سياسة مجتمع اقتصاد

2010/01/26

عبد الباري عطوان أقوى مائة شخصية عربية...نعم


حسب استفتاء مجلة "أرايبيان بزنس" التي تصدر في دبي اختير السيد عبد الباري عطوان أفضل وأقوى شخصية عربية ...لم يكن هذا الاختيار وليد الصدفة أو لأن عبد الباري عطوان فلسطيني أو لأنه عربي ..لا وألف لا بل لأن هذا الإعلامي الفاضل والمناضل بالقلم يمتلك من قوة الشخصية والإرادة والتحدي والثبات على المبدأ والتمسك بتوجهاته إلى حد النخاع ما جعله يحظى بهذا الشرف وهو جدير به.. .لقد لزم السيد عبد الباري عطوان الطريق الذي أختاره ولم ولن يتزحزح عنه رغم كل المتقلبات الدولية والإقليمية والمحاصرة الإعلامية التي تطوقه من أجل إخماد صوت الحق عنده...
لقد صمد هذا الإعلامي الشهير أمام كل العواصف ،والتقلبات المثيرة التي غيرت كما هائلا من رجال السياسة والإعلام في الوطن العربي وزج بهم في قلب محور الإنبطاح ،وصاروا في ذيل الركب يؤمرون فيطيعون بلا جدال ويطلب منهم فينفذون وأحيانا كثيرة يبادرون بالتنفيذ دون أن يطلب منهم ..لكن هذا الرجل كان ولازال عصيا على التطويع ولن يستسلم لذلك مهما حصل لأن مثل هؤلاء المقاومون للقهر والظلم على طريقتهم لا يخافون في الحق لومة لائم والدليل على ذلك فهو الإعلامي الوحيد تقريبا على حد متابعاتي الذي لم يخاف أو يخجل بلقائه لأسامة بن لادن ولم يتبرأ منه لا قبل ولا بعد 11 سبتمبر التي ركع لمخلفاتها رؤوسا عربية تدعي التحدي وتعلن دوما قدرتها على الثبات على الموقف دون أن أن يتبنى ما يقوم به بن لادن الذي يعرف القاصي والداني من ولماذا يحارب زعيم القاعدة.....
لقد سحر السيد عبد الباري عطوان عقول وقلوب الأعداء قبل الأصدقاء وفرض علي الجميع الاحترام.. وأي احترام...وأستحوذ على عقول الشعوب العربية التي رأت فيه عزتها وقوتها وصمودها والتزامها لأن الخطاب الإعلامي لهذا الرجل غاية في الصدق ولاعتدال والتواضع ..فهو لا يدع للحروب والقتال كما ينادي أشهر الإعلاميين في الغرب ولا يناضل لنصرة أبناء الشعب الفلسطيني الذي ينتمي إليه بل يناصر كل الضعفاء والمقهورين في العالم بقطع النظر عن عقيدتهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم لأن ابن "دير البلح" في فلسطين المغتصبة تربى على قيم العدالة ولا شئ غير المساواة بين حقوق الشعوب والأوطان ولا فرق بين عربي وأعجمي...
فالمتابع لكل تصريحات وكتابات هذا الرئيس التحرير للقدس العربي لا يشك للحظة أنه يعادي هذا النظام العربي أوذاك ... بل يشن حروبا على كل من يتلاعب بمصالح الأمة لحساب جهات إمبريالية صهيونية هدفا القضاء على كل مميزات أمة رسول الله والسيطرة على مقدراتها بكل الطرق والوسائل الغير شرعية...نعم إنه عبد الباري عطوان الذي تعلم منه العقلاء كيف يصونون الكرامات ،ويدافعون عن الحقوق ويصرون على الثوابت،ويناضلون من أجل رفع الأمة العربية والإسلامية وتوحيد الكلمة بين شعوبها وحكامها وإعلاء شأنها بين الأمم لأننا على ذلك قادرون لو توفرت الإرادة وصدقت النوايا...

2010/01/21

الجدار والفولاذ مفردات متجددة...ومقولة عمر المختار نحن لا نستسلم..ننتصر أونموت

رب ضارة نافعة...ومصائب قوم عند قوم فوائد..خلال الأسابيع الماضية ومن تحت الركام والأنفاق والحصار ...انتفضت مصطلحات من لغة "الضاد" وأعلنت التمرد والعصيان على كل المفردات المرادفة ،والمضادة بعدما نفض عنها الغبار وأصبحت تتصدر الواجهة الأمامية في اللغة العربية ترددها كل الألسن وتكتبها كل الأقلام ...ويوظفها الشعراء ..في النثر والهجاء..لكن الفرق بين هذا "المولود الجديد " والمصطلحات الخشبية والسطحية التي ملأت الدنيا.. الأولى تكتب بالحبر والماء...والثانية بالدموع والدماء...
"الجدار "و"الفولاذ" وما أدراك من الفولاذ والجدار...هذان الاسمان أصبحا منذ فترة أشهر من نابليون بونابرت ،وصلاح الدين الأيوبي وعنترة ابن شداد...وهارون الرشيد ...وحتى من الظاهر بيبرس...وجمال عبد الناصر.. وجورج تاون.. لمكرهما وخبثهما والهدف المسموم من وجودهما رغم منافعهما في عالم البناء والتشييد العمراني لكن في حالتهما الحالية عنوانان بارزان في التهديم والتدمير...لأن كلاهما يمتلك قوته في جسمه وعقله لا يخطط إلا للقتل والتشنيع ...وكأننا نفتقد في هذه الأمة لقاتل جديد ،ومجرم حرب من نوع أخر أكثر فتكا من فيروس" أنفلونزا الخنازير"ومن عدوانية ف16 الصهيونية والفسفور الأبيض وما لف لفهما من وسائل التخريب والدمار...
لقد رفضت هذه التسميات الرجوع إلى مكانها الأصلي والطبيعي وتأخذ مكانها في عالم البناء والتعمير...بدلا من أن تكون أداة للقتل والتجويع ونشر الفضائح في كامل أرجاء المعمورة... خصوصا وأن المكان التي تروح عن نفسها فيه هو بالقرب من غزة المدمرة التي مازالت أرضها تئن وتتألم من ركام البنايات وجدران البيوت المهدمة التي تكتم أنفاس تلك الأرض الطيبة منذ أكثر من سنة وسكانها في العراء أمام أنظار ومسامع العالم "الحر" دون أن تتحرك وتنتقل تلك الجدران الأسمنتية،و الفولاذية مئات الأمتار فقط لتقيم وتشيد بيوت الغزاويين وتدخل البهجة والفرح والسرور على ناسها الطيبين المسالمين والشرفاء المدافعين عن أرضهم وحقوقهم العادلة بصدور عارية رفضت أن تحميها الجدران المنتصبة في البحر وفي أعماق الأرض من والفولاذ الأمريكي مدفوع الثمن من عرق الشعب المصري وضرائب الكادحين هناك، ولم يرحمهم الغاز الخانق في أنفاق حياة الفقراء...
نعم لقد أصبح مصطلح "الجدار" رمزا مبينا للعار،و أشهر من عنوان الكرامة والعروبة والقومية والوطنية تداولا بين الكرام والألسن والأقلام..."والفولاذ "بدوره جدارا فاصلا وفاروق بين الشعوب العربية والإسلامية وحرب أكتوبر المجيدة التي حجب ضوء الشمس عن منجزاتها الخالدة وحول مصر الحضارة والقومية العربية إلى عنوان وحيد اسمه "الجدار الفولاذي والحصار.."ويتصدر مصطلح"الجدار"و الفولاذ" أعمدة الصحف ونشرات الأخبار، وحديث الشارع في كل مكان. ورغم ذلك صمد هذا "الجدار الفولاذي"وأبى أن يتزحزح ويتوقف عن عدوانيته ووحشيته،ويخرج قليلا من قاموس من صنعوه وأشهروه ..بعد أن أستلهم قوته وصموده من صمود السياسات العربية الخاطئة، والمواقف المتشددة ،والخذلان المستمر، والتواطؤ المفضوح...
نعم أزيح الستار العربي عن مفردات من لغتنا العربية "لغة القرآن والسنة"التي ترمز للأخوة والتضامن والتسامح ،والحوار..ونحن في هذه الظروف الحالكة التي يسودها الفقر والتصحر لكل ما هو عربي وقومي، وآنساني ، وإسلاميي لسنا بحاجة إليها في مكان غير مكانها لأنها تدمر ولا تعمر...وتفضح ولا تستر...وتذل ولا ترفع ...وتفرق ولا تجمع ..وتقتل ولا تحي ...وتقهر ولا تنصر...وتجوع ولا تشبع...وتجرح ولا تداوي..و..و
نعم للذين يعلمون والذين يتجاهلون لقد أصبحت هذه"المسميات" تثير الغضب والاشمئزاز،والحقد والكراهية للذين أظهروها في عالم السياسة وأقحموها عنوة في أجندات الانبطاح...وفوق وتحت طاولات المفاوضات في الغرف السوداء في واشنطن وتل أبيب الهدف منها التجويع، والترويع ،والتركيع ..لكن على ما يبدو أن هؤلاء الذين ينظرون للمرآة من الخلف،ويغردون خارج السرب ومستمرون في العناد والتكبر،والتعالي على الضعفاء والفقراء الذين لا حول ولا قوة لهم على صناع الخيانة والفتن في وطننا العربي المنكوب بسبب سياستهم الرديئة..و لم يفهموا ويتعلموا بعد المقولة الشهيرة لعمر المختار "نحن لا نستسلم...ننتصر أو ن موت"

2010/01/17

الجزيرة الرياضية تسجل أروع"الأهداف..وتنقذ الجماهير الفقيرة

بعد الشد والجذب وتعطل لغة المفاوضات التجارية بين قناة "الجزيرة الرياضية" من جهة ووزارات الإعلام العربية وقنواتها التلفزية حول حقوق بث مقابلات كأس أمم إفريقيا التي تدور خلال هذه الأسابيع بأنغولا ،ورفض بعض الجهات الرسمية شراء حقوق مقابلا ت أنديتها الرياضية في هذه الدورة من قناة الجزيرة الرياضية التي عرضت مقابل معقول ومتواضع حسب رأييها بالمقارنة مع بعض القنوات العربية المهيمنة من قبل على لعبة الفقراء الأولى وهي كرة القدم التي تحولت في عالمنا العربي من تقريب الشعوب والأنظمة والثقافات إلى أداة للفرقة والتعصب والانتماءات الوطنية الضيقة ...ليس هذا هو المهم بل الأهم هو الخطوة التي قامت بها شبكة الجزيرة الرياضية المتمثلة في بث المقابلات التي سيجريها المنتخب التونسي وكذلك مقابلات الفريق المصري رغم أن المشرفين على القطاع السمعي البصري في كل من تونس ومصر وربما لاعتبارات لا علاقة لها بالرياضة رفضوا العروض المقدمة من مالكة حق البث وهي التي أشترته بدورها من الكن فيدرالية الإفريقية بأرقام خيالية وليس مجانا...
أولا شكرا للمشرفين على قنوات الجزيرة الرياضية التي تعالت عن سوء التفاهم التجاري وبخطوة شجاعة وجريئة تحمل دلالات عميقة ومعاني سامية سجلت أروع هدفا في شباك القنوات التلفزية الحكومية التي تنفق الأموال الطائلة من أجل برامج تافهة وسخيفة وخالية من أي محتوى وغير متابعة من طرف المشاهدين المحليين عندما قررت عدم حرمان الجماهير الفقيرة في في كل من تونس ومصر من متابعة مقابلات أنديتهم الوطنية عندما فتحت لهم قناة الجزيرة الثانية مجانا دون الأخذ بالاعتبار عدم تفكير المسئولين عن الرياضة في هذه الشعوب البائسة التي لم تجد معوضا عن "الجلد المدور" تخفف به بؤسها وفقرها وبطالتها ..ولو لأسابيع . وتنسيها جزء من همومها وآلامها,,,
ثانيا إن الأموال التي كانت ستصرف لشراء حقوق البث لبعض المقابلات الرياضية لا تساوي شيئا أمام الأموال المهدورة التي تنفق في مجالات مشبوهة ومشكوك في نجا عتها وأهدافها... وكان بالإمكان أن تشاهد الجماهير الغفيرة في البلدان التي رفضت شراء المقابلات عبر قنواتها المحلية على الأقل احتراما للمواطن وحفاظا على سيادة بلاده وقيمة مؤسساته التي على عاتقها واجب توفير المواد الإعلامية والرياضية التي يحتاجها المواطن في قنوات بلاده رغم أن الخطوة الإيجابية والهامة التي قام بها الرئيس زين العابدين بن علي عندما قرر توزيع الأموال التي كانت ستخصص لشراء هذه مقابلات الفريق الوطني على بقية الأندية المحلية التي تعاني من أزمات مالية خانقة وهو حل يستحق التنويه...
ثالثا كان على بعض الجهات الرسمية والمؤسسات العامة والخاصة القيام بنشر ومضات إشهارية بقناة الجزيرة الرياضية الثانية ردا للجميل الذي بادرت به عندما لم تعاقب المشاهدين بحرمانهم من البث المجاني لمقابلات أنديتهم ولم تأتي بمثل هذه الخطوة التي تستحق منا الشكر والتقدير لهذه الشبكة المحترمة أي قنوات أخرى تمتلك حقوق البث رغم شراكتها مع بعض الأطراف المصرية وعلاقاتها الوطيدة مع النظام المصري..و بل طرحت أثمانا باهظة مقابل بيع المقابلات المعنية...
رابعا بعد أن ظننا أن الاحتراب السياسي وا"الشعبوي" من أجل "الكرة"الذي ألقى بضلاله على بعض الشوارع والأروقة السياسية في وطننا العربي "المكور" قد بدأ يتوقف إلا أننا شاهدناه خلال هذه الدورة عبر تشجيع بعض الجماهير العربية لفرق إفريقية ضد أندية عربية كما لم تتوقف الأبواق الإعلامية التي تقودها جوقة من الإعلاميين الداعين للفتنة والداعمين للفرقة.. عبر تصريحاتهم التي تصدح بالشماتة عندما ينهزم هذا الفريق العربي أو ذاك...


2010/01/11

الحكومة الإيرانية أمام اختبار صعب...

دخلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مستنقع خطير دبر لها سلفا وأصبح مستقبل الثورة على المحك ،واختبار قدرة حكومة طهران على تجاوز المرحلة الدقيقة والحساسة في الميزان لأن ما يجري في إيران حاليا ليس بمحض الصدفة كما ليس على خلفية نتائج الانتخابات الماضية التي فاز بها أحمد نجاد بحق وشفافية وهو الأجدر والأنفع للمرحلة القادمة التي تعتبر مرحلة مفصلية في الدولة الفارسية التي عرفت منذ نشأتها اضطرابات وتحولات عميقة خاصة بعد حلول الثورة الإسلامية بقيادة رجل الدين الإمام الخميني في مطلع الثمانينات ورغم ما حدث حينها من اضطرابات وفوضى عارمة سادها القتل والتصفيات كلغة رئيسية بين المتصارعين زاد في تأجيج النيران الملتهبة الخوارج والإمبرياليين الأعداء لإيران الثورة ولكل من يمت للإسلام بصلة وكذلك اندلاع الحرب "الكارثية" بين العراق وإيران في تلك الظروف الصعبة ظن كل المراقبين أن الثورة لن تستمر ونهايتها حتمية لكن نتائج للمصطادين في الماء العكر جاءت مغايرة بعد ثمان سنوات من الحرب الشعواء بين البلدين الجارين المسلمين ....بفضل قوة وحكمة الإمام ورفاقه والتفاف أغلب الشعب الإيراني حولهم غيروا الحلم إلى حقيقة وانتهت الحرب ونجحت الثورة وتقدمت إيران في كل المجالات ومنها العسكرية على وجه الخصوص...
لكن اليوم تعيش إيران وضعا مختلفا بكل المقاييس فهي تمتلك عناصر القوة أكثر من عناصر الضعف ورغم ذلك ليس من السهل على حكومة نجاد إخراج إيران من عنق الزجاجة التي أوقعتها فيها الأحداث الداخلية التي هزت أركان الثورة وصدعت اللحمة بين كل الفئات الشعبية والنخب السياسية وخسرت من جرائها أهم العناصر المربكة لسياسة أعداء إيران الكثر والمتعددين ومن بينهم عرب ومسلمين خاصة وهي التي تحيط بها دولا إسلامية تتوجس كثيرا من السياسة الإيرانية التي يعتبرونها مشكلا للمنطقة وليس جزءا من الحلول لتحقيق مزيد من الأمن والاستقرار ..ومن بين هذه الدول خاصة العراق التي تشهد علاقاتها بطهران توترا مستمرا ،وانتقادا للتدخل الإيراني الذي تعتبره فئة كبيرة من الشعب العراقي والشعوب العربية تغلغلا مشبوها وغير مسبوق في الداخل العراقي ويقرون بسيطرتها على كل مفاصل "الدولة" وهذا الأمر يجب أن تنتبه إليه حكومة نجاد لأن المحور العربي وخاصة السني لن يسمح لإيران باغتصاب العراق تحت أي مسمى مهما طال الزمن رغم تركهم لها مستباحة ومحتلة من طرف أمريكا والمخابرات الصهيونية والدولية وأصبحت حلبة الصراع بين مشاريع الكبار ..وستبقى كذلك في ظل الوضع الراهن وصراع النفوذ وعجز المحور العربي وتخاذل البعض منهم ... لأن العلاقة بين إيران والعالم الإسلامي السني مازالت تتلمس خطواتها الأولى وقابلة للذوبان سريعا.. ولباكستان التي تشهد بدورها وضعا لا تحسد عليه وهي في طريق الفوضى العارمة والشاملة وربما أكثر من ذلك وهاتين الدولتين المهمتين في الصراع بين أمريكا وطهران لا زالت تسيطر عليهما الولايات المتحدة الأمريكية بكل قوة والحل والربط بيدها الطولة والقذرة...
وإذا عدنا إلى الوضع الداخلي الإيراني الذي أوقع الحكومة بين المطرقة والسندان إذ أنها لن تستطيع تصفية معارضيها في الداخل بالقتل والإعدامات وتقبض على الجميع بقوة النار لأنها ستخسر كثيرا من وراء هذا الخيار المر وأول ما ستخسره هو التعاطف الشعبي في كل مكان لأن أسلوب التصفية مرفوض من كل شعوب العالم الطامحة لتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وحق النخب السياسية والمثقفة في المعارضة لسياسة الأنظمة وبذلك تصبح طهران فريسة سهلة لأمريكا ولإسرائيل وحلفائهما في المنطقة والعالم ...
وإذا تساهلت مع محدثي الشغب والمعارضين الذين لن يعودوا بسهولة إلى حضن الثورة والقبول عن طواعية لسياسة حكومة نجاد التي عليها اختيار حلولا وسطية اقل مرارة وخطورة على مستقبل إيران الذي أصبح على فوهة بركان نتيجة الضغوطات الخارجية وتشديد الخناق عليها من عدة جهات وجوانب لأن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه...وأحيانا كثيرة تجري الرياح الدولية بما لا تشتهيه بعض الأنظمة والساسة خاصة في العالمين العربي والإسلامي اللذين تآكلت عناصر قوتهما وفي مقدمة هذه العناصر الوحدة والتوحد في مجابهة المخططات الجهنمية التي تحظر وتطبخ في عدة مواقع دولية للقضاء المبرم على كل قوة عربية أو إسلامية تمثل عائقا أمام توغلهم وهيمنتهم على ما تبق من مقدرات شعوبنا الكئيبة والحزينة والذليلة...
كما على المجموعة الدولية وخاصة العربية أن تتعقلن وأن تضع في حساباتها السياسية وحتي العسكرية أن سقوط حكومة إيران عبر دعم المعارضين في الداخل وإحداث فتنة كبرى بين الشعب الإيراني الثائر على الثورة ، أو الاعتداء عليها عسكريا سيكون هذا الأمر ضربة قاسمة وحاسمة لأمن العالم والمنطقة وستتطاير شرارات اللهيب لتحرق عدة بؤر أخرى تعتبر نفسها في أمان ...وستعود عقارب الساعة إلى الوراء ويدفع العالم العربي الضريبة كعادته في المقام الأول ولن يبق من هو في منء عما يجري في الداخل الإيراني وخارجه لأن إيران ورغم مآخذنا عليها في بعض سياستها الخاصة بعلاقتها مع العرب وزج نفسها في مواضيع هي في غنى عنها.. تبقى المحور الرئيسي والمهم في كل الحلول والتسويات الإقليمية والدولية التي تحفظ حقوق شعوبنا ومصالحها وماء وجه سياسينا الذين وللأسف الشديد مازال البعض منهم يضع رأسه في الحائط ومستمرين في غيهم دون ان يضعوا في حساباتهم نتائج عدم استقرار الوضع في إيران أو الاعتداء على منشآتها النووية السلمية التي ستدافع عليها حكومة نجاد بكل ما تملك من قوة في ظل عدم مرونة الأمريكان الذين تدفع بهم الحركات الصهيونية إلى الجحيم بالتصعيد ضد إيران وتهديدها المتنوع والمختلف...

2010/01/10

أمة ضائعة ..بين الاستفتاءات، والفتاوى ،والفتن...

موجة عارمة، من الاستفتاءات الخبيثة، والفتاوى الرديئة الخاطئة ..والفتن المسممة...كلها قاتلة لحاضر الأمة ومصيرها ...اكتسحت جميعها مواقع الأنظمة.. ،فتناسلت استفتاءات الأنظمة العنصرية لشعوبها كغطاء شعبي لقهرنا وتبديدنا وتهجير جالياتنا من أوطانهم بعدما سيطروا على أوطاننا بالسياسة والسلاح...على غرار ما قامت به سويسرا حول بناء المآذن... ومؤخرا حركة البحث عن الهوية الفرنسية الغاية منه تهميش مسلمي عاصمة الأنوار التي ستتحول بهذه السياسة "عاصمة الظلمة "..أما فتاوى بعض "علماء ديننا"التي تظهر "فتاواهم القاتلة" من المساجد والشوارع والجامعات الإسلامية العريقة في تعليم أصول الدين الإسلامي..معظمها تنسجم مع تلك الاستفتاءات الغربية في الأهداف والغايات دون أن يدرك مطلقوها ذلك. لأنهم استجابوا لدوافع أصحاب مواقع القرارات السياسية العربية بعد أن أصيبت بعض أنظمتنا بالتبلد السياسي والخرف العمري.. وعجزوا عن تسيير دواليب شعوبهم الفقيرة من غنائهم..والصامتة خوفا من بطشهم... واتخاذ إجراءات بناءة وعاجلة لإصلاح ما أفسدته سياستهم المترهلة داخل أوطانهم المفككة والمضطربة بعدما وضعوها على فوهة بركان سينفجر عند أول محطة استحقاق وطني قادم ..وبعد أن توضح الشذوذ السياسي الخارجي لبعض هذه الأنظمة على غرار النظام المصري الذي فقد البوصلة وأصبح الإرباك ،والارتباك هو العلامة الفارقة في كل القرارات المصيرية التي تتعلق بمواضيع دقة في الحساسية والخطورة على الداخل المصري وخارجه على حد السواء.. فالتجأت الحكومة لتسخير الدين وعلماء الأزهر لتغطية الأخطاء السياسية الفادحة.. بعد أن أعلنت الحرب منذ عقود عن الإسلام السياسي وحاربت الإخوان المسلمين هناك وإلى اليوم تلاحقهم وتشدد الخناق عليهم وترفض "أسلمة السياسة"لكن في السياسة المموهة لا حلال، ولا حرام ثابت عند الساسة، فالحرام على غير السياسيين حلال عليهم عند الضرورة "لأن تركيبة الفكر السياسي في الوطن العربي متغير وغير مستقر فيعتمد قادة الحكم على قاعدة" الضرورات تبيح المحظورات"لكن هذا لوحدهم دون غيرهم فاستنجدت "بمفتي البلاط"لعلهم يساعدوها على الخروج من مأزق بناء جدار"الفصل العنصري" و"قافلة شريان الحياة" وما رافقهما من عار وفضائح لن يمحوها مرور الزمن بسهولة من أرشيف قيادة حسني مبارك الذي لم يفكر على ما يبدوا في خروج مشرف له من رئاسة مصر العظيمة برجالها وطاقاتها البشرية التي بإمكانهم تغيير مجرى التاريخ والجغرافيا في العالم العربي والإسلامي لكن هيهات...تجري رياح السياسة بما لا تشتهي الشعوب الحية في وطننا العربي الذي يتألم في صمت ويموت قطرة...قطرة...بالأنفاق الحقيقية الخطيرة الذي دخلته اعتباطا ،وتحديا للانتقادات الغير مسبوقة التي وجهت للنظام المصري إلا عندما أبرمت اتفاقية الشؤم في "كامب ديفد" التي تعرضت لها هذه الحكومة وعجزت عن الخروج منه بعد ما صبت الشعوب العربية والإسلامية بكل مكوناتها ونخبها ،ومعظم إعلامها الحر جام غضبهم على السياسة العشوائية المصرية التي قرر القائمون عليها من أجل الطبخات التي تحضر للانتخابات الرئاسية المقبلة الهروب إلى الأمام دون علم أو إدراك لنتائج سياستها الإقليمية المدمرة للشعب المصري بدرجة أولى...
لقد تحولت الفتن السياسية ،والمؤامرات والدسائس إلى مواقع دينية أخرى كانت في نظر الشعوب الإسلامية مقدسة لكن بعد استغلالها لتمرير مشاريع معادية للأمة وإعطائها صبغة شرعية ،بدأت تفقد هذه المؤسسات الدينية شرعيتها ومكانتها وهيبتها... وتحولت إلى مرابض للتشريع الديني المزيف ..
يحدث كل هذا داخل الأمة وهي التي لا زالت تعاني من المؤامرات المتتالية في ظل الهجمة الغربية المنظمة بدقة والمحبوكة بشكل جيد التي تشنها أنظمة وهيئات صهيونية من أجل خنق الإسلام والمسلمين وحصر تحركاتهم ونفوذهم في زوايا ضيقة ،من أجل تسهيل عملية الانقضاض على الهوية العربية الإسلامية وتذويبها ،قبل تهويد المقدسات الإسلامية واندثارها وخاصة القدس الشريف لأنهم يدركون القيمة الثابتة للمسلمين تجاه ثالث الحرمين الشريفين الذي لن يستقيم سلام مع الكيان الصهيوني ولن يسعد بالأمن طالما يسيطر على القدس ويخطط للانقضاض على موقع الإسراء والمعراج وهو بإمكانه تحقيق ذلك إذا أستمر وضع العرب والمسلمين على هذا الحال "وأيمة المسلمين"أصابتهم عدوى"أنفلونزا السياسة "وصاروا يتقاذفون بالفتاوى والفتاوى المضادة وكأن لكل فريق منهم إسلامه وقواعده وأصوله...
لقد فقد الدين الإسلامي هالته وقدسيته واحترامه من طرف الغرب بعدما تلاعبت به السياسة والسياسيين وتخلوا عن الدفاع عنه من التجاوزات التي يتعرض إليها لكنهم يعودون إليه من أجل شرعنة "قبح سياستهم وأفعالهم"مما جعل المعركة حامية الوطيس بين علماء دين صادقين شرفاء لا غاية لهم من" فتاويهم"إلا إصلاح الأمة ولم شملها،والحفاظ على وحدتها... وبين من يدعون في العلم الإسلامي معرفة فعلموا لكنهم تجاهلوا وبخداعهم هذا تختلط أوراق الدين بالسياسة وتفتح المجال للفتنة بين المسلمين الذين فرقتهم السياسة القذرة ،وفتحت المجال أمام كل من هب ودب ليدلي بدلوه في بئر الدين الذي حولوه إلى مستنقع يصطادون في مائه العكر الكثيرون من "جامعاتنا الإسلامية الموقرة"وإلا كيف يوجد هناك من يعارض وينتقد الشيخ العلامة يوسف القرضاوي الذي تخصص له الحكومة الأمريكية مراكز بحث ومتابعة لكل كتاباته، وخطبه، وفتاويه..لأنهم يدركون صدقيته وتأثيره في العالم الإسلامي بعد أن أفتى بعدم شرعية "جدار المذلة والفتنة" الذي يبنى على الحدود المصرية مع أهلنا وأخوتنا في القطاع المحاصر،فحتى محمود عباس الذي أدعى أنه أكثر من حماس "أسلمة وتدينا" فلماذا لا نراه يدرس في جامع الأزهر وهو المقرب من حاكمه ومفتيى هذا المعلم ،والصرح الإسلامي المشهود له سابقا بالاستقلالية والحيادية السياسية وكذلك بالقيمة التعليمية للدين الإسلامي الحنيف ،وزاد التسابق والتلاحق بين الأيمة وعلماء الدين يوجهون لبعضهم "لطمات الفتاوى" التي ستخلق فتن بين شعوبنا العربية والإسلامية لا تحمد عقباها على غرار ما حصل بين أيمة سعوديين وعراقيين ركب الساسة على هذه الفتاوى لإشعال الحرب بين السنة والشيعة بدلا من إطفاء الحريق الذي سيلتهمهم قبل غيرهم...

2010/01/04

حرب الردة بين حكومة مصر والشعوب المنتفضة والإعلام الحر

سؤال محير شد أذهان معظم الشعوب المدنية، والأحزاب السياسية وكل الهياكل والتنظيمات في الشارع العربي بالخصوص المصري،وكل المتابعين للشأن السياسي والأمني الدوليين المتدحرجين إلى الأسفل. هو لماذا يسبح النظام المصري في السنوات الأخيرة ضد التيار العربي ومصالحه ،وأصبح النموذج السيئ للدور في كل القضايا الدولية والإقليمية ؟ومن خلال هذه المواقف الشعبية والحيرة من توجهات الحكومة المصرية وقسما من الإعلام المصري الموالي لها، اندلعت معارك إعلامية ضارية بين هذا النظام ومن يدعمه، وبين الإعلام الدولي والعربي بصفة خاصة المقاوم للصهيونية والمدافع عن الشعوب المضطهدة ...
ونتيجة للتاريخ المجيد ،والأدوار "الفولاذية" التي دأبت جمهورية مصر العروبة، والمقاومة والقومية، والقيادة ،والريادة... رفضت الشعوب العربية والإسلامية بكل مكوناتها ، وفي مقدمتها القسم الأوفر من الشعب المصري الذي حفر سناء وحررها من براثن العدو الصهيوني الذي هزمته وقهرته توجهات الراحل جمال عبد الناصر خلال حرب أكتوبر ومن قبله من ورث وزرع ،وأسس هذا العضو الخبيث في جسد الأمة -بريطانيا –هذا التغيير السياسي الغريب ،والمواقف الرسمية المصرية التي اعتبرتها هذه الشعوب "النكبة الثانية" مما نتج عنه احتراب سياسي بين الحكومة و نخب الشعب المصري، وكره للحكومة للمصرية لا سابق له على تراجعها المذهل في أدورها الأساسية وواجبها الإقليمي كقوة إقليمية لا يمكن تجاوزها عند البحث عن حلول لمشاكل وتعقيدات المنطقة التي طغت عليها الحروب والقتل والقتال بالمؤامرات والخيانات ،والتنازلات المذلة...
لقد كانت بلاد الفراعنة منذ سالف الزمان ،وعبر كل العصور والأزمان محط أنظار الأصدقاء ،ومطامع الأعداء، ومقصد الشرفاء والعلماء.. لكن منذ مطلع التسعينات اضمحلت هذه المميزات بعد أن تعاظم تراجع النظام هناك عن الاستحقاقات القومية ،والثوابت الوطنية ،وبدأ يتخلى عن واجباته دون أن يتركها لغيره في عديد المواضيع الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي هيمنت عليها التدخلات المصرية بلا فائدة طوال عقود من الزمن بحكم الروابط التاريخية والجغرافيا...وتعود الشعب الفلسطيني على مواقف مصر جمال عبد الناصر وسعد زغلول ،وجمال البنا والدهاء العسكري لسعد الدين الشادلي ورفاقه وعبقرية وقومية محمد حسنين هيكل وأمثاله ورفاق دربه... والآلاف من قادة الشعب المصري الذي أدخلته السياسة الحديثة في أنفاق مظلمة فقد بمفعولها ما تستقيم به حياة الشعوب الكريمة...
خلال العقدين الماضيين ،وخاصة العشرية الأولى من القرن الحالي ،في نظر الشعوب العربية والإسلامية ارتكبت الحكومة المصرية أخطاء سياسية قاتلة ،وتوخت مناهج دبلوماسية خارجية أضرت كثيرا بالوحدة العربية وكذلك الإسلامية بوقوفها في الصف المعادي لحكومة طهران ،وأدخلت نفسها في معارك جانبية لم تجني من ورائها سوى التشويه ونشر غسيلها على أسطح البنايات المتداعية للسقوط رغم الترميمات والديكورات التي أرادت بها تجميل القبيح ...دون أن تدرك أن القبيح يظل قبيحا ولو زين بكل ماكياج التبعية ،والانخراط في المنظومة الإمبريالية العالمية التي تقودها أنظمة دول عظمى ارتكزت سياستها على عنصرين هامين لا حياد عنهما ،ولا تفريط في واحد منهما هما مصالحها وهيمنتها المطلقة على مخزون ثرواتنا من جهة ،وتركيعنا أمام إسرائيل وجعلنا تحت رقابتها من جهة أخرى...
منذ الانتفاضة الثانية في الأراضي المحتلة وعدم اتخاذ الحكومة المصرية المواقف التي تتناسب وحجمها وثقلها السياسي إقليميا ودوليا ،رغم المجازر التي أرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الذي أستشهد من قادته الأفذاذ العشرات على غرار الرنتيسي ،وأحمد ياسين وطالت يد الغدر صديق الأنظمة العربية المناضل الشهيد ياسر عرفات الذي يشيد دوما بالدور المصري رغم عدم اقتناعه بذلك وحصاره من طرف شارون دون أن تحرك الحكومة المصرية ساكنا خير دليلا على ذلك ، وزج الاحتلال ببقية الشرفاء في سجونه كالقائد مروان البرغوثي ...
ومنذ ذلك الحين أنطلق مسرعا التراجع المصري ،وانطلقت معه الحرب الباردة بين الفعاليات الحية داخل الشارع المصري ،الإعلام العربي المقاوم من جهة والنظام المصري الذي قرر الهروب إلى الأمام من جهة أخرى إلى أن حلت الحرب الأمريكية وحلفائها عام 2003 على العراق فغاب مرة أخرى الموقف المصري المعارض للحرب وللأمانة كبقية الأنظمة العربية ما عدى البعض القليل منها مثل موقف الحكومة السورية التي تصدت بقوة لمبدأ الحرب وكادت أن تدفع الثمن لكنها جنت من المكاسب أكثر مما خسرت...ولم تمضي على هذه الحرب سوى ثلاث سنوات حتى اندلعت حرب تموز التي شنتها إسرائيل على لبنان وعاثت فيه بوحشيتها العسكرية فسادا وقتلا وتنكيلا...فحضر الموقف المصري مرة أخرى أكثر شذوذا وهروبا عن الصف العربي وكان سببا في إحداث شرخا عميقا في الجسم العربي المنهك والإسلامي المريض نتيجة تحميله المسؤولية لحزب الله وتوخي النظام المصري أسلوب التحريض على المقاومة اللبنانية التي انتصرت على إسرائيل فعمق انتصارها جراح كل الذين تواطئوا عليها وفي مقدمتهم الحكومة المصرية التي أحرقت سياستها بتلك المواقف المتخاذلة بنار باردة علاقة الشعب السوري بالشعب المصري التي تجمعهما روابط الدم والجهاد والاستشهاد لعقود طويلة...
لم تتوقف السياسات الخاطئة كما لم تتوقف الانتقادات الموجهة إليها إلى أن حلت "حرب الفرقان" بين المرابطين العزل في غزة وبين ف 16 الصهيونية والقنابل المحرمة دوليا ،والفسفور الأبيض الذي أحرق الأجساد الطرية البريئة وحول الأحجار إلى رماد. لكن الحرب المسعورة على الشعب الأعزل لم تحول الوجهة السياسية الخاطئة للحكومة المصرية إلى الاتجاه الصحيح الذي اتجهت إليه كل العقول الراشدة في العالم ما عدى بعض الشواذ الذين فقدوا البصر والبصيرة وأصبحوا في ظلمات لا يعمهون ...فتعرض النظام في مصر إلى محاصرة من طرف الإعلام المقاوم، والشعوب الحرة وشددت عليه الخناق بالحجة والبرهان على ضلالة سياسته فضرب عرض الحائط بكل رؤى المحبين لمصر والراغبين في دورها القومي العادل والصادق الذي تعودوا عليه مناصريها وعشاقها.. للحفاظ على الوحدة العربية ومكاسب الأمة التي ذهبت هباء منثورا بفعل ازدواجية الخطاب وميوله للضفة المعادية عبر غلق المعابر وبناء الجدار الفولاذي تحت حجة الحفاظ على "الأمن المصري"من محبيها وجيرانها الأوفياء لها دوما... فكان الشعرة التي قسمت ظهر مصر وهيبتها وكرامتها التي أصبحت في نظر شرفاء العالم في "القمامة" خاصة مع تزامن بناؤه مع منعها لقافلة "شريان الحياة"من الدخول لقطاع غزة المحاصر في ذكرى صموده أمام الحرب الصهيونية في ظل الفشل الذريع في هيمنتها على القضية و وساطتها الغير نزيهة في نظر الجميع بين حركات المقاومة الفلسطينية وسلطة عباس اللاهثة وراء السراب الإسرائيلي الذي تدعمه الحكومة المصرية وترفضه الأغلبية في الشارعين العربي والمصري بالتحديد...وستؤدي بكل الذين يغردون خارج سرب المصالح العربية والإسلامية إلى الهلاك المحتوم مهما حبكوا من مؤامرات ،ومهما زرعوا من ألغام سياسية في حقول العقلاء...