سياسة مجتمع اقتصاد

2009/04/14

هل الحرب القادمة معركة مع القرصنة...!؟!



الصومال ،هذا البلد الإفريقي الذي مزقته الصراعات ،القبلية ،والنزاعات الداخلية بين المجموعات المسلحة .وأصبح لا تعرف فيه من هي الحكومة ،ومن هي المعارضة في ظل الاحتلال الأثيوبي الذي عمق جروح الخلاف...وأصبح الكل يقاتل الكل بلا هوادة...وبلا هدف ولا إستراتيجية...وأختلط فيه الحابل بالنابل...وصار الصومال على بركة من السلاح، والدماء التي تنزف من الجميع في البلد الجريح...والضحية الشعب الأعزل الذي تفشت فيه الأوبئة ،وأزداد البؤس والفقر قتامة... ، وأصبح التشرد العلامة الواضحة، والجوع القاسم المشترك بين سكان هذا البلد المسلم أمام أنظار ومسامع العالم ...ولا من متحرك ولا من مبادر...وكأن ما يحدث في الصومال ليس على رقعة من الأرض الإنسانية،بل في كوكب آخر نتيجة الصمت العربي والدولي المزمن ...حتى نصيبه من الإعلام العالمي لم يرتقي إلى مستوى الألم والمعاناة التي يعانيهما هذا البلد المنكوب لسنوات طويلة.
لقد أنتج الوضع المتردي ،فقرا متقع ،وبطالة تنخر الأغلبية الساحقة من الشعب الصومالي الذي أنهكته الحروب الداخلية والغزو الأثيوبي بغطاء دولي، فولد من رحم المعاناة مجموعات مسلحة أخذت من خليج عدن ،والمحيط الهندي مقرا لها لسطو المسلح على البواخر الدولية التي تمر من هناك .
كانت عمليات القرصنة سابقا لا تعدو سوى حالات تكاد لا تذكر لكن في السنوات الأخيرة أخذت في التصاعد من حيث العدد والنوعية، وتطال كل السفن والبواخر مهما كان حجمها، ودرجة حمايتها.ولم تستثني المجموعات المسلحة في عملياتها لا البواخر الغربية، ولا حتى العربية، مما يدل على عدم رضاء هؤلاء القراصنة على مواقف وحضور المجتمع الدولي بأسره في الوضع المأسوي الذي يعيشه الصومال.
ففي الفترة الأخيرة استولى القراصنة المدججون بالسلاح على 19 سفينة،واحتجزوا 260 رهينة ،جنوا من وراء هذه العمليات ملايين الدولارات .ولم تنفع مع هؤلاء القراصنة الحماية المشددة للسفن، ولا القوة التي لوحت،وتلوح بها المجموعة الدولية التي يبدو ستدخل في معركة من نوع آخر أسمها "القرصنة" وستحتل البحار كما احتلت ألبرار ...وتنتقل النزاعات الحدودية البرية،إلى نزاعات حدودية بحرية ،وربما تنتقل معها المقاومة من البر إلى البحر....لأن المجموعات المسلحة المتناثرة في البحر ولا يعرف الأقوياء من أين يأتي هؤلاء وأين يختفوا...وصارت هذه المجموعات أكثر تنظيما، وعددا حيث تتكون المجموعة من خمسة إلى عشرة أفراد يمتلكون كل مقومات القرصنة وما تتطلبه هذه المهنة المصطنعة نتيجة الفقر والحرمان من خطط محكمة ،ومعرفة بأسرار تلك البحار....
ويبدوا أن المال الوفير الذي توفره عمليات اختطاف السفن بدأ يغري ويستهوي كثيرا من الأفواه الجائعة،وضحايا البطالة،وأخذت هذه المجموعات في التزايد وإذا لم يتوقف الاضطراب في الصومال وتعمل المجموعة الدولية على تنمية هذا البلد الإفريقي المسلم ،وتوفير مواطن الشغل به ،وتكثيف الحماية بطرق لا تزيد الوضع تعقيدا .ستفتح شهية مجموعات أخرى من دول مجاورة وعن طريق الهجرة السرية خاصة في ظل هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أحالت الملايين من الناس على مقعد البطالة ،وربما تفتح كذلك الباب أمام المجموعات الإرهابية لتنتقل العمليات من مجرد قرصنة من أجل كسب الرزق ،أو المال الوفير إلى تفجير تلك السفن والبواخر في عرض البحر ويدخل العالم في دوامة جديدة ومختلفة...لا يعلم أحد خواتمها ...لأنه ليس من يفتح الحرب يمتلك دوما مفاتيح نهايتها...

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية