سياسة مجتمع اقتصاد

2009/04/30

في بداية القرن 21 العالم يصرخ أزمات ...

يبدو أن بداية القرن 21 إلى حد الآن غير جيدة، وغير موفقة...إن لم نقل كارثية إذا قيمنا حجم الأحداث المأسوية في العشرية الأولى من هذا القرن.حيث أفتتح بعدة حروب، ومذابح بشرية سيبقى العالم يعاني من مخلفاتها و رواسبها المؤلمة و الحزينة...لعقود طويلة إذا لم نعمل من أجل أن تندمل الجراح...

استقبل العالم بداية هذا القرن بأحداث 11 سبتمبر ذلك الهجوم الذي فتح أبواب جهنم على دول عديدة وصلت شرارة لهيبه الحارق كل القارات وأحدث شرخا عميقا في العلاقات الدولية المتوترة بطبيعتها نتيجة سياسة المكيالين التي اتبعها الغرب تجاه القضايا العربية التي عانت مخلفات الحروب المتتالية التي دمرت من جرائها دول وشردت شعوبا بعد أن مات منها الملايين و جرح كذالك من البشر الملايين...

أول الدول المنكوبة هي أفغانستان التي زادتها الحرب فقرا على فقرها و بؤسا على بؤسها...

بعد الحرب على العراق و ما خلفه الغزو من ألام و جراح لم ولن تندمل بعد، ودخل هذا البلد العربي الذي كان شامخا، و مرفوع الرأس معتزا شعبه بالانتماء إلى تلك الأرض الطيبة، كما كانت تعتز به الأمة فأصبح خرابا و دمارا...وكانت هاتين الحربين وما خلفتهما من تفكك عربي واحتراق شعرة معاوية التي كانت تربط هذه العلاقة بين الأخوة في كل شيء . و كأن الأمة لم تكفيها أزماتها فشنت إسرائيل حربا على لبنان بعدما خربت وهدمت فلسطين ومات أبو عمار غدرا... وما إن انتهت من تدمير لبنان، وقبل أن تلتقط المجموعة الدولية و خاصة المجموعة العربية أنفاسها حتى شنت هجوما بربريا وحشيا على غزة مرة أخرى لتنهي ما تركه شارون قبل أن يدخل غرفة الإنعاش الاصطناعي...

لم تكن تلك الحروب وويلاتها الوحيدة التي أنهكت العالم وأدخلته في بؤرة نزاع بارد محوره و المفعول بهما سوريا و إيران اللتان تعكرت و تدهورت علاقتهما ببعض الدول العربية...وما خلفته من تناحر عربي-عربي لم ينتهي بعد...

كل تلك الأحداث المؤلمة في فترة تعتبر وجيزة بمقياس الزمن...زادتها أنفلونزا الطيور اضطرابا و هلعا في عدة دول. وما إن خفت وطأتها وبدأت تتراجع، حتى ظهرت الأزمة المالية التي انجر عنها تدهور اقتصادي عالمي امتدت أزمته الخانقة لتغطي المعمورة التي ما زالت نار المشكلة تلتهم أكبر الأقطاب الاقتصادية التي صدرت هذه العدوى أو" فيروس الإفلاس الاقتصادي" و الركود التجاري إلى كامل أرجاء البسيطة... والعواقب والنتائج لا زالتا في علم المجهول...

وخلال الأيام الفارطة ظهرت أزمة جديدة، أو لنقل كارثة صحية جديدة هذه المرة بفعل الخنازير، التي أبت إلا أن تشارك في صنع الأزمات وتتصدر قائمة الأحداث، والمنابر، وخطب جميع السياسيين و الاقتصاديين، يترأسهما الطاقم الطبي الدولي الذي على عاتقه مسؤولية البحث عن العلاج لداء أنفلونزا الخنازير،وسبل الوقاية من عدواه والتصدي له ، والحد من انتشار هذا الوباء القاتل الذي يهدد بجدية البشرية قاطبة...

إنها بحق كارثة لا يجب أن يستهان بها، لمدى خطورتها خاصة أن هذا الداء معدي و ينتقل عبر الهواء، كما ستؤثر سلبا على الاقتصاد الدولي المنهك أصلا، و تعطل حركة التجارة الدولية البطيئة بطبيعتها، وخاصة قطاع النقل الذي سيكون الضحية الأولى نتيجة الركود في حركة التنقل بين البلدان، الذي فرضه الخوف المشروع من العدوى خصوصا مسالك التنقل إلى أو عبر الدول التي ضرب فيها هذا الوباء - أنفلونزا الخنازير- الذي حل كضيف غير مرغوب فيه... في وقت يعيش فيه العالم أصعب اختبار نتيجة الأزمة المالية التي لم تبقى وحيدة على أجندة التحديات...لعالم يصرخ أزمات في بداية هذا القرن...


2009/04/27

العمل ،العمال... و المرأة النموذج...

ظلت العلاقة بين أصحاب المؤسسات أو "الأعراف" و العمال عبر العقود الماضية لم ترتق بعد إلى مستوى الوعي العام، و الشعور بالمسؤولية خاصة من طرف العامل الذي يعتبر أن صاحب المؤسسة الذي يرتزق منها كأنه خصم أو يستغله ... و مهما قدم العرف للعمال من حقوق و مجالات فإنّهم لن يرضوا عنه هذا ليس دفاعا عن أصحاب الأعمال، فأنا واحد من العاملين الكادحين.لكن نريد أن نرتقي بالعلاقة بين الطرفين إلى مستوى أعلى وأفضل علاقة تسودها الثقة المتبادلة، و المصلحة المشتركة و يكون هدف الجميع نجاح المؤسسة بدرجة أولى.لأنه اليوم في ظل الأزمة المالية التي بدأت تشدد قبضتها، و تطبق على الجميع في العالم و تكون الضحية الأولى لهذه الأزمة الطبقة الشغيلة...

اليوم العالم بأسره، يعاني مشكلة جوهرية، اسمها البطالة، حتى قبل دخول الأزمة. لكن بعد مجيء هذا الضيف ثقيل الظل تفاقمت الصعوبات و أحيل ملايين العمال على مقاعد البطالة الإجبارية. دفعتني لهذا الكلام ،أولا التجارب التي عايشتها في الوسط العمالي ومع أصحاب الأرباب ثانيا، نموذج رائع يستحق الذكر و التنويه كما يستحق أن يكون قدوة للأجيال الصاعدة في هذا الزمن، زمن ارتباط الشهادات العلمية بالبطالة وما أدراك ما الشهادات العليا...، وما أتعس البطالة وما أقساها ... فبالرغم من هذه الظروف القاسية التي أصبحت فيها الوظيفة عملة نادرة...وحلما صعب المنال...بل تكاد تكون مستحيلة. إلا أننا نجد البعض من حاملي الشهادات العليا لا يرغبون إلا في التدريس أو في عمل "خفيف و نظيف" ، وفي الضفة المقابلة نجد نماذج أخرى تضرب أروع الأمثلة في التحدي و الصبر و الخروج عن المألوف، و تستحق أن تكون نموذجا رائعا يعبر بصدق عن حقيقة التونسي المبدع المقدام... و من بين هؤلاء القلائل أو ربما هي حالة شاذة عنهم، السيدة "ضحى مجدوبي"، متحصلة على الأستاذية في الأنقليزية، تشتغل ولكن ليس كأستاذة كما ترغب الأغلبية من حاملي الشهادات في مثل هذا الاختصاص،بل تعمل في مؤسسة "بلزونة" المؤسسة الرائدة في التكنولوجيا الجديدة في الإصلاح، ليس كموظفة في مكتب مكيف و جهاز حاسوب... و هاتف يرن من أجل شيء....ومن أجل اللا شيء...وتتجمل صباحا مساء بأغلى أنواع الماكياج والعطور بل تعمل على أرض الواقع ، في أماكن لا يمكن وصف صعوبتها و أحيانا في البحر و تحت الماء و أحيانا أخرى معلقة بين الأرض و السماء، وما بينهما في غالب الأحيان في الأنفاق و الحفر و في الصحراء، تتولى خلط المواد المستعملة للإصلاح و تقوم بذات المهمة في ظروف لا يمكن وصف صعوبتها و مخاطرها صيفا وشتاء ،مهمة قد لا يقدر على القيام بها رجال أقوياء أشداء خاصة البعض من شباب اليوم الذي لا يريد أن تلوث يديه ببعض الغبار...

فعندما كنت أدير الحوار مع السيد عبد الستار عروة وكيل الشركة أطلعني على بعض الصور فسألته عن مدى صعوبة العمل و هل هناك من يرغب في مثل هذا التحدي كشف عن إحدى الصور، بل عشرات منها للسيدة ضحى مجدوبي وهي في وضعية عمل لا تصدق، بل هي مغامرة فريدة... ترتدي الزي المهني بكل وسائل الوقاية والحماية التي توفرها الشركة ، تتولى مع بعض زملائها إصلاح أنابيب الغاز و جدران الأنفاق المشققة، و مضخات المياه ... وغيرها و أطلعني كذلك السيد عبد الستار عروة على عشرات الصور الأخرى لهذه السيدة خارج أوقات العمل في حالة لا يمكن أن تكون تلك المرأة التي نتحدث عنها... التي أقل ما يقال عنها أنها إمرأة كألف رجل، بل يمكن أن تكون هذه السيدة درسا ونموذجا في التحدي الذي اختارته عن طواعية وأبدعت فيه، حيث أنها عشقت عملها إلى حد كبير مما جعلها محل احترام و تقدير من طرف مسئولي الإدارة الرئيسية في إنقلترا. و عندما تشاهدها بعد العمل وفي حياتها اليومية ترى أنها سيدة مهذبة ، لطيفة وجميلة... تتسم بصفات المرأة العادية التي تقوم برسالة المرأة التي بعثت من أجلها للحياة...و ربما سيكون في فرصة قادمة لنا ولكم معها حوار. حتى يتعلم الدرس من يريد أن يقتدي بالنماذج العليا...



2009/04/14

هل الحرب القادمة معركة مع القرصنة...!؟!



الصومال ،هذا البلد الإفريقي الذي مزقته الصراعات ،القبلية ،والنزاعات الداخلية بين المجموعات المسلحة .وأصبح لا تعرف فيه من هي الحكومة ،ومن هي المعارضة في ظل الاحتلال الأثيوبي الذي عمق جروح الخلاف...وأصبح الكل يقاتل الكل بلا هوادة...وبلا هدف ولا إستراتيجية...وأختلط فيه الحابل بالنابل...وصار الصومال على بركة من السلاح، والدماء التي تنزف من الجميع في البلد الجريح...والضحية الشعب الأعزل الذي تفشت فيه الأوبئة ،وأزداد البؤس والفقر قتامة... ، وأصبح التشرد العلامة الواضحة، والجوع القاسم المشترك بين سكان هذا البلد المسلم أمام أنظار ومسامع العالم ...ولا من متحرك ولا من مبادر...وكأن ما يحدث في الصومال ليس على رقعة من الأرض الإنسانية،بل في كوكب آخر نتيجة الصمت العربي والدولي المزمن ...حتى نصيبه من الإعلام العالمي لم يرتقي إلى مستوى الألم والمعاناة التي يعانيهما هذا البلد المنكوب لسنوات طويلة.
لقد أنتج الوضع المتردي ،فقرا متقع ،وبطالة تنخر الأغلبية الساحقة من الشعب الصومالي الذي أنهكته الحروب الداخلية والغزو الأثيوبي بغطاء دولي، فولد من رحم المعاناة مجموعات مسلحة أخذت من خليج عدن ،والمحيط الهندي مقرا لها لسطو المسلح على البواخر الدولية التي تمر من هناك .
كانت عمليات القرصنة سابقا لا تعدو سوى حالات تكاد لا تذكر لكن في السنوات الأخيرة أخذت في التصاعد من حيث العدد والنوعية، وتطال كل السفن والبواخر مهما كان حجمها، ودرجة حمايتها.ولم تستثني المجموعات المسلحة في عملياتها لا البواخر الغربية، ولا حتى العربية، مما يدل على عدم رضاء هؤلاء القراصنة على مواقف وحضور المجتمع الدولي بأسره في الوضع المأسوي الذي يعيشه الصومال.
ففي الفترة الأخيرة استولى القراصنة المدججون بالسلاح على 19 سفينة،واحتجزوا 260 رهينة ،جنوا من وراء هذه العمليات ملايين الدولارات .ولم تنفع مع هؤلاء القراصنة الحماية المشددة للسفن، ولا القوة التي لوحت،وتلوح بها المجموعة الدولية التي يبدو ستدخل في معركة من نوع آخر أسمها "القرصنة" وستحتل البحار كما احتلت ألبرار ...وتنتقل النزاعات الحدودية البرية،إلى نزاعات حدودية بحرية ،وربما تنتقل معها المقاومة من البر إلى البحر....لأن المجموعات المسلحة المتناثرة في البحر ولا يعرف الأقوياء من أين يأتي هؤلاء وأين يختفوا...وصارت هذه المجموعات أكثر تنظيما، وعددا حيث تتكون المجموعة من خمسة إلى عشرة أفراد يمتلكون كل مقومات القرصنة وما تتطلبه هذه المهنة المصطنعة نتيجة الفقر والحرمان من خطط محكمة ،ومعرفة بأسرار تلك البحار....
ويبدوا أن المال الوفير الذي توفره عمليات اختطاف السفن بدأ يغري ويستهوي كثيرا من الأفواه الجائعة،وضحايا البطالة،وأخذت هذه المجموعات في التزايد وإذا لم يتوقف الاضطراب في الصومال وتعمل المجموعة الدولية على تنمية هذا البلد الإفريقي المسلم ،وتوفير مواطن الشغل به ،وتكثيف الحماية بطرق لا تزيد الوضع تعقيدا .ستفتح شهية مجموعات أخرى من دول مجاورة وعن طريق الهجرة السرية خاصة في ظل هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أحالت الملايين من الناس على مقعد البطالة ،وربما تفتح كذلك الباب أمام المجموعات الإرهابية لتنتقل العمليات من مجرد قرصنة من أجل كسب الرزق ،أو المال الوفير إلى تفجير تلك السفن والبواخر في عرض البحر ويدخل العالم في دوامة جديدة ومختلفة...لا يعلم أحد خواتمها ...لأنه ليس من يفتح الحرب يمتلك دوما مفاتيح نهايتها...

2009/04/10

قرارات في الحلم التائه...

في ظرف دولي مصاب بالزلزال المالي، والاقتصادي ،وزعماء العالم الكبار يتخبطون في البحث عن الحلول الملائمة لهذا الوضع المتدحرج نحو الأسفل، رغم الأموال الطائلة التي تم ضخها في خزينة المؤسسات المفلسة من أجل تحفيزها...ويبدو لن تنفع فيها لا الاجتماعات ولا القمم...وستشغل العالم عن عدة قضايا لا تقل أهمية وخطورة عن الأزمة المالية ، التي لن تترك لأوباما ومن في ركابه الوقت والقدرة الكافيان للاهتمام بإزالة الأسلحة النووية وحل قضايا الصراع الدولي الآخذ في الأتساع نظرا لتعقيديهما وصعوبتهما خاصة لأن محورهما الأساسي الكيان الصهيوني الذي زرع 200 ألف مرتزق في مستوطنات بالضفة الغربية لن تزيلهم أي حكومة صهيونية من هناك ولن تقبل بهم أي حكومة لدولة فلسطين الموعودة....
،فجولة أوباما الأخيرة في عدة عواصم ،تحولت من مهمة رسمية إلى حدث، نتيجة إعلان رغبته في إزالة الأسلحة النووية من العالم وأراد ربما أن يمحى من ذاكرة التاريخ هيروشيما ،ونكازكي وعوضا أن تقصف الأرض ومن عليها بهذا الكابوس الذي أرق المجموعة الدولية التي تبحث عن السلام الغائب،والاستقرار المفقود...سيتم القضاء على الأسلحة المدمرة للإنسانية من الوجود التي طالما انتظرت شعوب الأرض مثل هكذا قرار الذي مازال في المجهول مثل توليد دولة فلسطينية من رحم العنصرية الصهيونية ذات الأحلام التوسعية...و سيبقى كذلك مجرد قول غير قابل حتى أن يكون حبر على ورق...
لقد نصب السيد أوباما نفسه قاضي القضاة لمحاكمة الأسلحة الفتاكة للبشر والحجر...كما نرجو كذلك ان تكون البداية بمحاكمة من فتكوا وقتلوا،وشردوا... فأوباما جدير بذلك لكن ستبقى خططه بمثابة الحلم التائه... أما إذا تواصلت الخطوة الشجاعة من القول إلى التخطيط والفعل، ويخلص الشعوب التي باتت منكوبة بدون قنابل نووية من الكابوس المخيف، ويحكم على الترسانة النووية المتناثرة هنا وهناك بالإعدام ...رميا بالرصاص...أو شنقا..."كما شنق صدام حسين"من أجلها كذبا وبهتانا...ودمرت بنية شعب عريق بأكملها...لا يهم ،كل الطرق تؤدي إلى النوم الهادئ ،والعميق ،بدون كوابيس....وبدون رائحة كريهة...لهيروشيما ثانية...أو مثيلة لها...وسيكون أوباما بذلك رجل القرن 21
لكن يبدو أن هناك أسلحة أخرى لن تستطيع رغبة أوباما وشجاعته القضاء عليها لأنها أكثر حصانة وحماية...لأنها مولودة من رحم بلاد "العم سام"الأم الحنونة ،والمربية الفاضلة للابنة المدللة-إسرائيل - منذ تبنيها ،ووضعها في محضنة المنطقة العربية...وعلى أرض المعراج...التي كتمت أنفاسها ...بالأسلحة الفتاكة وغيرها...وأصبحت الشرطي والقاضي...والخصم والحكم...في الشرق الأوسط....وليس عليها من حكم أو رقيب...ولن يكون حتى أوباما صاحب الابتسامة العريضة...التي أطلقها من" براغ"أمام عشرات أللآلاف من مواطني عاصمة الدرع الصاروخي الأمريكي الكريم، والمفضل...معلنا بداية النهاية للأسلحة النووية ...لكن عندما تكون الترسانة الخبيثة المترامية في كل القارات نظيفة وعفيفة وصاحبة الشرف والفضيلة....ما دام الوقود النووي السلمي الإيراني مستمر في التخصيب ليوفر للشعب الإيراني المستقبل الأفضل الذي لا يرغبون فيه مالكي أكثر من 200 رأس نووي في عمق منطقتنا العربية المسكينة والذليلة وتصبح بذلك المعادلة غير قائمة...والفكرة ميتة قبل الولادة.
لن يستطيع أوباما نزعها حتى إن كانت له الرغبة الصادقة في ذلك ..ونحن عاجزين أمام كيان يزداد عنصرية وعدوانية نتيجة الحماية الغربية...التي لا مثيل لها عبر التاريخ البشري...فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل هناك من دولة تمتلك أسلحة نووية وتقبل بنزعها دون أن يطبق نفس القرار ،والتمشي على إسرائيل ...وفي هذه الحالة سيبقى برنامج أوباما لإزالة الأسلحة النووية من العالم معلقا ولن يكتب ولو بالحبر على ورق...ولن يرى النور لأن إسرائيل لن توافق على هذا البرنامج ،ولن يطلب أحدا منها ذلك...فهي لن تقبل بأي قرار لا تراه في خدمتها بل بدأت تخرج من بيت الطاعة الأمريكية لمجرد تصريحات أوباما التي تدع إلى حل الدولتين ليست على الطريقة الإسرائيلية مائة بالمائة...كما بدأت تفوح رائحة الخلاف بين حكومة أوباما وحكومة الميز العنصري في إسرائيل وتصريحات بعض وزرائها على ذلك خير دليل عندما قال أحدهم :إن إسرائيل ليست المحافظة الأمريكية رقم 51 .
نعم أوباما يسير في بداية الطريق الصحيح ...لكن ليس المهم أن نبدأ بل الأهم أن نستمر في نفس الطريق،وبنفس العزيمة بروح العدل والمساواة...والصدق والثبات والخفي هو المعلن...مهما زرعت حكومة إسرائيل المتطرفة من أشواك في هذا الطريق الوعر...والمحفوف بالمخاطر...الذي إن وصل أوباما حتى نهايته...سيبدأ التاريخ البشري يؤرخ بعصره ،وربما بتاريخ ميلاده .لكن يجب أن يعلم أوباما أن بداية الفشل أول زلة قدم في القمة...أخطر هذه الزلات عدم المساواة في الحقوق والخطاب المزدوج الذي أوصل منطقة الشرق الأوسط إلى ما وصلت إليه...وعدم التوافق بين القول والفعل...خاصة في قضية الصراع بين العرب، والمسلمين والكيان الصهيوني العنصري الذي زرعوه، ودعموه، وحموه ،لعقود طويلة، فأصبح كالإخطبوط تلف أصابعه القذرة، والفتاكة رقابنا المطأطئة...رغم جرائمه الوحشية التي أرتكبها في حق أمتنا منذ وعد "بلفور هم"المشئوم

2009/04/05

من جديد حكومة فساد..وإفساد...ا

تشكلت الحكومة الصهيونية،يمينية التوجه...إجرامية الهو ...عنصرية المولد....قبيحة التاريخ كسابقاتها...محتلة الجغرافيا،كحاميهاومواليها وداعميها...زعيم هذه الحكومة جديد-قديم ،ناتنياهوالذي مازال لم يشفي غليله بعد من الشعب الفلسطيني،ولم يركع من العرب ،من مازالت هاماتهم عالية،ولم يطأطئوا الرؤوس بعد....من الأمة العربية التي مازالت تبحث عن السلام المفقود...والصلح الموعود...وفصل الدولتين الذي مازال بالأغلال الصهيونية موثوثوق ومشدود...وأمام الشعوب العربية الأفق مغلق ومسدود...لأنه لم يبق أمل واضح في حكومة المرتزقة موجود...و...و
توالت القيادات،والحكومات المحتلة ،لأرضنا وعرضنا...ونحن نعلق اللآمال الواهية على إعتدال الصهاينة،وتجاوبهم مع مطالب بعض الشرفاء من المجموعة الدولية،في حل الصراع الدموي الذي لم ولن ينتهي بعد مجىء هذه الحكومة المتطرفة ،والفاسدة أكثر من سابقاتها...ا
لقد أوهمنا وضللنا الغرب وبعض المستعربين ...بأن إسرائيل دولة مثالية في الديموقراطية،وحقوق الإنسان...وقادتها رموزا ونموذجا في الصلاح ،والفلاح... في القيادة والحفاظ على شرف المسئولية...ومصالح الدولة العليا ومكتسباتها...وكأنهم ملائكة وأنبياء...ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن....وشهد شاهد من أهلها ...إذ لم تمضي سويعات على تشكيل حكومة التطرف والتعصب الأعمى ،وزير خارجيتها الشاذ،والمجنون ، والمعتوه"ليبرمان"آخر عنقود في شجرة العنصرية المقيتة... الذي أحدث تعيينه على رأس وزارة خارجية الكذب والنفاق،والتضليل...التي تعتبر الباب والممر الذي تمر منه العلاقات الخارجية وكل حلول التسوية في قضية شغلت وشتت العالم،وخلقت الفرقة والنزاع حتى بين الأخوة ،والأصدقاء،والأشقاء...حتى بدأت وسائل إعلام العدو تنشر غسيله الوسخ ...من فساد وتبييض الأموال،وأختلاسات ،وخيانة الأمانة...سيحال من أجل هذه الحقائق للتحقيق وستقطع رأسه السياسي المتطرف قبل أن يبدأ....وتكون خيرا فعلت ليرتاح العالم منه،ومن شره وعوائقه ...ا
لم يكن "ليبرمان المفسد الأول في حكومات إسرائيل المتعاقبة...بل بلغت حتى جهازهم العسكري،كيف لا وهو قاتل الأطفال والنساء...بلا اخلاق ولا قيم...فرئيس كيانهم الغاصب كاساف أتهم بالتحرش الجنسي وأجبر على الإستقالة،وشارون وأبنه الذي أتهم بعد والده بالفساد المالي،والآن متهم بتحويل فرع من المستشفى الذي يقيم فيه "شارون"رجل السلام عند"بوش الإبن"إلى مقر لإدارة تجارته المشبوهة...ولم تنتهي قصة المفسدون في الأرض فرئيس الحكومة السابقة"أولمرت ملاحقا قضائيا من أجل نفس التهم...ا
لطالما ناد العارفون بحقيقة هذا الكيان ونصحوا بعض قادة الأمة والعالم بتغيير أسلوب التعامل والتفاوض مع قادة هذا العدو ،الذين لا يحترمون لا إتفاقيات ولا المواثيق.لأنهم خونة وقتلة أنبياء...ولن نتوصل معهم إلى سلام ،لأنهم لا يرغبون فيه بل يرغبون في الأرض ،والهيمنة وإخضاع المنطقة والعالم بقوة النار والسلاح...لكن بعض هؤلاء النافذون في القضية من القادة العرب لا يسمعون ولا يجيبون...إلى أن جاءهم ناتنياهو "بليبرمان"كوزير للخارجية لغلق باب التسوية ، والتدخلات الخارجية التي بدأ رفضها من طرف الوزراء المتعصبين ،الذين بدؤوا يتمردون على الأم الحاضنة ،والراعية ،والداعمة أمريكا منذ أن زرعت الكيان السرطاني في خاصرة الأمة العربية.وصرح أحد الوزراء ،أن إسرائيل ليست الولاية رقم 51 لأمريكا...وستبقى الشعوبالعربية منكوبة تنتظر عهودا أخرى...وتراقب كيف سيتعاملون المفاوضون العرب مع صاحب الفكر الفاسد والتوجه المسموم،والمتطرف الدموي...ليبرمان ، وهو الذي نادى منذ عام 2000 بمحق سكان فلسطين جميعا، وضرب السد العالي في مصر، رغم معاهدة كامب ديفيد...ا

هل يكون الحكم على"الفتاكة"بالإعدام...؟

في ظرف دولي مصاب بالزلزال المالي، والإقتصادي ،وهو يتخبط ومصاب ،كما أصيبت هيروشيما ،ونكازكي ،في الحرب الأمريكية على اليابان.... فجاء أوباما من بعيد...ليعيد الكرة ...لكن بطريقة أخرى مقبولة،ومفرحة لكل شعوب العالم ....لن يقصف أوباما الشعوب التي باتت منكوبة بدون قنابل نووية .....بل سيقصف الأسلحة النووية الفتاكة ...بأسلحة أكثر فتكا ودمارا....وسيكون أوباما قاضي القضاة....ويحكم على الترسانة النووية الدولية بالأعدام ...رميا بالرصاص...أوشنقا..."كما شنق صدام حسين"...لا يهم ،كل الطرق تؤدي إلى النوم الهادىء ،والعميق ،بدون كوابيس....وبدون رائحةكريهة...لهيروشيما ثانية...أو مثيلة لها...
لكن يبدو أن هناك أسلحة أخرى لن تستطيع أسلحة أوباما القضاء عليها لأنها أكثر حصانة وحماية...كانت بلاد "العم سام"الأم الحنونة ،والمربية الفاضلة للأبنة المدللة منذ تبنيها ،ووضعها في محضنة المنطقة العربية...وعلى أرض المعراج...التي كتمت أنفاسها ...بالأسلحة الفتاكة وغيرها...وأصبحت الشرطي والقاضي...والخصم والحكم...في الشرق الأوسط....وليس عليها من حكيم أورقيب...ولن يكون حتى أوباما "الشجاع" وصاحب الإبتسامة العريضة...التي أطلقها من" براغ"أمام عشرات اللآلاف من مواطني دولة الدرع الصاروخي الأمريكي الكريم والمفضل...معلنا بداية النهاية للأسلحة النووية المسالمة والسليمة...ولا سلام ولا تسليم بها أو بدونها...لأن الترسانة الخبيثة المترامية في كل القارات ...نظيفة وعفيفة وصاحبة الشرف والفضيلة....مادام الوقود النووي السلمي الإيراني مستمر ليوفر للشعب الإيراني المستقبل الأفضل ...الذي لا يرغبون فيه مالكي أكثر من 200 رأس نووي في عمق منطقتنا العربية المسكينة والذليلة...وصاحبة الحائط القصير.والعاجزة أمام كيان يزداد عنصرية وعدوانية...وحماية غربية...لا مثيل لها عبر التاريخ البشري...
نعم أوباما يسير في بداية الطريق الصحيح ...لكن ليس المهم أن نبدأ بل الأهم أن نستمر في نفس الطريق،وبنفس العزيمة بروح العدل والمساواة...والصدق والثبات على المبادىء الصحيحة والمعقلنة...مهما زرعت من أشواك في هذا الطريق الوعر ...والمحفوف بالمخاطر...الذي إن وصلت إلى نهايته...سيبدأ التاريخ البشري يؤرخ بعصرك،وربما بتاريخ ميلادك....لكن يجب أن تعلم أن بداية الفشل أول زلة قدم في القمة...أخطر هذه الزلات عدم المساواة في الحقوق...والخطاب المزدوج...وعدم التوافق بين القول والفعل...خاصة في قضية الصراع بين العرب،والمسلمين والكيان الصهيوني العنصري الذي زرعتموه ،ودعمتموه،وحميتموه...لعقود طويلة ،فأصبح كالأخطبوط تلف أصابعه القذرة،والفتاكة رقابنا المطأطئة ...رغم جرائمه الوحشية التي أرتكبها في حق أمتنا منذ وعد "بلفوركم"المشئوم... ا