سياسة مجتمع اقتصاد

2009/04/10

قرارات في الحلم التائه...

في ظرف دولي مصاب بالزلزال المالي، والاقتصادي ،وزعماء العالم الكبار يتخبطون في البحث عن الحلول الملائمة لهذا الوضع المتدحرج نحو الأسفل، رغم الأموال الطائلة التي تم ضخها في خزينة المؤسسات المفلسة من أجل تحفيزها...ويبدو لن تنفع فيها لا الاجتماعات ولا القمم...وستشغل العالم عن عدة قضايا لا تقل أهمية وخطورة عن الأزمة المالية ، التي لن تترك لأوباما ومن في ركابه الوقت والقدرة الكافيان للاهتمام بإزالة الأسلحة النووية وحل قضايا الصراع الدولي الآخذ في الأتساع نظرا لتعقيديهما وصعوبتهما خاصة لأن محورهما الأساسي الكيان الصهيوني الذي زرع 200 ألف مرتزق في مستوطنات بالضفة الغربية لن تزيلهم أي حكومة صهيونية من هناك ولن تقبل بهم أي حكومة لدولة فلسطين الموعودة....
،فجولة أوباما الأخيرة في عدة عواصم ،تحولت من مهمة رسمية إلى حدث، نتيجة إعلان رغبته في إزالة الأسلحة النووية من العالم وأراد ربما أن يمحى من ذاكرة التاريخ هيروشيما ،ونكازكي وعوضا أن تقصف الأرض ومن عليها بهذا الكابوس الذي أرق المجموعة الدولية التي تبحث عن السلام الغائب،والاستقرار المفقود...سيتم القضاء على الأسلحة المدمرة للإنسانية من الوجود التي طالما انتظرت شعوب الأرض مثل هكذا قرار الذي مازال في المجهول مثل توليد دولة فلسطينية من رحم العنصرية الصهيونية ذات الأحلام التوسعية...و سيبقى كذلك مجرد قول غير قابل حتى أن يكون حبر على ورق...
لقد نصب السيد أوباما نفسه قاضي القضاة لمحاكمة الأسلحة الفتاكة للبشر والحجر...كما نرجو كذلك ان تكون البداية بمحاكمة من فتكوا وقتلوا،وشردوا... فأوباما جدير بذلك لكن ستبقى خططه بمثابة الحلم التائه... أما إذا تواصلت الخطوة الشجاعة من القول إلى التخطيط والفعل، ويخلص الشعوب التي باتت منكوبة بدون قنابل نووية من الكابوس المخيف، ويحكم على الترسانة النووية المتناثرة هنا وهناك بالإعدام ...رميا بالرصاص...أو شنقا..."كما شنق صدام حسين"من أجلها كذبا وبهتانا...ودمرت بنية شعب عريق بأكملها...لا يهم ،كل الطرق تؤدي إلى النوم الهادئ ،والعميق ،بدون كوابيس....وبدون رائحة كريهة...لهيروشيما ثانية...أو مثيلة لها...وسيكون أوباما بذلك رجل القرن 21
لكن يبدو أن هناك أسلحة أخرى لن تستطيع رغبة أوباما وشجاعته القضاء عليها لأنها أكثر حصانة وحماية...لأنها مولودة من رحم بلاد "العم سام"الأم الحنونة ،والمربية الفاضلة للابنة المدللة-إسرائيل - منذ تبنيها ،ووضعها في محضنة المنطقة العربية...وعلى أرض المعراج...التي كتمت أنفاسها ...بالأسلحة الفتاكة وغيرها...وأصبحت الشرطي والقاضي...والخصم والحكم...في الشرق الأوسط....وليس عليها من حكم أو رقيب...ولن يكون حتى أوباما صاحب الابتسامة العريضة...التي أطلقها من" براغ"أمام عشرات أللآلاف من مواطني عاصمة الدرع الصاروخي الأمريكي الكريم، والمفضل...معلنا بداية النهاية للأسلحة النووية ...لكن عندما تكون الترسانة الخبيثة المترامية في كل القارات نظيفة وعفيفة وصاحبة الشرف والفضيلة....ما دام الوقود النووي السلمي الإيراني مستمر في التخصيب ليوفر للشعب الإيراني المستقبل الأفضل الذي لا يرغبون فيه مالكي أكثر من 200 رأس نووي في عمق منطقتنا العربية المسكينة والذليلة وتصبح بذلك المعادلة غير قائمة...والفكرة ميتة قبل الولادة.
لن يستطيع أوباما نزعها حتى إن كانت له الرغبة الصادقة في ذلك ..ونحن عاجزين أمام كيان يزداد عنصرية وعدوانية نتيجة الحماية الغربية...التي لا مثيل لها عبر التاريخ البشري...فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل هناك من دولة تمتلك أسلحة نووية وتقبل بنزعها دون أن يطبق نفس القرار ،والتمشي على إسرائيل ...وفي هذه الحالة سيبقى برنامج أوباما لإزالة الأسلحة النووية من العالم معلقا ولن يكتب ولو بالحبر على ورق...ولن يرى النور لأن إسرائيل لن توافق على هذا البرنامج ،ولن يطلب أحدا منها ذلك...فهي لن تقبل بأي قرار لا تراه في خدمتها بل بدأت تخرج من بيت الطاعة الأمريكية لمجرد تصريحات أوباما التي تدع إلى حل الدولتين ليست على الطريقة الإسرائيلية مائة بالمائة...كما بدأت تفوح رائحة الخلاف بين حكومة أوباما وحكومة الميز العنصري في إسرائيل وتصريحات بعض وزرائها على ذلك خير دليل عندما قال أحدهم :إن إسرائيل ليست المحافظة الأمريكية رقم 51 .
نعم أوباما يسير في بداية الطريق الصحيح ...لكن ليس المهم أن نبدأ بل الأهم أن نستمر في نفس الطريق،وبنفس العزيمة بروح العدل والمساواة...والصدق والثبات والخفي هو المعلن...مهما زرعت حكومة إسرائيل المتطرفة من أشواك في هذا الطريق الوعر...والمحفوف بالمخاطر...الذي إن وصل أوباما حتى نهايته...سيبدأ التاريخ البشري يؤرخ بعصره ،وربما بتاريخ ميلاده .لكن يجب أن يعلم أوباما أن بداية الفشل أول زلة قدم في القمة...أخطر هذه الزلات عدم المساواة في الحقوق والخطاب المزدوج الذي أوصل منطقة الشرق الأوسط إلى ما وصلت إليه...وعدم التوافق بين القول والفعل...خاصة في قضية الصراع بين العرب، والمسلمين والكيان الصهيوني العنصري الذي زرعوه، ودعموه، وحموه ،لعقود طويلة، فأصبح كالإخطبوط تلف أصابعه القذرة، والفتاكة رقابنا المطأطئة...رغم جرائمه الوحشية التي أرتكبها في حق أمتنا منذ وعد "بلفور هم"المشئوم

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية