بقية العرب الذين أطلقوا يد المجرمين لتفتك بنا ، وبعد ما توحشوا ، وتوغلوا في العمق العربي سياسيا وأقتصاديا ، وحتى ثقافيا في بعض المواقع ، أرادوا لجم همجيتها ، وجدوا أنفسهم مفككين كما تفككت وتهشمت الوحدة الفلسطينية ،وبات من الصعب إصلاح ما أفسده الصهاينة ، ومن والاهم ، وتواطىء معهم تحت رعاية وحماية أمريكية ،وغربية أمريكية،وغربية
، لكن ليعلم هؤلاء المستكبرون في العالم أن أخوان السوء كالنار يحرق بعضهم بعضا.... ولن تنفع غطرستهم ،وظلمهم للضعفاء والمنكوبين ، والمشتتين في العراء بحروبهم الهمجيةالتي لم ينهوها ، ولم نقدر نحن إنهائها..... و

هل تكون القمة رقم 21....قمة تغيير القرن 21 ؟!

افتتحت أشغال القمة العربية رقم 21 ...في بداية القرن 21 في قطر، وتكون بداية الغيث قطر...وعلى طاولة حوار الزعماء العرب رزمة من القضايا السياسية ، والاقتصادية التي ظلت مطروحة ،ومعلقة منذ قرابة ثلاثون سنة ،إلى أن أصاب الكثير من الملفات العفن ،والتلوث ،وتهرأت حتى الأوراق التي كتبت عليها تلك البرامج والخطط ...والمناورات القديمة- الجديدة التي أصبحت محتواها غير مفهوم، وغير معلوم.. . ومن أهم هاته القضايا الوحدة العربية ، التي دفنتها الاتفاقيات والتنازلات...والقضية الفلسطينية التي مات من أجلها أكثر من الذين مازالوا يدافعون عنها...،وكيفية إدارة الصراع بين العرب والكيان الصهيوني الذي سخر من المجموعة الدولية ،بعد ما وضع المجموعة العربية في سلة تاريخهم الحزين ،وألقى بهذه السلة في عمق البحر الميت ...

حضر بمؤتمر القمة العربية بالدوحة من حضر، وغاب من أراد الغياب ، فهل تحضر الحلول التي يجب أن ترتقي إلى مستوى التحديات والمخاض العربي العسير الذي طال ،وطالت معه أوجاع الأمة العربية التي انقسمت من قبل وتهشمت بعد ذلك ولم تستطيع القيادات العربية المختلفة باختلاف التكتلات والمشاريع المتناقضة ،والمتعارضة ،وكلاهما مشبوه ، ومرفوض بدون نقاش، أو تحاور، من كلا الفريقين .

ظنت الشعوب العربية التي سئمت من النزاعات بين الأخوة في العراق ،وفلسطين ،ولبنان وفقدت الثقة في بعض الزعماء العرب ،الذين ضلوا عاجزين عن تحقيق الوحدة ،والإتحاد، أن عهد التفرقة ولى ورحل بعد اللقاء الذي تم في الرياض ودعوة الملك عبدالله إلى دفن الخلافات العربية –العربية - إلى الأبد لكن بغياب بعض أطراف الخلاف ، مثل الرئيس المصري كشف النار التي تحت الرماد التي نرجو أن يطفيها من حضروا في الدوحة. خاصة ملك السعودية الذي أبدى رغبة صادقة في طي الصفحات السوداء للماضي العربي .

سجل حضور الرئيس العربي – السوداني عمر البشير في قمة الدوحة ،ارتياحا كبيرا في معظم أوساط الشعوب العربية ،لما لهذا الحضور من معاني ودلالات ،مثل التحدي لقوى الاستكبار في هذا العالم الذي فقد القيم ،والأخلاق ، والعدالة ،وتعويض من خيروا الغياب ،وإعطاء شحنة إضافية للحاضرين ،ويضعهم أمام مسؤولياتهم التاريخية لحماية أنفسهم وشعوبهم. وتذكر هؤلاء المجتمعين أن الناس سواء ،فاءذا جاءت المحن تباينوا.

مرة أخرى نقول أن قمة الدوحة ستضع حدا ولو جزئيا ،ومرحليا للتوتر ،والضعف العربي ،أو ستبقى "حليمة على عادتها القديمة" ويزداد الوضع العربي تهرءا ،وهوانا وهذا ما لا نرجوه أو نمقته ،لأن النجاح رحلة وليس هدفا.

إن المؤشرات الأولية لهذه القمة، والمقترحات المطروحة مبدئيا تبشر بنقلة إيجابية في المنظومة العربية ،أولها تباين الرؤى فيما يخص المصالحة العربية بين القطب الذي كان يشكل حلف المعتدلين .لأنه منهم عمل بالحكمة التي تقول "ليس خطأ أن تعود أدراجك مادمت قد مشيت في الطريق الخطأ"وأن يعلم البقية أن الفخر أن تنصف ضعيفا وليس الفخر أن تقهر قويا.

نريد نجاح قمة واحدة....

إلى متى سنظل ننتظر نجاح قمة عربية واحدة بدون ضجيج ، وبدون إتهامات متبادلة حتى تبني الأمة العربية إتفاقها نجاحاتها عليها . لأن الوضعية العربية أصبحت متردية جدا ولا تحتمل المزيد .فلهذه الأمة المجيدة مشاغل كبرى وأهتمامات بقضايا إقتصادية وأجتماعية تتطلب جهدا ووقتا كبيرين

2009/03/28

هل تغير قمة الدوحة الاتجاه الخاطئ للقاطرة ؟

هل بدأت بوادر الانفراج السياسي تلقي بضلالها على العالم ؟ لتخفف العبء الثقيل الذي ألقت به الأزمة المالية العالمية على الحكومات والشعوب على حد السواء ،بعد حلول حكومة جديدة ، في الولايات المتحدة الأمريكية بتوجهات ،وبرامج مغايرة تماما حسب التصريحات الأولية لأوباما ومعاونيه فيما يخص القضايا الشائكة التي ظلت معلقة ومتأزمة ،عجزت الأسرة الدولية القديمة عن حلها . بل استمرت ماسكة بذيل الثور- الأمريكي - الهائج تتبعه إلى حيث ينقلها. لا هم تركوه وحيدا يرتع في البراري حتى يتعب ويعود طائعا للحظيرة الدولية ، ولا وقفوا بقوة أمامه وكسروا قرنيه اللذان يطوع بهما الجميع وأدخل العالم في أزمات وصراعات لن يكون من السهل محو أثارها مهما خلصت النوايا ،وصدقت التصريحات.فالعلاقات الدولية بلغت من الخلاف درجة ليس من السهل فك تشابكاتها وتعقيداتها .نتيجة الحروب التي اشتعلت، وخلفت أوضاعا إنسانية، واجتماعية، ونفسية غير محتملة، لا يمكن تركها لوقت أطول لمدى الحاجة الماسة، والمستعجلة، لسكان البؤر المنكوبة، مثل غزة، ولبنان، والعراق، وأفغانستان...دون التغافل عن الخلافات العربية- الإيرانية التي يجب على قادتنا العمل جميعا على إزالة هذه الخلافات والتعاون معها بدلا من الصدام إذا أرادوا بحق المضي في الاتجاه الصحيح من جهة. والعلاقات الإيرانية – الغربية التي مازال يسودها التوتر رغم البوادر الانفتاحية الأمريكية المشجعة على إيران من جهة أخرى.

كان العالم يعاني من صراعات سياسية عجز ت المجموعة الدولية عن حلها ،بل تعمق الخلاف حتى ضرب العمق العربي الذي يعتبر محور الصراع ، أو بالأحرى مركز صراع الأقطاب والأقوياء . غذى صراعات الطامعين في ثروات وخيرات الوطن العربي ،انقسام هذا الوطن العزيز على نفسه ، وفتحت النوافذ التي تسرب منها إلى داخل عمقه –العالم العربي –الذباب ، والذئاب ، والكلاب...وما لف لفه...

لكن اليوم عاد للشعوب العربية بصيص من الأمل في الوحدة العربية ، لرأب الصدع بعد اللقاءات العربية التي تبشر بمصالحة حقيقية بين الأخوة ،في العقيدة والتاريخ والمصير

إن شعوبنا تنتظر من الزعماء العرب أن يتوحدوا جميعا بنفس روح المسئولية، بعيدا عن المصالح الضيقة، ويدفنوا الفرقة القديمة، ويطهروا البيت العربي من اللئام والحشرات التي زرعت وغذت تلك الفرقة المقيتة، التي أدمت قلوبنا وعيوننا.

سيجتمع القادة العرب بعد غد في مؤتمر الدوحة ،القمة العربية الثالثة والخمسون ، وكل أنظار الشعوب العربية معلقة ، تنتظر موقفا ، ونتائج ترتقي إلى مستوى الوضع الراهن ، فالتحديات التي تنتظر المجتمعين كبيرة ، ومعقدة بحزمة من المواضيع الإقليمية والدولية ، ستكون المصالحة العربية – العربية – أول هذه المواضيع الحساسة ولا يمكن تجاوز هذه الصعوبات إلا بمواقف وحلول عربية مشتركة وموحدة بدون تباينات في الرؤى ،ويتعالى الجميع عن الحساسيات ،والهواجس ،وأن يحترم كل قائد عربي توجهات بقية القادة .

إن قمة الزعماء العرب بالدوحة هي قمة مفصلية بكل المعاني.جاءت في وقت مناسب ،وفي ظرف ملائم ،تغيرت فيه عدة مواقف وأحداث تقريبا مجملها يخدم الوضع العربي ،خصوصا بعد تحضير الأرضية المناسبة للمصالحة العربية – العربية –في لقاء الرياض الأخير بين من كانوا الأطراف المختلفين لفترة كادت تؤدي بالوحدة العربية إلى اللا عودة .

فالعالم اليوم في وضع لا ينتظر سوى لحمة ووحدة عربية ،حتى يتغير اتجاه القطار الذي ظل يسير في المسار الخاطئ منذ عقود. لأن قياديه السابقين من الأمريكان ومن في ركابهم هم الذين يحددون كيف ، ومتى ،وإلى أين الوصول .دون الرجوع بالاستشارة إلى ركاب القطار الذين سيكونون هم الضحايا إذا ما غرق ، أو تحطم هذا القطار الذي كان بلا فرامل ،وليس له محطة وصول ،تحدد نهاية رحلته .

صحيح أن هذا القطار مازال على نفس السكة، لكنه أصبح له فرامل، بعد الإفراز السياسي الأخير،الذي أملته الأزمة المالية ،التي وضعت العالم على فوهة بركان اقتصادي سينهار على رؤوس الجميع إذا ما تواصلت السياسة الأمريكية القديمة التي أثبتت التجارب فشلها في القيادة منذ سنوات عديدة. ولم يبقى من دور للزعماء العرب الذين سيجتمعون في الدوحة سوى وقفة موحدة وشجاعة ستكون كافية لتغيير مساره وهم على ذلك قادرون لأنهم الآن في غرفة القيادة في امتحان صعب، طال انتظار الشعوب العربية النجاح لقادتها بامتياز في الاختبارالأخير وسوف لن ترضى بغير ذلك.


الخلف كالسلف...والنكبات مستمرة


هل أصبح العرب بعد عزتهم ،وانتصاراتهم التي لم تمحوها هزائمنا في التاريخ المعاصر يكتبون تاريخهم ويؤرخنه بذكريات النكبات ؟ فأصبح بين النكبة العربية والأخرى هزائم ونكبات ...لم تمضي بضعة أيام عن ذكرى غزو العراق ،التي تزامنت مع ذكرى اغتيال مؤسس حركة حماس ،الشيخ أحمد ياسين ، وما لهذه الحادثة من تأثير في الساحة الفلسطينية . وبعد أيام ستحل ذكرى سقوط بغداد.


كل هذه الأحداث في نفس الشهر الذي أبرمت فيه منذ ثلاثون عاما اتفاقية السلام المصرية مع الكيان الصهيوني.التي جنى منها المحتل كثيرا من المكاسب والغنائم، أولها ضرب الشق العربي في خاصرته، وذلك بإقصاء مصر القومية ، والعروبة، والتصدي ،عن الصراع العربي الإسرائيلي .وفتح قنوات اقتصادية وتجارية معها كشفت صفقة تزويد إسرائيل بالغاز المصري اللثام عن عمق التعامل ، ورفض أغلبية الشعب المصري التفويت في ثروات أجياله القادمة ،خاصة للعدو الأصلي والوحيد للأمة العربية منذ أن زرع هذا الكيان السرطاني –إسرائيل - في عمق الوطن العربي المنكوب منذ وعد بلفور المشئوم . هذه العلاقة بالنسبة لإسرائيل غاية في الأهمية مع أرض الكنانة.ولم يستفيد العرب من هذه الاتفاقية سوى الفرقة ،والخلاف ،والتشرذم....حتى مصر لم تنال سوى فتاة المعونة الأمريكية التي بدأت تتناقص من سنة إلى أخرى.وفقدت الثقة، والمصداقية من الشعوب العربية في دورها المحوري والتاريخي، في جمع العرب، وتكتلهم للدفاع عن المصالح العربية، خاصة القضية الفلسطينية، التي تعتبر جوهر الصراع مع المحتل الذي عرف كيف يدير اللعبة، والقضاء بالبتر على العمق الإستراتيجي للفلسطينيين ومقاومتهم. كما أدخلهم في صراع داخلي لا يقل خطورة على مصير قضيتهم.

لقد بدأ تراجع وانكسار الهيمنة والغطرسة الصهيونية ،وتصدع جبهتها الداخلية ،التي أصابها التمزق والخلاف ، من أعلى هرم القيادة التي أصبحت غير قادرة في كل مرة عن تشكيل حكومة المرتزقة، التي يفسرها خطأ بعض المستعربين ، والغربيين بالظاهرة الصحية التي تنم عن الديمقراطية ،داخل بيت العنكبوت الذي أصيبت قيادته السياسية والعسكرية منذ هروب باراك عام 1996 من جنوب لبنان بهزائم متتالية على يد المقاومة العربية .ومنذ ذلك الحين أصبح هاجس الفشل والخيبة ، يلاحق أي حكومة يرغب رئيس قادتها في تشكيلها .آخرها الحكومة المنتظرة بقيادة ناتنياهو التي مازالت تتخبط ، ولم ترى النور بعد ، نتيجة الصراع بين أحزاب العمل والليكود وكاديما ،الذي أربك صراعهم نجاح المجرم والمتطرف ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا " في الانتخابات الأخيرة ،الذي أستنجد به ناتنياهو ليكون الباب المغلق أمام أطراف الوساطة المقبولين من الممانعين ، والمعتدلين في آن واحد .وذلك بتعيينه وزيرا للخارجية حتى يبث الرعب والفرقة بين صفوف الفلسطينيين ،ويرغم حركات المقاومة وعلى رأسها حماس على تقديم التنازلات المطلوبة ،والتخلي عن استعمال السلاح .ورسالة أخرى مضمونة الوصول للقادة العرب والغرب ،بأنه عليكم مزيد من الضغط على الفلسطينيين المقهورين بظلم الاحتلال ،والسير في ركب المخططات الصهيونية الجهنمية التي تعتمد بالأساس على فصل القدس على رام الله بمزيد من المستوطنات وقتل فكرة ورغبة الفلسطينيين في القدس عاصمة "دولة فلسطين الميتة" وقضم أكثر ما يمكن من "جلد الثور" الأرض الفلسطينية المتبقية .وتصبح بعد ذلك ساقي المواطن الفلسطيني واحدة على أرضه ،والثانية في الشتات .

ستكون المفاوضات المقبلة بشأن الحل النهائي بين الدولتين صعبة ومعقدة أكثر من ذي قبل.لأن العدو الصهيوني الذي ترأسه حكومة متطرفة فكريا وإيديولوجيا ،ووزير خارجيتها يكن عدائية متطرفة وعنصرية للعرب أجمعين لا يمكن للعرب والغرب التحاور معه . زد إلى ذلك عدم بقاء للفلسطينيين ما يمكنهم التنازل عنه . كما ستعتمد حكومة المحتل المتطرفة المرتقبة ، على أساليب المراوغة القديمة ، ونصب الفخاخ ، والألغام ،والمآزق في كل الطر وقات المؤدية للحلول العادلة لحل قضية النزاع العربي الإسرائيلي حلا نهائيا .هذا الحل الذي يعتبر من شبه المستحيلات .اللهم إذا أتحد العالم في وجه الغطرسة الصهيونية التي لا ترغب في السلام العادل وعزلها ما لم تعطي الحقوق العربية لأصحابها. وهذه الطريقة لا تتحقق حتى في الحلم العربي الذي مازال البعض منهم ينعمون بهذا الحلم الجميل. "الحلم الجميل أفضل من الواقع المخيف"وتترجم المواقف المبدئية المشجعة والمرضية لحكومة أوباما المنشغل بالأزمة الاقتصادية الداخلية إلى أفعال ومساعدة العالم العربي والغربي لهذه الرؤية .

فأوباما محاط في أمريكا بلوبي صهيوني سيحاول عرقلة أي تمشي في عملية سلام لا ترضى عنها إسرائيل . التي تعيش بدورها حالة اضطراب سياسي ، واقتصادي ،واجتماعي . فحتى الحكومة اليمينية المتطرفة ستشكل بمثابة البناء الفوضوي بدون قاعدة صلبة ،ستنهار مع أول خلاف ينشب حول أي موضوع جدي ومهم. لأن الفر وقات والاختلاف في الرؤية بين كل الأحزاب المشاركة في الحكومة متباينة ومتباعدة حول مجمل الأحداث الساخنة والمصيرية .

2009/03/26

العراق في ذكرى التشريد والتجريد

ستة سنوات مرت على احتلال بلاد الرافدين .وتدمير العرق ،البلد الذي علم الإنسانية العلوم ،والحضارة...قدم على طبق من قصدير ليكون لقمة سائغة للكلاب السائبة....وإعادة هذا البلد العربي العريق،والكبير في التاريخ والجغرافيا إلى العصور الحجرية، لتنهشه "الخوارج" وتتصارع على نهب ثرواته كبار المحتلين والخونة....

لقد وقع غزو العراق ودمرت كل بناه الأساسية.فتدمر الاقتصاد،وتفكك المجتمع ،وطمست القيم الحضارية، والتاريخية، بحجج واهية، وأسباب كاذبة ومخادعة...ظهرت لاحقا الحقائق والغايات الدنيئة، بعد أن ذهب العراق في خبر كان ...وعجزت المجموعة العربية عن إعادته إلى حضنه الطبيعي كما عجزوا عن إيقاف الغزو وإنقاذ أرواح مئات الآلاف من القتلى العراقيين، ومنع تشريد الملايين ممن تبقوا على قيد حياة البؤس والفقر، والحرمان... والحفاظ على وحدته ، ومكتسباته على أيدي من كانوا زمرة قيادة الحروب في واشنطن وحلفائهم القتلة و معاونيهم الذين كانوا جميعهم فؤوس ومعاول تهدم وطن عربي، كان بالأمس القريب يحسب له في المعادلات السياسية والاقتصادية، الإقليمية والدولية ألف حساب...



بعد أن عاش الشعب العراقي تحت الحصار الظالم بعد حرب الخليج الثانية،التي أعقبت ثمانية سنوات من الحرب مع إيران خرج منها منهوك القوى ... وتعرض خلالها هذا الجزء والعضو الأساسي في الأمة العربية - الشعب العراقي - إلى كل أنواع الحرمان والظلم، وتعطلت عجلة النمو والتقدم، والتطور...من جراء صمت المجموعة الدولية وعجز الأمم المتحدة بطم طميمها التي تزعم حقوق الإنسان، والحياة الكريمة للبشر مهما كانت جنسيتهم أو لونهم. أمام العنصرية القديمة للمحتلين التي مازالت حية في أذهانهم، وسياساتهم وثقافتهم.... و لم ولن تمحوها شعاراتهم المزيفة التي غابت، واختفت عندما تعلق الأمر بشعب عربيا رفض الخضوع والخنوع...

جاءت الحقبة السوداء، فترة زعيم الحروب بوش الابن الذي أعلن غزو العراق والإطاحة بقيادته، بحجة أسلحة الدمار الشامل المفبركة،وتحدى بوش ومن والاه كل المعارضين في العالم .وألقى بالأمم المتحدة ، والشرائع الدولية ،وسيادة الدول وحقوق المجتمعات في تقرير المصير ،في سلة قمامة البيت الأبيض ،وأدعى الإلوهية والوصاية على العالم الصامت الذي أصيب بالعجز والخرس أمام الأفكار الدموية ،والسياسة التدميرية التي تقوم حسب بوش وزمرته » المتصهينة « على القتل والاستعمار،ونهب ثروات الشعوب وقمعها وتطويعها...

أحتل العراق، وظهرت المذهبية المقيتة، وأطلت أفعى الفتنة برأسها وأعطت إشارة الخلاف والقتل والتقاتل بين الأخوة وأبناء الوطن الواحد، وجلب القتلة من كل حدب وصوب...وبداء داء الانقسام يفتك بالجميع لينهي ما تركته وسائل القتل العسكرية "البوشية" وحلفائه .وتوسعت دائرة الأطماع والطامعين في الاستيلاء والسيطرة على جثته -العراق- التي تواطأت عليها الأسود، والذئاب والكلاب....بعد أن سقط القائد المعدوم شنقا يوم عيد الأضحى الرئيس صدام حسين.على أيدي هيكل كرتوني تلاعبه، وتداعبه، وتسييره كما تشاء....القوة الغاصبة المحتلة التي أحضرت المشنقة وأعطت الأوامر للتافهين والأغبياء لتنفيذ جريمة العصر بحق قائد عربي شهم، بلا عدالة،وبلا أخلاق ولا قيم . بقطع النظر عن سياساته وأخطائه ....

لا يزال العراق بعد 6 سنوات من الاحتلال وطن منكوب، ومدن الظلام والأشباح...والرعب والخوف...ورائحة الموت مازالت تنبعث من كل مكان من شوارع بغداد التي تصير قفارا قبل غروب الشمس، بفعل قانون حضر التجوال.بعدما كانت تتلألأ فيها الأنوار،ويسود ها الأمان و يتصل ليلها بنهارها. سقطت عاصمة الرشيد، وبدأت تتصارع قوى الهيمنة والاستغلال والابتزاز على أرض الأنبياء والخلفاء في بلاد الرافدين، مهد الإسلام والعروبة، ولم يذق الشعب العراقي بعد طعم حريتهم الوهمية، وأمنهم المنشود، ورخائهم الموعود، واستقلالهم المفقود.

لقد أصبح العراق بعد سقوطه بين مخالب المشاريع الأجنبية المشبوهة، التي تعمل كلها على تذويب الهوية العربية لشعب أبي، وتقسيمها بين مذاهب المتنازعين لعقود.هؤلاء أصبحوا على أرض العراق الطيبة أجوارا بيدهم السلاح، وأدوات المناورة... بعد أن أصبح حلم سقوط بغداد وزوال صدام حسين واقعا وحقيقة...وبدأ المنتفعين من هذه المأساة تنفيذ مشاريعهم ومخططاتهم الإمبريالية على حساب الوطن المقسوم على نفسه... بعد أن ترملت أكثر من ثلاثة ملايين امرأة عراقية، وتشريد الملايين، بعدما انهارت وتلاشيت ثرواتهم التي بنوها منذ عقود ،بالتفريط والاختلاسات...علاوة على المرضى، والمعاقين نتيجة الحرب القذرة، التي أنجر عنها فقدان حتى الدواء الذي كان يصدره بلد العلم والعلوم-العراق-والقضاء على كوادره الطبية المختصة، وهرب منه من تبقى على قيد الحياة.وعاد العراق إلى العصور الأولى يندب حظه، ويستحق البكاء، والرثاء
...