سياسة مجتمع اقتصاد

2009/12/30

إمبريالية وديكتاتورية الأنظمة صنعت الإرهاب،ومجتمعاتنا المدنية الفقيرة أنتجت المقاومة

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تغيرت توجهات الأنظمة الإمبريالية ،والديكتاتورية من الاستعمار المباشر للدول الضعيفة إلى الاحتلال المقنن و"البارد" والهيمنة على ثرواتها المختلفة بالرضا والتراضي... ونتيجة للمقاومات الشعبية العنيفة من طرف الشعوب المحتلة رغم ضعف إمكانياتها المادية والعسكرية المعدومة بالمقارنة مع قدرة التسلح الفائقة التي تمتلكها الجيوش المحتلة التي لم تهنأ باستعمارها القبيح اضطرت إلى الخروج من النافذة لكنها عادت من الأبواب الخلفية لمواصلة سيطرتها على الدول العربية والإسلامية التي كانت مستعمرة عسكريا .ومن هنا بدأت رحلة الحرب الباردة مع تلك الشعوب التي كافحت ظلم المستعمر سابقا ثم دخلت في رحلة كفاح متجددة ضد المؤامرات الغربية التي تستهدف لقمة عيش المواطن البسيط وقطعها عن طريق أنظمة معينة ومحكومة من طرف قادة المستعمر القديم...
لقد ارتكبت حكومات الدول العظمى الطامحة لقيادة العالم بكل الطرق الشرعية والغير قانونية أخطاء و كوارث سياسية وعسكرية مدمرة لكل المنظومة الدولية التي تصدعت ثم تهشمت نتيجة أكبر خطأ أوصل العالم إلى هذا الوضع الذي يتدهور من سنة إلى أخرى وهو الاعتراف بالكيان الصهيوني الذي زرعوا خليته السرطانية الأولى في قلب المنطقة العربية من أجل استخدامه لاحقا كورقة ضغط على العرب والمسلمين من جهة والتخلص من عبئ هؤلاء اللقطاء وتحرير أوروبا الشرقية وكل دول العالم الغربي من مخاطرهم في المستقبل والبحث لهم عن وطن بديل من جهة أخرى خاصة بعد وهم محرقة الهولوكست التي استعملوها مجرمي القرنين –إسرائيل- شماعة لابتزاز أمريكا وكل دول العالم ...ومنذ ذلك الحين بدأت معاناة العرب والمسلمين و أفقد هذا الكيان العنصري الدخيل على المنطقة الجميع الصواب والعدالة والأخلاق...
تدريجيا اشتدت وتعاظمت الصراعات العربية الصهيونية ،وبالدعم الأمريكي والغربي ارتكبت إسرائيل جميع أنواع الموبقات والجرائم بحق الشعوب العربية التي تفككت أنظمتها المصطنعة وتخلى البعض منهم عن المعركة مما سهل على إسرائيل تنفيذ المهمة التي أوكلت لها من طرف أمريكا وبريطانيا على وجه الخصوص من أجل ممارسة مزيد من الضغوط والابتزاز للسيطرة على مقدرات المنطقة العربية والمتنازع عليها من القطبين العدوين أمريكا والإتحاد السوفياتي سابقا فاندلعت الحرب الباردة التي أنهكت السوفيات وفككت هذا القطب الذي كان يحقق التوازن السياسي والعسكري في العالم .
خلال هذه الفترة اشتغلت ماكينة الدهاء والمكر، والمناورات الجهنمية بقيادة الولايات المتحدة التي مثلت رأس الشر في كل ما جرى ويجري على الساحتين العربية والدولية فأصبحت تدعم كل الجماعات بمختلف توجهاتها في الدول والأقطاب التي تبحث عن تركيعها وفي مقدمتها الجماعات الإسلامية التي تقاوم احتلال الإتحاد السوفياتي لأفغانستان وتمد هذه الجماعات بالمال والسلاح إلى أن أغرقت المستعمر في مستنقع خرج منه مهزوما ذليلا مقهورا وبعد ذلك حاولت أمريكا الانقلاب على هذه الجماعات الإسلامية المسلحة لكنها عجزت في ذلك وأشتد الصراع بينهما إلى أن تحولت هذه الحركات المقاومة في نظر قادة البيت الأبيض جماعات " إرهابية " يجب محاربتها والتخلص منها خاصة بعد أن أصبحت مصالحها في عدة أماكن من العالم مهددة وشيئا فشيئا تطورت هذه الجماعات وكسبت الولاء والتأييد من الشعوب المقهورة التي خرج من رحمها الآلاف من المجاهدين للقتال ضد إسرائيل ومن يدعمها ويساعدها والاعتراف بوجودها كأمر واقع، ويتعامل معها بأي شكل من أشكال التعامل.
وحدت تلك الجماعات المقاومة صفوفها بعد أن وجدت الملاذ شبه الآمن في أفغانستان وآسيا الوسطى والبعض من إفريقيا تحت شعار محاربة أمريكا وإسرائيل التي عبثت بالوطن العربي خاصة في فلسطين ولبنان ومن قبلهما مصر وسوريا والأردن فتوحدت كذلك ثقافة التصدي لدى الشعوب العربية والإسلامية التي بدأت تخرج منها إفرازات لذلك المخاض والحراك الداخلي لمجابهة الخطر الصهيوني فلم تجد أمريكا بدا إلا العمل على تفكيك وحدة الشعوب وإخماد ثورتها ووأدها في المهد عن طريق الضغوط السياسية وأحيانا العسكرية على الأنظمة العربية التي قادت الولايات المتحدة بعضها إلى إبرام اتفاقيات عار مع إسرائيل والبعض الآخر من أولائك القادة العرب الذين تهددهم بالإزاحة من مناصبهم حينا وبقطع المساعدات الأمريكية عنها أحيانا أخرى ورفع الغطاء عنهم خاصة والأمريكان يفهمون جيدا ثقافة العرب ومفهومهم للسلطة التي لا يتخلون عنها ولو بفناء كل الشعب. فعمد اغلبهم إلى قمع هذه الشعوب الذي أحتل الشوارع متظاهرا من أجل القضايا القومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية خصوصا بعد المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في الأماكن المقدسة وفي لبنان .فكلما تعاظم القمع ومنع حرية التعبير في ظل تخلي الأنظمة عن واجبها تجاه مصالح ومستقبل الأمة أزداد غضب الشارع العربي على هذه الأنظمة حتى أصبحت العلاقة عدائية وهذا ما ترغب فيه أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية التي لا زالت حينها النزعة الاستعمارية ،والدفاع المستميت عن إسرائيل وأمنها شغلها الشاغل.
وأمام السياسة الأمريكية المعادية للحقوق العربية والداعمة كليا للعدو الصهيوني الذي توغل في قلب الأمة وتغول وأصبح قوة تبث الخوف والرعب في نفوس القيادة العربية والإسلامية التي ذكى النزاع والفرقة بينها مغول العصر أمريكا بعدما أشعلت فتيل الحرب بين العراق وقيادة الثورة الإسلامية في إيران التي كانت تمثل الحليف المهم لدول المنطقة وأمريكا في عهد الشاه ،فأنقسم العالمين العربي والإسلامي كتلة تساند إيران وأخرى تدعم العراق وانقسمت معها كذلك الشعوب بين مؤيد ورافض للحرب على إيران .ومنذ مطلع الثمانينات عندما إندلعت تلك الحرب القذرة التي أسهمت في ضياع الأمة بشكل رئيسي وغيرت مسار الدفاع عن المقدسات الإسلامية في فلسطين والأراضي العربية المحتلة وأحدثت شرخا عميقا في المحور العربي الإسلامي الذي فقد لاحقا ظهيره الإتحاد السوفياتي وتمزيقه عن طريق الحرب الباردة واختلت موازين القوى الدولية وانفردت بعدها الأم الحاضنة لإسرائيل- أمريكا- بقيادة العالم نحوى الهاوية.
لقد اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها خلال العشريتين الأخيرتين من القرن الماضي على سياسة فرق تسد ونجحوا في مخططهم لأن الأمة الإسلامية لم تعتمد على ما جاء في دينها الحنيف "ولا تفرقوا فيذهب ريحكم..."واختار معظم القادة ركوب القطار الأمريكي و بعلم أو بدون علم هم في الحضن الإسرائيلي وشرعت الماكينة السياسية والدبلوماسية الدولية بقيادة أمريكا تشتغل من أجل الاعتراف العربي والإسلامي بإسرائيل والتطبيع المجاني معها على غرار اتفاقية الذل والعار "كامب ديفد" التي كانت الشعرة التي قسمت ظهر العالم العربي والإسلامي أردفها بعد ذلك اتفاقية واد عربة بين الأردن وإسرائيل ومن وقتها بدأ يتشكل مشهد جديد ومغاير في المسار السياسي والعسكري من أجل ترميم ما يمكن ترميمه في الجسد العربي المتصدع انبثقت من صلب المجتمعات المدنية التي تنادي بالوحدة والنضال والجهاد لاسترجاع الحقوق والكرامات المهدورة حركات متعددة ومختلفة التوجهات والإيديولوجيات مثل حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين إلى جانب تنظيمات في دول عربية أخرى تحمل نفس التوجهات ودعمت هذه المقاومات بالإمكانيات المتاحة ،وبدأت تتكون نوات مقاومة جديدة لتقديم الدعم والإسناد للمقاومة المسلحة الموجودة حينها في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات وعلى رأسها حركة المقاومة الفلسطينية "فتح"
ونتيجة لترهل القيادة السياسية في معظم الدول العربية وقناعتها الراسخة بأن إسرائيل لا تقهر ولا جدوى من مقاومتها ،وتحت الضغوط الأمريكية الهائلة على هذه الأنظمة ومطالبتها لها بكبح جماح الجماهير الغاضبة من المحيط إلى الخليج تكفلت هذه الأنظمة بوأد تلك الجماعات وخاصة الإسلامية منها في المهد فتحول معظم أفرادها إلى أماكن أخرى من العالم مثل الشيشان والوسنة والهرسك ولا حقا إلى أفغانستان والعراق وتدريجيا تكونت مجموعات إسلامية منتشرة في أرجاء المعمورة هدفها مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية والتصدي للهيمنة والانتهاكات الأمريكية للإسلام والمسلمين خاصة بعد حرب الخليج الثانية وحصار الظلم الذي تعرض له الشعب العراقي بعد أن صنفت هذه الحركات المقاومة "بالإرهابية"أما في عدة دول عربية أخرى من بينها خاصة لبنان وفلسطين تكونت تلك اللبنة الأولى بمساندة المجتمع المدني وبعض الأطراف الخارجية وشيئا فشيئا تبلورت وتطورت لأن إيمانها بفاعلية وجدوى المقاومة فاق خذلان وجبن وعجز الأنظمة التي هرولت وارتمت في أحضان أمريكا وإسرائيل وسلمت مفاتيح دولها لهما بدون مقابل سوى البقاء على كراسي الوهم والذل والانبطاح....
ومنذ ذلك الحين والعمل جاري على واجهتين الأنظمة سخرت معظم مقدرات الشعب من أجل التسلح وتقوية الجهاز الأمني لقمع وإخماد الشعوب الثائرة رغم إيمانها المطلق بعدمية جدوى المجابهة مع القوى المهيمنة وخاصة أمريكا التي صنعت القاعدة والآن تحاربها وإسرائيل التي ساعدت على إغراقها في المستنقع ومازالت مستمرة في ذلك. فأنتشر الفقر والفاقة والخصاصة والحرمان ،وتفشت البطالة في أوساط شباب هذه الشعوب العربية التي لم تجد للحل سبيلا سوى الهروب للغرب والارتماء في أحضان المجموعات الإسلامية المناهضة لهذه الحكومات التي تتصرف بأوامر أعداء هذه الجماعات وأنضم هؤلاء المحرومين في أوطانهم من الحق في العيش الكريم إلى الخلايا التي تعمل على استهداف مصالح القوى الإمبريالية التي يعتبرونها المسؤولة المباشرة على كل نكباتنا وفشلنا وتخلفنا وقهرنا داخل الوطن وخارجه...
أما الواجهة الثانية فهي المجموعات المنظمة التي تمكنت من تقوية عضلات المقاومة لديها وأصبحت تحارب بدورها على واجهتين . تقاوم المحتل من جهة، وتتصدى للتنازلات المذلة التي تقدمها الأنظمة العربية عن طريق الاتفاقيات التي تتضمن شروطا أملاءات أولها مطالبة القادة المساعدة على القضاء على الفكر المقاوم لكنها عجزت أمام قوة الحق وإصرار حركات المقاومة على خياراتها حتى الموت مما حدا بالدول الإمبريالية تصنيف هذه المقاومة في خانة الإرهاب وصارت تشن الاعتداءات العسكرية بوحشية في كل مكان وخاصة في المنطقة العربية التي تعتبرها أمريكا "بؤرة الإرهاب" دون أن تدرك أنها في نظر معظم شعوب العالم الحر ما تقوم به بالتنسيق مع حليفتها إسرائيل هو الإرهاب بعينه وعدم التزامهما بالقوانين الدولية هو شكل آخر من أشكال الإرهاب المنظم الذي قننته بدورها الأنظمة العربية ومارسته للحد من تحركات الشعوب الرافضة لسياسة أمريكا وعدوانية إسرائيل .وأمام تخاذل وتواطؤ أغلبية الأنظمة وعدم إستجابتها لمطالب الشعوب والقيام بواجباتها وتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن الحقوق والمكاسب الداخلية والخارجية ،قررت بعض الأفراد والمجموعات الدفاع والمقاومة بطريقتهم الخاصة التي إعتبرها الغرب "عمليات إرهابية"وبحكم إرتباط هؤلاء القادة بالمشاريع الأمريكية والغربية وولائها التام للقتلة والمجرمين في حق الأمة زادت العلاقة بين الأنظمة والشعوب تدهورا وابتعادا وأصبح التخوين اللغة الرسمية التي تتعامل بها كل الأطراف تجاه بعضها. فكلما مارست الأنظمة الإمبريالية والديكتاتورية الظلم والازدواجية في المعايير وتخلت عن حقوق المضطهدين ألتفت الشعوب حول المقاومة ودعمتها بكل السبل...وهو أقل واجب.

2009/12/24

هل هي لعنة التاريخ والجغرافيا !

إذا كانت نفوس الساسة مريضة تعبت في مرادها الشعوب ،ومعاول الهدم دوما تغلب فؤوس البناء وشتان بين العاملين على بناء هذه الأمة وعودة الروح لها وبين من يبنون جدران الفصل والعزل والتفتيت وخلق الشقاق والفراق بين شعوبنا العربية والإسلامية التي عانت ولا زالت تعاني من ألمين شديدين اشتدا بها وأضحت بين مطرقة الاحتلال والهيمنة الأجنبية المستمرة على حقوقنا ومقدراتنا بلا هوادة ،وبين سندان بعض الحكومات العربية والإسلامية التي ضرب الصدئ عقولها وركبت القطار الخاطئ وأصرت على إتمام رحلة العذاب إلى المجهول همها الوحيد تنفيذ الجزء الموكول لها من البرامج التدميرية المشبوهة دون أن تبالي المهم في نظرها مواصلة استعباد شعوبها إلى أبد الآبدين ...
في هذا الظرف العصيب ،والمخاض العسير الذي تعيشه الأوضاع السياسية الدولية والمفترق المخيف الذي بلغه المحور العربي الإسلامي الذي يمثل لب الصراع إقليميا ودوليا بعد أن نالت منه الحروب التي شنت عليه النصيب الأوفر وحولته إلى بؤر صراع متنقلة تحط رحالها من وطن عربي مسلم إلى آخر بدأت في إتمام ما تبق من جسد الأمة المنهك الأزمة الإقتصادية العالمية التي صدروها إلى بلداننا أولائك الذين فرضوا علينا "عولمتهم" المتوحشة التي أكلت الأخضر واليابس مما أنتجته شعوبنا بعرق الكادحين واللاهثين وراء الخبز الحاف بعد أن تآمر عليها المتآمرون وأنتشر فساد الفاسدين...
كلما ظهر بصيص من الأمل في الأفق الأسود طلعت علينا برامج ومخططات هدامة لإطفاء الشمعة التي أشعلها شرفاء هذه الأمة والصامدين في خنادق السياسة والمقاومة لتبديد الظلمة العربية الحالكة ،هذا الذي قامت به الحكومة المصرية التي لم يكفيها حصارها بالوكالة عن إسرائيل لأكثر من مليون ونصف من سكان قطاع غزة الذين شنت عليهم حربا مسعورة أحرقت الحديد والأجساد الطرية البريئة بالقنابل والفسفور الأبيض في مثل هذه الأيام من الشتاء الماضي ،فأغلقت في ووجوههم معبر رفح المتنفس الوحيد عن العالم الخارجي وقطعت أرزاقهم وأملهم في الحياة بعد أن قررت بناء جدار فلاذي تحت الأرض لسد الأنفاق التي يقتاتون منها على الفتات في ظل تكدس أموال الدول العربية وخيراتها في الأسواق والبنوك الأجنبية وتتمتع بها شعوب قادة الحروب والاستعمار في الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي زودت النظام المصري بمستلزمات جدار القتل بقطع لقمة العيش..
لقد داست الحكومة المصرية على كل القوانين الأخلاقية والإنسانية، وشوهت الماضي والحاضر والمستقبل ،وشنت حربا باردة على التاريخ والجغرافيا بهذا القرار الرعواني الذي فقدت بموجبه كل مقومات العروبة والإسلام ووحدة الأمة ، وتحولت من بناء لصرح المقاومة والدفاع عن المضطهدين والمنكوبين من الاحتلال الصهيوني إلى بناء جدار خنق تلك الثوابت،و مساند رئيسي في جرائم الإبادة الجماعية... لأن القتل هو القتل سوى بالتجويع أو بالسلاح، وهذا الجدار اللا خلاقي واللا قانوني واحدا من أبشع وسائل القتل...
لقد تحول واجب الحكومة المصرية إلى حق. فعوضا أن تسهل حياة بقايا الحرب في غزة ،وتدعم صمودهم وتحديهم للابتزاز الدولي المقيت، وتستثمر قوتها وعلاقاتها بالمجموعة الدولية لرفع الحصار عن القطاع المنكوب وإعادة أعماره وتطالب بإصرار المجموعة الدولية توفير الحياة الكريمة لأهل غزة الذين تربطهم بجمهورية مصر العربية أواصر الأخوة بكل معانيها ،وتكون الحضن الدافئ لمن عانوا كثيرا من قسوة ذلك التاريخ وتلك الجغرافيا تخندقت لتشديد هذا الحصار العنصري الذي يجب أن تحاكم كل الأطراف المسئولة عنه أمام المحاكم الدولية من أجل القتل الجماعي عمدا ولم يكفي النظام المصري قطعه لأرزاق مخلفات الحروب الصهيونية فوق الأرض فلاحقهم تحت الأرض...
من يشاهد التحولات السياسية الجارية على الصعيدين الإقليمي والدولي وبعض التكتلات العربية والإسلامية من هنا وهناك خاصة بعد التقارب السعودي السوري ومساعدتهم على تشكيل حكومة التوافق الوطني في لبنان التي أفرزت الزيارة الأخيرة التي أداها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى دمشق والحفاوة البالغة التي حظي بها من لدن الرئيس السوري بشار الأسد والجميع يعلم بالعلاقة المميزة بين طهران وسوريا من جهة والكل مع تركيا من جهة أخرى كلها بوادر إيجابية تؤسس لبناء جدار صمود وتصدي للغطرسة الصهيونية وحلفائها في الغرب وفي المنطقة، وتقاربات مفيدة للوضع العربي والإسلامي وخاصة للقضية الفلسطينية التي تعتبر جوهر الصراع في المنطقة ويجب أن تظل كذلك...
لكن في المقابل نشاهد تحركات سياسية مصرية تدعو للحيرة والتساؤل المشروع .هل هي مع كل هذه التفاهمات أم ضدها !لأنها ببناء هذا الجدار "المحرم" تساهم في لخبطة كل الأوراق الإقليمية والدولية الهادفة للبحث عن حلول وتسويات تخفف من عبئ الصراعات الدامية ،وتضع نفسها حجر عثرة أمام تقدم الحلول التي تعزل نفسها عنها بمثل هذه الخطوات وتخرج الدور المصري المهم من المعادلات من أوسع الأبواب وهذا ما لا يرضاه الشعب المصري الذي تعودنا منه الوفاء الدائم للقضية الفلسطينية ودعمه المتواصل للشعب الفلسطيني الذي يقاوم من أجل البقاء على أرضه حرا كريما مرفوع الرأس ودفاعه المستميت عن الأخوة والجيران في قطاع غزة.

2009/12/21

أكثر من سؤال عن اعتراف أقبح من الذنب...



اعتراف توني بلير بحقيقة الجريمة ، و بعظمة لسانه أقر بأنه كان يخطط لغزو العراق العربي المسلم حتى لو لم تتوفر حقيقة امتلاكه لأسلحة محرمة دوليا.. .صحيح أنه ربما كان تصريحه بمثابة الصدمة للبعض الذين مازالوا يعيشون على أوهام وأحلام "عدالة الغرب" "ومصداقيتهم" لكن هذه الحقيقة لم تكن مفاجأة لمن خبروا السياسة البريطانية التي ارتمت في أحضان المغول الجديد الولايات المتحدة الأمريكية التي عشش في أوكار البيت الأبيض ومراكز القرار هناك مجموعة كبيرة من الصهاينة و "المتصهيينين "وسيطروا على منابع ومنافذ الحلول لمشاكل المنطقة العربية الحزينة ...ونسجوا خيوط الاعتداءات والمؤامرات ليلا نهارا من أجل تركيع وترويع الشعوب العربية والإسلامية المغلوبة على أمرها وكان لهم ذلك دون عناء او معاناة في ظل وضع عربي بلغ مستوى الرداءة فيه عنان السماء...
لقد كشف الاعتراف القبيح لتوني بلير الحقيقة الغائبة عن الذين علموا بالمخططات الجهنمية التي تحاك ضد العراق منذ نهاية حرب الخليج سنة 1991 الذي حولوه بعدها إلى هياكل وأشباح وشعبه إلى ضحايا ومشردين.. خبزه اليومي الألم وماؤه دماء تنهمر بلا هوادة ذنبه الوحيد في ذلك هو أنه شعب عربي أبي..لم يقبل بالذل والقهر والاستيلاء على ثرواته كما رفض و يرفض اغتصاب حقوق أمته التي عاثت بها وبكل ما تملك وريثة أجداد توني بلير في فلسطين المحتلة –إسرائيل – التي من أجلها يهون الغالي والنفيس الأوروبي والأمريكي ولا أمن لنا بعد غياب أمنها ولا حقوق لنا قبل حقوقها في تهويدنا وتفتيتنا وحصارنا وقتلنا وتشريدنا...
السؤال المهم الذي بات من الأوكد الإجابة عنه حتى تكتمل الصورة، ويتضح المشهد وتتضح بقية الحقيقة والنوايا من وراء هذا الاعتراف الذي يخفي وراءه عدة أهداف ومشاريع وغايات طبعا تنذر بالخطر كالعادة على مستقبلنا المظلم هذا السؤال هو لماذا أعترف بلير بهذه الحقيقة الآن بالذات ؟ثم مالذي دعاه للأصداح بتلك النوايا التي كانت مبيتة من أجل احتلال العراق ؟ وهذا يجرنا إلى سؤال آخر أكثر عمقا هو ما هو تأثير هذا الاعتراف على مجريات الأحداث الساخنة في المنطقة وخصوصا في الشارع العراقي ودماء الأبرياء الزكية تسيل ،وأشلاء الضحايا تتطاير إلى يومنا هذا نتيجة تلك الحماقة والجنون والتهور السياسي والعسكري الذي ارتكبوه في بلاد الرافدين ؟
لقد وضع تصريح بلير حدا للقراءات المختلفة حول غزو العراق الذي تواطأ فيه أغلب أبناء جلدتنا قبل صناع الحروب والغرب تحت شماعات التضليل والخيانات التي تثير مرة أخرى أكثر من سؤال سيظل معلقا ينتظر إجابات من عالمنا العربي والإسلامي قبل غيرهما، أولها هل كانت الحكومات العربية تعلم بأسباب وأهداف غزو العراق الحقيقية التي أقرها بلير ؟ إن كانت على علم لماذا لا تتحرك حينها وتمنع الكارثة التي عادت بالوبال علينا جميعا ؟ وإن كانت لا تعلم أين هذه الحكومات مما يحاك ضد شعوبها وقادتها ومقدراتها... ؟ كما يحولنا مباشرة هذا الإعتراف إلى البحث عن إجابات أخري لسؤال لا يقل أهمية عن الأسئلة التي طرحناها وهو ألم يدرك " السيد" توني بلير أن هذا الاعتراف القبيح يمثل تحديا جديدا لأمتين العربية والإسلامية وشعبيهما ،وستطفو من جديد على الساحتين كراهية وحقد أكثر لأمريكا وبريطانيا اللتان عاثتا في مصالحنا منذ القدم فسادا وإفسادا وتحقيرا...؟

2009/12/20

لا دخان بلا نار عن انتشار جدران العار

يبدو أن جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل وقطعت به أوصال الضفة الغربية وجزء من القدس ،وشتت العائلات الفلسطينية وقطعت به أوصال الدم والأرض في فلسطين المحتلة الجريحة منذ وعد بلفور المشؤوم أصبح غير كافي لخنق الشعب المناضل وتحويل غزة بعد حصارها الدولي بقيادة إسرائيل وشاركتها في الجريمة دولا عربية بطرق مختلفة لا تقل قسوة وفظاعة عن الحرب الصهيونية التي ارتكبتها إسرائيل أواخر الشهر الحالي من العام الماضي على القطاع وخلفت من المآسي والضحايا والمشردين تحت الخيام وفي العراء إلى حد الآن يعانون من الحصار وغلق المعابر وسد جميع شرايين الحياة عن الشعب الغزاوي الذي رفض الخضوع والخنوع وتصدى لكل محاولات الابتزاز والضغوط من أقرب المقربين إليه في التاريخ والجغرافيا من أجل إرغامه على رفع راية الاستسلام وتقديم صك الغفران لأصدقاء إسرائيل من أجل لقمة العيش التي تعود الكثير من "المستعربين" تناولها بالذل والعار والخيانات والانخراط في نسج خيوط المؤامرات الدولية لإخضاع كل المقاومين والشرفاء للمشاريع الأجنبية في الأمة التي أصيبت بداء الهزال الأبدي...
طفحت على السطح هذه الأيام أخبار عن بناء جدارا لفصل غزة عن مصر ،وتسربت هذه المعلومات المسمومة بطريقة خبيثة ومتدرجة كما تعودنا دائما قبل حدوث أي جريمة أو فضيحة بحق الشعوب المنكوبة وخاصة في الأراضي المحتلة فيسبق النار دخان أبيض يعقبه دخان أسود رائحته كريهة ولونه قاتم ونتائجه عار ودمار ...وهذه المرة ليست استثنائية والأخبار الرائجة عن بناء الجدار رقم 2 في فلسطين وبالتحديد بين مصر وقطاع غزة لما لهذه الحدود من ذكريات حزينة ومؤلمة وحتى اليوم مستمرة تنزف دما وألما ..
نزل الخبر على الشعوب العربية والإسلامية نزول الصاعقة ،وتناولته الألسن بالحرقة وقفزت إلى الأذهان الحرب القذرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة وما لحق جمهورية مصر العربية من عار واحتقار نتيجة غلق الحكومة لمعبر رفح ورفضت إدخال المساعدات الغذائية والطبية للمنكوبين من الحرب واعتبرت حينها كل شعوب العالم هذه الخطوة مشاركة فعلية في الجريمة والعدوان على قطاع غزة وتضرر الشعب المصري كثيرا من تلك السياسة القاتلة وصارت مصر العروبة في نظر الكثيرين وصمة عار على جبين الأمة والعالم الحر والأدهى والأمر لم تبالي الحكومة المصرية بما فعلته واستمرت في غيها إلى الآن لا وبل تخطط لقيام جدار فصل عربي هذه المرة لتضع به حدا نهائيا للوحدة العربية وتعمق جراح الخلاف وتدفن بهذا الجدار الجامعة العربية ،والإتحاد العربي ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ...وما لف لفهم إلى أبد الآبدين...
من المفارقات الغريبة ،والمتناقضات العجيبة أن مصر هي الوسيط بين فتح وحماس من جهة وبين حماس وإسرائيل فيما يخص موضوع تبادل الأسرى وفشلت في ذلك فشلا ذريعا في كلا الوساطتين لأنها ببساطة لم تكن نزيهة ولم تقف على مسافة واحدة بين الطرفين الفلسطينيين فتح وحماس التي تعتبرها الحكومة المصرية المزعج الأول والجار الغير مرغوب فيه رغم وضعها لكل ثقلها حتى تنفرد بالقضية الفلسطينية وتحتكر التدخل في كل شؤونها حتى بعد اقتناعنا الراسخ وفي مقدمتنا الشعب المصري بأن هذا الدور بات العبء الأثقل على القضية الفلسطينية ،والمشوش الرئيسي لكل الخيارات الوطنية النضالية للشعب الفلسطيني...
لقد أغلقت الحكومة المصرية معبر رفح المنفذ الرئيسي والمتنفس الوحيد لسكان غزة وساهمت في تدمير أنفاق الموت التي يقتات عبرها أهل القطاع من الفتات من أجل البقاء على قيد الحياة تحت مقولة"وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه" ولا نعلم عن أي أمن وحماية يتحدثون والصهاينة يرتعون ويمرحون في سناء في مصر عموما بلا حسيب ولا رقيب ...وبدأ النظام المصري يتنازل بوتيرة متسارعة عن أهم الروابط القومية ،وانحنى لذل العاصفة حتى لا تقتلعه من منصب بات ووجوده فيه يضر بالشعب المصري قبل غيره... أما االشعب المحاصر في قطاع غزة يدركون أن هناك أناس بجوارهم فرضت عليهم الحياة وجودهم على نفس الرقعة الجغرافية وليس لهم بدا من التعامل مع والواقع في ظل الإنحدار العربي والإسلامي ويصافحون أيادي يدركون مدى تلوثها ويغمضون أعينهم عن حلم جميل حتى لا يستيقظوا على الواقع المؤلم...

2009/12/15

خالد مشعل وأمثاله جبل لا تحركهم الرياح الجافة


طالعت بإحدى الصحف العربية مقالا أو رأيا المهم أني أصبت بالصدمة والاستغراب من محتوى المقال وما جاء فيه من سخري غير لائقة، وكلام لا يمكن تصنيفه إلا في خانة الهذيان ..يتحدث كاتب المقال عن وساطة الأستاذ المقاوم خالد مشعل بين طهران واليمن فيما يخص خلافهما حول الحوثيين أردت الرد على هذا المقال الذي نشر بإحدى زميلات القدس العربي لأن السخرية والطريقة التي تعرض لها المجاهد السيد خالد مشعل أعتبرها شخصيا غير لائقة وليس هكذا نتعامل مع أحرار وشرفاء هذه الأمة الذين لوثوا كرامة الجبروت الصهيوني في التراب وحولوا "هيبته"العسكرية وجنوده إلى هيكل كرتوني وفئران مذعورة رغم إمكانياتهم المادية والعسكرية المتواضعة جدا ...وأصبح السيد خالد مشعل ومساعديه شوكة في حلق قادة تل أبيب وحققوا معادلة سياسية وعسكرية في المنطقة رغم قوة المحتل وداعميه ومساعديه حتى من أبناء جلدتنا وأصبحوا محل احترام وتقدير من أعدائهم قبل أصدقائهم لنضالهم وإصرارهم على عدم التفريط في حقوقهم وبيع أرض أجدادهم في سوق النخاسة الدولية رغم الضغوطات التي يتعرضون لها من كل الجهات بما فيها جهات عربية لا تؤمن بالمقاومة كخيار إستراتيجي تفهمه إسرائيل جيدا...
حقيقة أعتبر المقال تطاولا على أحد رموز المقاومة ،وتقزيما لشخصه رغم أننا جميعا ندرك حقيقة واحدة أن السيد خالد مشعل وأمثاله كالجبال لا تهزهم ولا تحركهم بعض الرياح العربية الخالية من روح الدعم والمساندة لا وبل لا يتوان هؤلاء في وضع العصي في دواليب عجلة التقدم العربية التي تسير في الطريق الصحيح والوحيد الذي بإمكانه إعادة الحقوق العربية لأهل البيت والشهامة والكرامة لأحفاد رسول الله وهذا الطريق رسم بنضال أمثال خالد مشعل وبدماء ألاف الشهداء من هذه الأمة المجيدة...
يبدو أن كاتب المقال بكى بكاء الثكلى وندب إلى حد الهذيان ..أو ربما أصيب بنوبة من الجنون عندما تلق خبر وساطة الأستاذ خالد مشعل بين إيران واليمن الدولتين المسلمتين اللتان يفرض علينا جميعا الإنخراط في مسلك واحد من أجل تهدئة الأجواء بينهما وتقريب وجهات النظر العربية التي غابت عن هذا الدور رغم فظاعة ما يجري في اليمن وخاصة بين المملكة العربية السعودية والحوثيين من قتل وقتال بين طرفين تجمع بينهما اللغة والعقيدة والتاريخ وربما من نسل واحد أمام الأنظار العربية والإسلامية دون أن يتحركوا جديا لإيقاف المهزلة ... والجميع يعلم أن الصامت عن الحق وضياع المصالح القومية شيطان أخرص ...
أريد أن أقول لكاتب المقال" يا صديقي الوضع العربي برمته هو الذي يستحق البكاء والرثاء وتحركات البعض من ساسة العرب هو الطرفة السياسية لأن الشعوب العربية تعودت على المؤامرات من البعض منهم وسياستهم كلها ضد مصالح الأمتين العربية والإسلامية وهناك من يعمل على زج بعضهم ضد البعض في صراعات هم في غنى عنها إن لم نقل الصراعات العربية –العربية أو العربية الإسلامية يجب أن تكون من المحرمات في ثقافتنا وتوجهاتنا وترك متصارعين عربيين يواجهان مصيرهما خيانة قومية ،وجريمة في حق الأمتين ومسؤولية التدخل والوساطة من أجل فك الاشتباكات السياسية والعسكرية هي واجب مقدس على كل شرفاء الأمتين وخالد مشعل واحد من هؤلاء ...
ألا تعلم يا سيدي إن وضع الأمة اليوم في منعرج بالغ الخطورة ولا توجد فيه منطقة ما بين الجنة والنار...فلماذا كل هذه السخرية من خالد مشعل الذي يحض باحترام الشعوب العربية والإسلامية بشكل كبير جدا وكذلك من كل شرفاء العالم الحر بما فيهم أخواننا في اليمن والجمهورية الإسلامية في إيران.. لكن السؤال المهم الذي يوجه إلى كل أمثال كاتب المقال "أين دور الزعماء العرب والمسلمين في كل ما يجري على الساحتين العربية والإسلامية حتى تسخر من الذي حاولت إسرائيل قتله مسموما منذ سنوات لأنها تعلم علم اليقين أنه وأمثاله خطرا على كيانها فكيف لا يحق لمثل هكذا شخصية الوساطة بين طرفين إسلاميين يحترمان هذا الشخص ولا يعتديان عليه مثل ما فعلت أنت !وفي النهاية ليس لي ما أقوله بعد الحكمة التي تقول "إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي شهادة بأنني كامل"

قادة المنطقة الخضراء على بركة من الدماء والأشلاء



هل الأربعاء الأسود هو يوم صادق البرلمان العراقي على "حصص الطائفية"...أم يوم إعلان حكومة المنطقة الخضراء على موعد الانتخابات التي ستجرى يوم 7 مارس المقبل، أم على دماء الأبرياء التي أغرقت الساسة الجدد في بلد الرافدين ورائحة الموت التي تنبعث من كل مكان! لقد أطلقوا على هذا اليوم "الأربعاء الأسود" فهل شاهد الشعب العراقي منذ 2003 تاريخ سقوط بغداد على يد" المغول الجديد "يوما أبيض بلا لون أحمر ،ولا نيران تلتهم الأجساد الطرية البريئة كما تلتهم النار الحطب وسط ضجيج وصراخ وتناحر بين عاشقي كراسي الذل والعار ،وهواة السياسة والسلطة والنفوذ تحت أمرة محتل عاث في عاصمة الرشيد فساد وإفسادا فقتل وشرد ونكل، وأرتكب كل الموبقات بحق من علموا أسياد هذا المحتل معني الحضارة والإنسانية فحول مدنهم إلى أشباح وخلفاء النسل الطيب الكريم إلى مشردين متسولين .. !
إن الدول والأنظمة تقاس بمدى استقلال قراها ورفاهية شعوبها ،وكرامة وأمن مواطنيها... لكن في العراق الجريح ،وفي زمن النكبة وتردي مبادئ الوطنية أصبح المقياس الأمني هو المعيار الذي يحدد أمال وطموحات النخبة في الإطباق على الشعب العراقي والتحكم في حياته ومصيره المجهول دون الأخذ في الاعتبار الحياة الكريمة لهذا الشعب البطل الذي أنهكته المذهبية المقيتة ،والانقسامات الداخلية حتى بين الطائفة الواحدة وسيطرت على مقدراته الذئاب والكلاب السائبة من كل حدب وصوب وأصبح يلهث وراء البقاء فقط لا لحسن البقاء....
لقد سيطر الوهم والجهل والجهالة على عقول وقلوب صناع الحروب وأذنابهم الذين عششت فيها رغبة حكم العراق ولو بقوة النار والحديد من أجل أن يعيشوا في أمن وأمان في "جنة الخلد" العراقية فارتكبوا المجازر الواحدة تلوى الأخرى في طول البلاد وعرضها وما حدث في الفلوجة ،الأنبار والكاظمية والعاصمة بغداد وحي الأعظمية... وغيرها يدل على معالم الجرائم دون أن يحققوا قيد أنملة من الأمن المفقود لهذا الشعب الذي تكالبت الأمم والمخابرات الدولية التي ترتع وتمرح وترتكب أقبح وأشنع الجرائم هناك من أجل تذويب العراق وهويته العربية الإسلامية التي تمثل قوة أحفاد صلاح الدين ...
مسكينة تلك الأرض الطيبة التي ارتوت من دماء أهلها في ظل الظمأ العربي ..وفقدت الكرامة والعنفوان بعد أن أصبحت في أوطاننا عملة للتجارة خاضعة للربح والخسارة في زمن أصبحت فيه الخيانات الوطنية موقف ،والتعامل مع الشيطان واجب و وجهة نظر ...ليس العيب أن نخطئ في سياساتنا وتوجهاتنا لكن العيب الكبير ان نستمر في الخطأ دون أن ندرك أن كل عيب تتبعه عيوبا أخرى ،وكل تنازل تلاحقه تنازلات وتنازلات ...وأن الأخطاء في حق الوطن لا يغفرها التاريخ ولا تمحوها مرور الأزمان...
إن من يظن أن المحتل وأعوانه ومساعديه، ومن لف لفهم ...يرغبون في استقرار العراق فهو واهم إلى درجة الجنون لأن المفسدين في الأرض كثر ،والراغبين في تفتيت الدول العربية والإسلامية وتحويلها إلى مجموعة من" الكانتونات" المتناحرة هو السبيل الوحيد في نظرهم لإخضاع شعوبها الثائرة والسيطرة المطلقة على ثرواتها في أمن وأمان ..وإعادة التقسيم الجغرافي ،والتفكير السياسي ،وتغيير التوجه العقائدي للمنظومة العربية الإسلامية على أسس جديدة تخفف عن عبء التصدي والمقاومة للمشاريع المستقبلية الخطرة التي ينسجون خيوطها في عواصم المال والنفوذ لتركيع هذه الأمة التي مازال للأسف الشديد معظم قادتها لا يشعرون بهذه المخاطر التي تهدد مستقبل أجيالها مما جعل البعض منهم ينخرطون في المشاريع" المحرمة" من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون...
لنعود للعراق الذي أدمعت من أجله العيون، وأدمت القلوب منذ أن كان سرحا فهوى نتيجة التواطؤ عليه إقليميا ودوليا من كل الجهات وسقط صريعا ،محتلا على يد هواة الحروب والدمار خلال فترة حكم بوش الأرعن للبيت الأبيض الذي حوله أسودا بغزوه ظلما وبهتانا للعراق العربي المسلم .حدث كل هذا من أجل ضمان مصالحهم ،وخلق موطأ قدم جديدة لهم في المنطقة انطلاقا من إحداث الفوضى والاضطراب الأمني في بلاد النهرين حتى لو كانت على حساب إراقة الدماء وتمزيق أشلاء البشر عبر تصفية الحسابات الداخلية والخارجية بين كل المتصارعين على "جثة هامدة" فاحتلت الأرض وانتهكت الأعراض ،وشرد الشعب الأبي ...وبدأت التناحرات الداخلية تنهش جسده المنهك فتحالفت كل الأطراف مع جهات أجنبية من أجل ضمان مقاعدها على رأس سلطة "وهمية" وقيادة "مبتورة" لبلد منهك ومحتل لا تحرك قادته ساكنا في المجالات الحيوية ،والأساسية في تسيير دواليب الحياة في العراق الذي سيطرت عليه لغة السلاح والتفجيرات الدموية ووقودها الفقراء، الجياع ،الأيتام والأرامل...

2009/12/04

برميل البارود ينتظر رصاصة الرحمة...


نحن على أبواب إنقضاء السنة الحالية 2009 ،هذه السنة " الكبيسة"التي كانت بدايتها نهياية الجزء الثاني من المجزرة الفضيحة التي ارتكبتها إسرائيل بحق العزل من الأطفال والنساء في قطاع غزة من أجل تركيع سكان القطاع كما ركعت من قبل معظم المحور العربي لكن جبروتها وكبريائها ،ودعم الداعمين لها خاصة ,لائك الذين لا يعرفون أن الشجر يموت واقفا ،وأن سلاح المقاومة زينة الرجال... فتكسروا جميعا على صخرة الحق والكرامة والعنفوان للمحاصرين منذ سنوات في رقعة جغرافية لا تكاد تذكر مساحتها على الكرة الأرضية ...لكنها كبيرة بأهلها وشامخة بالعزة والكرامة كشموخ أشجار الزيتون هناك رغم المحاولات الصهيونية لاقتلاعه من الأرض كما حاولت وتحاول اقتلاع أصحاب تلك الأرض من أصلهم الثابت ....

عند مطلع هذه السنة كانت آمال وطموحات أحرار هذا العالم بلغت عنان السماء عند البعض منهم وخاصة العرب الذين تعودوا على الأحلام دوما لأن معظمهم في سبات عميق وكادوا أن ينافسوا أهل الكهف في ذلك ،وعندما يستفيقوا نتمنى عليهم العودة إلى مواضعهم حتى لا يفسدوا ما صلحه الصالحون... خصوصا بعد أن أفتتح باراك حسين أوباما هذا العام بكلام معسول ،وخطب رنانة ووعود لا حصر لها فظن أغلب الحالمين و الحاملين لهموم هذه الأمة أن "المهدي المنتظر" خرج من بلاد "العم سام"...فألقت المجموعة العربية بكل أوراقها ،ومبادراتها وحتى حاضرها ومستقبلها في خزينة البيت الأبيض وجلس الجميع ينتظرون الكهل الأسمر أن يفتح الأدراج ويخرج منها كل الودائع المتعفنة ففعل ذلك وأصيب برائحة كريهة فألقى بها بسرعة في المزابل الإسرائيلية لعلمه مسبقا عن المكان الذي ستحفظ فيه كما أودعت نفاياتهم السابقة .....

مرت الأيام والشهور تلاحق بعضها البعض بسرعة كسرعة بناء جدار الفصل العنصري فوق الأراضي الفلسطينية المغتصبة والمقطعة الأوصال...لكن بأقل وتيرة من انهيار تلك الوعود والأحلام الزائفة مثلما سقط جدار برلين....وانهيار الأمة وتفكك العالم ...وضاع سلام الوهم المرتقب...وتلاشت الرغبة "الجامحة" في إحلال العدل والمساواة بين الشعوب والأقطار ،والقضاء على الفقر والتشرد ،وإسكان ملايين الأبرياء من هذه الأمة الكئيبة في منازل بأوطانهم بدلا من خيام الهجرة والتهجير القصري وما أكثرها في يومنا هذا في وطننا العربي الذي أصبح لاجئا في مخيمات السياسة الدولية الرديئة والمنحازة والغير عادلة....فأصبح الإحباط والقنوط مرة أخرى جاثمين على القلوب والعقول ،ولا سبيل لنا للتخلص من الألم والمرارة التي خلفها أولائك الذين ضحكوا علينا وصدروا لنا حقن متجددة من حقن التخدير التي تناولتها شعوبنا عن طواعية وفي أغلب الأحيان تحت التهديد والوعيد....

لقد عادت الصراعات ،والخلافات من أوسع الأبواب وبدأت تنكشف الألاعيب والمخططات الخبيثة الهادفة بالأساس إلى مزيد تشتيت العرب والمسلمين وتفكيك ما تبقى من لحمتهم وإغراقهم في بؤر نزاع متنقلة بينهم فتعطلت لغة الحوار السلمي بين أمريكا والغرب من جهة وإيران من جهة أخرى بشأن البرنامج النووي السلمي لطهران ،وماتت في المهد الفكرة "الأوبامية" ونواياه بأخلاء العالم من الأسلحة التدميرية والنووية ...ليحل محلها "الأورانيوم" الإيراني لا غير....وكأن أكثر من 220 رأس نووي يمتلكها الكيان الصهيوني لا تهدد أمن واستقرار العالم بأسره ....ولأجل ذلك عادت نبرة التهديد والوعيد تجاه الحكومة الإيرانية تتصدر الواجهة الأمامية للخطاب الأمريكي وحلفاء واشنطن....وللأسف الشديد هناك من بعض "المستعربين" من تجند عن طواعية ضد السياسة الإيرانية وبدون مقابل يستفيد منه شعبه والمنطقة على الأقل للوقوف في وجه ،ونصب لها العداء العلني و المجاني للجمهورية الإسلامية فتخندق في الحفر الإسرائيلية لمساندتهم للتصدي لما يسمونه " الإمتداد الشيعي" كما فعلوا إبان الحرب القذرة التي تواطؤا خلالها على المقاومة الفلسطينية شتاء العام الماضي ومازالوا على عهدهم مستمرون في غيهم الذي أوصل المنطقة برمتها للانحطاط الحالي دون أن يدركوا أن ما تعرض له العراق الشقيق لن يتكرر مع إيران التي إتعضت بالدروس الماضية من مصائب التنازلات العربية وجهزت نفسها لرد الصاع صاعين في صورة تعرضها إلى هجوم عسكري عدواني ،وستحول المنطقة إلى كرة من النار يكونون هم أول ضحاياها ...ويدفن إلى الأبد حلم الوراثة والتوريث "للمزرعة الكبيرة"...

لقد عادت عجلة السياسة الدولية ،ومشاكل العالم تدور إلى الخلف بعدما ظهر بصيص من أمل تقدم حلولها إلى الأمام فتعقدت كل المسائل وتوسعت بؤر النزاعات السياسية والعسكرية آخرها بين مصر والجزائر من أجل "ماتش كرة"فاتضح مدى هشاشة العلاقات العربية – العربية ، فتفككت تحالفات وبنيت أخرى وتدعمت جهة لمصداقيتها وصوابية خياراتها في حين منيت الضفة المقابلة بهزائم مدوية ستظهر نتائجها الوخيمة آجلا أم عاجلا ...والمؤسف أيضا أن كل الصراعات تدفع ثمنها باهظا القضية الفلسطينية ومن بعدها الشعوب العربية والإسلامية على حد السواء في ظل تدهور اقتصاد الأوطان وتفشي البطالة وأرتباك الوضع الداخلي لكل البلدان وبعض السياسيون على أخطائهم مصرون ومستمرون...

كما حمل العام الحالي في طياته هموما ثقيلة، ونزاعات جديدة أكثر شراسة وخطورة مثل ما يجري بين السعودية والحوثيين نتيجة المؤامرات والدسائس ،والألغام التي نصبت لكلا الطرفين(السعودية والحوثيون) من أجل عدم تحييد أي طرف عما يجري في المنطقة وإدخال الجميع في دوامة العنف والحروب ،والواضح أن السعودية تدفع ثمن عودتها لدمشق الحليف الإستراتيجي لإيران وللمقاومة العربية التي لا يعترف بها أصدقاء إسرائيل لأن المملكة ليست علاقتها على ما يرام مع طهران ،وكذلك مساعدتها- السعودية –على تشكيل الحكومة اللبنانية بالتوافق مع سوريا وهذه الإنجازات الهامة لصالح المنظومتين العربية والإسلامية لم ترضي واشنطن وإسرائيل ومن في ركبهما من "المستعربين" الذين شعروا بخطر ضياع دورهم ،وفقدان وزنهم وتأثيرهم إقليميا ودوليا مما أنجر عنه كذلك انهيار الوضع الداخلي الفلسطيني الذي كما قلنا هو الضحية الأولى والحلبة التي تتصارع عليها المشاريع الخارجية والمصالح الدولية في المنطقة...

إن الوضع الإقليمي إذا لم يجد عقلاء في المنطقة والعالم سينفجر قريبا نظرا لسير الأحداث بخطى حثيثة نحو الجحيم لأنه اليوم وأكثر من أي وقت مضى أصبحت الأوضاع عامة في مفترق طرق فهي كبرميل من البارود بطلقة رصاصة واحدة يحال العالم بأكمله إلى كرة من النار المشتعلة لا أحد بإمكانه إخمادها لأن إشعال فتيل الحرب سهل لكن إيقافها وتحديد نتائجها عسير على الجميع وفي مقدمتهم صناع الفتن ،واللاهثين وراء مكاسب ومغانم لا توجد إلا في خيالهم الأحدب...

لا مقدسات إسلامية بعد تهويد القدس...

إنطلقت عملية تهويد القدس منذ اندلاع ثورة "البراق"عام 1929 في القدس الشريف بسبب محاولة اليهود الاستيلاء على الحرم الشريف وجرت حينها مواجهات دموية في حائط المبكى أسفرت عن مقتل 78 فلسطينيا و120 يهوديا. ومنذ ذلك الحين ومحاولات تهويد القدس مستمرة بكل الوسائل الصهيونية و والعرب والمسلمين يقدمون التنازلات تلوى الأخرى بحق القدس دون أن يعلموا أن من يتنازل مرة عن استحقاقات وطنية وقومية مهمة سيتنازل في المستقبل مرات ومرات... عن طواعية أو سيرغم على شرب ماء البحر....هذه واحدة من الحكم والقواعد العربية التي ثبتت صدقيتها في تاريخنا الإسلامي الموشح بالسواد في القرن العشرين وحتى ألآن...
لقد تنازل العرب عن كل شىء حتى لم يبق لهم ما يتنازلون عنه بعد أن نهبت ثروات شعوبهم الكادحة ،وشرد معظمها يعيش تحت الخيام وفي الشتات وقتل منها الآلاف وراحت الكرامة والشهامة العربية والإسلامية في غياهب النسيان ...وتنازل المسلمون بمحض إرادتهم عن الانتهاكات التي حصلت بحق القرآن الكريم ومقدساتهم الشريفة وعلى رأسها القدس إلى درجة يندى لها جبين موتى المقابر، مما سهل فتح الصفحة الأولى من الكتاب الأسود...

بعد استفتاء "الخدعة" الذي أفرزت نتائجه رفض 57.5 بالمائة من المستفتين حول بناء المآذن بالجوامع التي ستبنى مستقبلا على الأراضي السويسرية ،سقطت آخر ورقة توت عن عورات دعاة "حوار الحضارات" وتقارب الأديان ،"وحقوق المعتقدات"... جاءت الخطوة الخبيثة هذه المرة من جنيف عاصمة السلام ،ومخزن المال العربي المنهوب والمهرب في بنوكهم... والفقراء والجياع في أوطاننا المنكوبة يلهثون وراء السراب الذي شيده بعض القادة ... فتعمقت جراحنا المفتوحة بعد أن دنسوا القرآن الكريم وألقى به صناع الحروب وقتلة الأبرياء والمحتلين لأراضي الغير بدون وجه حق في مراحيضهم ونحن ننظر بلا حراك كقطيع من الأغنام الهزيلة التي تبحث عن المرعى في سنوات الجفاف العجاف....حصل كل هذا بسبب إهمالنا للقدس الشريف وصمتنا عن تدنيس أرض المعراج....
حين قدم العرب والمسلمين استقالتهم الجماعية من جبهة الدفاع عن القدس الشريف وتركوها لرب حتى يحميها ...عاث فيها الصهاينة عبثا بالقتل والتهجير لأهلها وأقاموا تحتها الحفريات ،وزرعوا حولها المستوطنات حتى أصبحت مهددة بالانهيار والاندثار من أجل تهويدها والاستيلاء عليها في صمت وهدوء ،وسكينة...عند ذلك تكالبت الأمم على خنق الإسلام والمسلمين فأصبحت حتى مقدساتنا لا قيمة لها كما لا قيمة لنا عندهم،ولا وزن لنا لديهم ... فتتالت الخطوات الخبيثة وتعرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأبشع أنواع التنكيل عبر الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك التي نسجت عن منوالها عدة دول أروبية أخرى بعد أن دنس أعداء الأمة القرآن الكريم ...دون أن يحرك ساكنا أولائك الذين صنعوا من " الكرة" قضية "تجيش" لها الحكام والساسة والمثقفين بكل عزم وإصرار للدفاع عن كرامتهم المرتبطة ارتباطا وثيقا فقط "بالجلد المدور" أما القدس بالنسبة لهم ليست قدسنا ...وكرامة مقدساتنا ليست في سلم ألواوياتهم... ولم تدرج على أجندة "حضرة" خططهم وبرامجهم...و المؤسف هو لحاق الشعوب العربية والإسلامية بكل ألوان طيفها بركب المعركة بلا وعي أو إدراك دون أن يأخذوا في الحسبان أن ضياع القدس والمقدسات الإسلامية،والقضية الفلسطينية بداية النهاية لهم ولنا جميعا....
لقد أصبح العرب والمسلمون محاصرين في كل مكان يتعرضون لأبشع أنواع المضايقات عبر المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد حقوقهم، وممتلكاتهم، ومقدراتهم عن طريق علمنة كل الشعوب الإسلامية لأنهم –أعداء الأمة – يدركون جيدا أن فصل الدين عن الدولة هو السبيل الوحيد للقضاء على كل أشكال المقاومة والممانعة نتيجة استخلاصهم للعبر من الإنجازات التي حققتها حركات المقاومة الإسلامية في كل من فلسطين المحتلة ولبنان والعراق وأفغانستان والصومال... لأن جميعها أفشلت المشاريع الصهيو- أمريكية لتفتيت المنطقة وإخضاعها بالكامل لهيمنتهم اعتمادا على العقيدة الإسلامية في المقاومة.مثلما أعتمد معظم القادة العرب على العلمانية في حكمهم الشيء الذي جعل هؤلاء الزعماء يتقاعدون مبكرا عن الدفاع عن الهوية ،ويتركون المقدسات الإسلامية مستهدفة في كل مكان من العالم دون أن يشعروا بحجم المخاطر والتحديات التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة . كما حركات المقاومة ذات التوجهات العقائدية التي أصبحت الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه في كل المعادلات والحلول الدولية وخاصة الإقليمية منها لأن جهة الصمود الإسلامية أصبحت العقدة النفسية التي تربك السياسات الغربية ولنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في صراعها على حقوقها مع قوات الاستكبار العالمي أكبر شاهد ودليل على ذلك...