سياسة مجتمع اقتصاد

2009/07/03

بعد الأزمة الإيرانية المنطقة في حالة مخاض جديد

طوال فترة الصراع الداخلي منذ إغتيال الرئيس الحريري والقادة السياسيون اللبنانيون يعبئون الشارع إلى أن طغى الكره والحقد على قلوب أنصار كلا الفريقين وأصبحت كل الطوائف تعبر عن حقيقة توجهات زعمائها الذين يواجهون مأزق الاختلاف السياسي والاقتتال في الشارع والدليل على ذلك المناوشات المسلحة بين أنصار الحريري وهرم السياسة اللبنانية نبيه بري رغم موافقة كتلته النيابية على تولي سعد الحريري تشكيل الحكومة وتوليه رئاسة الوزراء في الفترة المقبلة التي ستكون حبلى إما بنتائج إيجابية أو الأقرب خلافات داخل كل الكتل والتحالفات وستكون لادة الحكومة الجديدة عسيرة أو بعلية قيصرية مبتورة جناح طيرانها الرئيسي مما يجعلها عاجزة عن التحليق في سماء الشعب اللبناني الذي كفر معظمه بالسياسة والسياسيين الذين أفقدتهم المذهبية والطائفية البصر والبصيرة وزادت الهيمنة الخارجية على المشهد اللبناني بؤسا وتفرقة أكثر من أي وقت مضى.
أما الوضع الفلسطيني فحدث ولا حرج ,فلا يمكن أن نقول عنه إلا مسكينة تلك الأرض المعطاءة الولودة لأبطال وبطلات التضحية والنضال من أجل تخليصها -الأرض-من براثين مجرمي القرنين
غريب أمر القضية الفلسطينية والأغرب منها الوضع الداخلي الذي أصبح مقرفا ومقززا إلى حد الغثيان والهذيان فإسرائيل تحتل أرض المعراج وتهود القدس وتشرد أهلها وتعتقل شرفاء الشعب الفلسطيني يوميا وبسجونها أكثر من 11 ألف أسيرا وزعماء هذا الشعب المنكوب يتحاورون لشهور وسنوات تحت طلقات البنادق ويعتقلون بعضهم البعض ويتفاوضون على إطلاق سراح أبنائهم من سجونهم وكأن بعضهم محتل البعض الآخر.
إنها نكبة ما بعدها نكبة في هذا الزمن الردئ كرداءة البعض الذين يزعمون القيادة وهم الذين لا يتحكمون حتى في ملابسهم .فالكيان الصهيوني ضرب ويضرب بالقوانين الدولية ومطالبة زعماء هذا العالم بإيقاف الاستيطان عرض الحائط ويعذب الشعب الفلسطيني يوميا بمئات الحواجز المتناثرة في كل مكان ويحاصر بقية الشعب الذي خلفته آلته الحربية الصهيونية على قيد الحياة يتضرع جوعا وألما ويندب حظه المنكود الذي جعله بين مطرقة قادة يتنازعون على اللاشئ ومختلفون في كل شئ وبين سندان عدو لا يرحم ولا يعرف للرحمة معنى وللأنسانية عنوانا .
فحتى التغييرات الدولية الحاصلة على مسرح الأحداث والقضية الفلسطينية تتصدر الطليعة لم تغير مواقف البعض الذي ركب سفينة خاطئة فقدت البوصلة وتخلى عنها أغلب ركابها وهم لا يدركون أن مآلها الغرق إن لم يسارعوا إلى شاطئ النجاة .
إن الحوار الفلسطيني _الفلسطيني أصبح مهزلة سياسية وأضحوكة البلهاء وصدمة للشرفاء في هذه الأمة التي دفعت الكثير من مالها ودمها وجهودها من أجل الحفاظ قضية وهوية تلك الأرض الطيبة والشعب الجبار الذي لم ولن يلين أمام غطرسة عدو متوحش وغبي ومجرم حرب لا يعرف للإنسانية مطرحا وللعدالة عنوانا همه القضاء على شعب أعزل من أرضه وسلب عرضه دعمه في ذلك الانقسام الداخلي الذي تغذيه بعض الأطراف الخارجية التي لا تؤمن بالمقاومة ولا بالشرف العربي ولا بالمقدسات الدينية....
أما المشهد الإيراني الذي دخل مرحلة انتقالية من الصمود والالتفاف الشعبي القوي حول النظام إلى التصدع والهزات الإرتجاجية التي ضربت عمق الوحدة الإيرانية التي تربى معظم المتنافسين على الانتخابات في حضن الثورة الإيرانية الخمينية التي أسست لمبدأ ولاية الفقيه ونجحت فيه إلى حد كبير جدا لكن التصدع الذي أصاب النظام الإيراني وما أسسته الثورة سيلقي بضلاله على المستقبل الإيراني وتأثيرها على العمق الإستراتيجي لأمن المنطقة التي تحتل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مكانة متقدمة جدا في التأثير في مجرى هذا الأمن الهش ...
فالشعب الإيراني خرج من تحت عباءة الإنغلاق ويطمح البعض فيه إلى الوضع السياسي الذي يتبناه موسوي وكروبي إلى تغيير السياسة الإيرانية خاصة الخارجية منها التي يرغب الغرب وخاصة أمريكا في ما يدع إليه الثنائي اللذان نافسا نجاد وانهزما أمامه في الانتخابات الأخيرة.
صحيح أن النظام الإيراني خسر كثيرا معنويا بعد الانتخابات الأخيرة وفقد جزء من هيبته التي عملت عدة أطراف خارجية للوصول إلى ذلك لكن القوة والتأثير في مجريات الأحداث الدولية خاصة في شرق آسيا أو في العراق كما في أحداث منطقة الشرق الأوسط لم ولن تتغير بل سيزداد تصلبها وتحديها لقطع الطريق أمام من راهنوا على إسقاط أحمد نجاد الذي يعتبر من أقوى وأصلب رئيس إيراني بعد مربيه ومعلمه الإمام الخميني.
ومن يراهن على تراجع النظام الإيراني في دعمه لعناصر قوته في المنطقة العربية مثل حزب الله أو حركات المقاومة في فلسطين أو في عدة مواقع أخرى فهو واهم ورهانه سيكون خاسرا كما خسر في مراهنته على تغيير النظام الذي تأسس على فكر ليس بالسهل إختراقه أو تغيير مناهج تفكيره وتوجهاته التي قطع فيها منذ ثورة أواخر السبعينات أشواطا كبيرة وعميقة على أرضية شعبية صلبة بالفكر والعقيدة.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية